تعرض وزير خارجية إيران "جواد ظريف" لوابل من الانتقاد الحاد في صفوف الأفغان، بعد حديثه صراحة عن آلاف من الذكور الأفغان (لاسيما اللاجئين في إيران)، منن جندتهم طرهان وزجت بهم في أتون الحرب بسوريا، لتحقيق مصالح المشروع الذي يقوده نظام الملالي.
ردود الفعل الغاضبة في أوساط الأفغان، تولى رصدها موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير ترجمت "زمان الوصل" أهم ما فيه، حيث قالت النائبة في البرلمان الأفغاني "ريحانة آزاد" إن التصريحات التي وردت على لسان الوزير الإيراني مؤسفة ومجللة بالعار.
واستنكرت "آزاد" إصرار المسؤول الإيراني على الكذب وادعاءه أن المرتزقة الأفغان يذهبون إلى سوريا طوعا وبمحض إرادتهم، معقبة: "كم هو فاقد للمسؤولية السيد ظريف عندما يشير إلى هؤلاء الفقراء بصفة "مطتوعين"، بينما هم ذهبوا للقتال في حرب خارجية، بسبب عجزهم عن إطعام عائلاتهم".
إيران، التي يعيش فيها قرابة 3 ملايين لاجئ أفغاني، تعرضت مرات متعددة لانتقادات من قبل جماعات حقوق الإنسان، بسبب إساءة "طهران" للأفغان واستغلالهم.
وطالبت "آزاد" حكومة بلادها باتخاذ إجراءات جدية ضد ما تمارسه إيران من تجنيد الأفغان وزجهم في حروب خارجية، واصفة ما صدر عن "ظريف" بأنه "إهانة" للشعب الأفغاني.
وأشارت النائبة الأفغانية إلى أن ما قاله "ظريف" هو محاولة لتبرئة نظامه من جريمة تجنيد الأجانب لخوض المعارك بالنيابة عن طهران.
وأدانت "آزاد" سلوك نظام الملالي الذي حاول أن يقدم نفسه كمحارب للإرهاب، عبر استغلال مأساة اللاجئين الأفغان، وتصويرهم على أنهم مجرد متطوعين ذهبوا حباً في قتال التنظيمات المتطرفة في سوريا.
ثريا ليني، الصحافية الأسترالية ذات الأصول الإيرانية والتي غطت أخبار إيران لسنوات، رأت بدورها أن تصريحات "ظريف" جاءت كبالون اختبار للموقف الأفغاني، لاسيما بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها سحب قواتها المتبقية في أفغانستان، نتيجة محادثات مطولة مع حركة "طالبان".
وقالت "ليني" إن وزير الخارجية الإيراني تعمد على الأرجح الحديث عن موقف بلاده علنا من أجل اختبار ومعرفة اتجاه الرأي العام الأفغاني، لاسيما عندما طرح اقتراحا بأن تكون "فاطميون" رأس الحربة في مكافحة الإرهاب، بعد إعادتها على أفغانستان.
وحسب رأي "ليني" فإن تحقق ذلك، من شأنه أن يحول مليشيا "فاطميون" من دمية إيرانية، إلى قوة محلية أكثر ولاء لوطنها وشعبها، وفق المخطط الإيراني.
ولعب "ظريف" بخبث على العبارات، عندما تحدث في تصريحاته عن أن بعض مرتزقة فاطميون "رفعوا العلم الأفغاني في مواقعهم، وعلقوا صور الرئيس الأفغاني"، أثناء قتالهم على الأراضي السورية، وهو ما يشير بوضوح إلى الصورة التي تنوي طهران ترويجها لمرتزقة استغلتهم وحولتهم إلى مجرمين.
وعلاوة على ذلك، رأت "ليني" أن نشر "فاطميون" في أفغانستان سيقدم خدمة كبيرة لطهران، لاسيما إذا تمت إعادتهم إلى أفغانستان بقرار وإذن من الحكومة الأفغانية نفسها، عندئذ ستكون إيران قادرة على رصد كل أفعالهم وتعقبها، كونها هي من أسستهم.
"أريان طباطبائي"، مؤلفة كتاب "لا غزو، لا هزيمة"، الذي يدور حول "سياسة الأمن القومي الإيراني"، قالت إن وزير خارجية إيران ذهب في تصريحاته "أبعد قليلا مما تعترف به بلاده بشكل عام"، عندما أقر علنا أن طهران سلحت "فاطميون" وقدمت مزايا لعائلاتهم التي تعيش في إيران.
لكن "طباطبائي" رأت أن "ظريف" بالمقابل حاول التقليل بشكل كبير من حيوية العلاقة الإيرانية مع "فاطميون"، بما في ذلك دور المخابرات الإيرانية في تجنيد الأفغان وتجهيزهم وتدريبهم ونشرهم في سوريا.
"طبطبائي"، التي أجرت بنفسها بحثا مركزا حول "فاطميون"، أكدت أن قسما كبيرا من هؤلاء لم يتجهوا إلى سوريا "طواعية"، كما حاول "ظريف" الادعاء.
وزادت: "كثيرون منهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالموافقة على خوض حرب دموية، لأنهم ببساطة دون السن القانونية".
وسبق لجماعات حقوقية أن قالت إن صبية أفغانيين لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما تم تجنيدهم من قبل إيران.
ويالعودة إلى النائبة "ريحانة آزاد" فإن الامتحان الحقيقي لنوايا إيران تجاه أفغانستان ليس عبر قيامها بتلميع وإعادة تأهيل صورة "فاطميون"، بل هو ببساطة عبر تقديم التزام صادق بمحاربة الإرهاب في أفغانستان والمنطقة ككل.
"آزاد" اكدت أن لديها أدلة على مساعدة إيران لحركة "طالبان"، معقبة: "إذا أرادت إيران حقا أن تكون دولة جارة نزيهة، فعليها التوقف عن تمويل وتدريب طالبان.. إذا فعلت طهران ذلك، فلن تكون هناك حاجة لهم لإعادة المليشيا التي أنشأتها مستغلة يأس شعبنا (فاطيمون)"
ومؤخرا ظهر "جواد ظريف" في مقابلة مع أشهر الشبكات الأفغانية، ليشيد بدور مليشيا "فاطميون" مدعيا أنهم أفضل من حارب ضد تنظيم الدولة، ومقترحا على أفغانستان أن تتبنى هذه المليشيا لتحارب "الإرهاب" على أراضيها.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية