إن ما نخشاه حقا أن تكون عملية إحراق مسجد قرية (ياسوف ) الفلسطينية قرب نابلس على أيدي المستوطنين الصهاينة المدججين بالسلاح عملية جس نبض لردة الفعل العربي والفلسطيني تمهيدا لإحراق المسجد الأقصى المبارك .. فكل الإجراءات والممارسات الحاصلة على الأرض تشير إلى أن إسرائيل ماضية قدما في تفريغ القدس من سكانها الأصليين وخلق واقع يمكنها من الاستيلاء على المدينة وهذا يتطلب من وجهة نظرها نسف معالم الارتباط العربي والإسلامي والفلسطيني بالقدس كعاصمة الأديان السماوية.
إحراق مسجد (ياسوف) يجب أن يعطينا أكثر من إشارة على المخططات الإسرائيلية الرامية إلى استفزاز مشاعر العرب والمسلمين وقياس ردة الفعل فيما لو أقدمت لاحقا على إحراق (المسجد الأقصى) وهي أي إسرائيل أصبحت على يقين من أن ردة الفعل العربية تتأرجح بين الإدانة والاشمئزاز ولا ترتقي إلى مستوى المخططات والممارسات والأحداث .. فقد سبق لإسرائيل أن ارتكبت أبشع من عملية حرق المسجد فأحرقت الأطفال والنساء والشيوخ..أحرقت البيوت والمحاصيل الزراعية والبنى التحتية ولم تلاقي أية ردة فعل عربية مؤثرة وفاعلة .. الأمر الذي زادها تماديا وتطاولا على المقدسات والحرمات.
تصوروا لو أن أمرا عكسيا حصل .. وتم إحراق كنيس يهودي في أي بقعة من العالم .. فان إسرائيل ستقيم الدنيا ولا تقعدها وستفتعل أزمة دبلوماسية عالمية وربما ستطالب بعقد مجلس الأمن لبحث الاعتداءات "اللاسامية" وسنرى الدول العربية تتهافت على الإدانة والاستنكار تباعا ! أما عندما يتعلق الأمر بشيء يخص الأمة العربية فان الدول العربية والنظام الرسمي العربي يلتزم الصمت ! وهو يدرك تماما أن القضية أهم وأعمق من حرق مسجد صغير في قرية فلسطينية صغيرة.. فالقضية قضية اعتداء على مشاعر المسلمين جميعا..قضية انتهاك حرمة وقدسية أماكن العبادة.
إسرائيل دائما تجد مخرجا تبرر به تقاعسها وممارساتها.. قبل سبع سنوات أقدم يهودي على محاولة حرق كنيسة (البشارة) في مدينة الناصرة وتم حصاره داخل الكنيسة من قبل الأهالي إلى أن أنقذته قوات الشرطة الإسرائيلية وعندها خرجت وسائل الإعلام لتقول لنا بأن ذالك الشخص مهووس ومجنون ! الجنون يشكل مبررا للتغطية على الأعمال الإجرامية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة !
إننا نحذر مما هو قادم، وكل المؤشرات تشير إلى أن المخططات الإسرائيلية اكبر واشمل من حرق مسجد ياسوف .. فحرق المسجد بداية لأعمال قد تطول المسجد الأقصى بعد أن فشل المستوطنون بالسيطرة عليه بالأساليب التقليدية..الاقتحامات والحفريات والانتهاكات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية