أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فتح مكه والثوره الفرنسيه.. وائل المهدي

المستشرقون من أهل الغرب والمستغربون العرب جاهدوا كثيرا من خلال دراساتهم ومؤلفاتهم أن يطعنوا في الإسلام بوصفهم إياه بالعنف والدمويه وخرجت من بين أيديهم الكثير من الصفحات السوداء التي صورت المسلمين ووصفتهم بالهمجيه والبربريه وكانت تلك الحملات ضمن مخططات النيل من الإسلام والقضاء عليه من خلال تشويه صوره الإسلام الحقيقيه التي أساسها العدل والرحمه فمنهم من تهجم علي الإسلام مع علمه ومعرفته بالإسلام من خلال دراسته ومنهم كتب عن جهل وعدم معرفه بالحقائق وفي الحالتين كان الهدف هو تشويه الصوره السمحه والمضيئه للدين الحنيف ., والقرآن الكريم والسنه النبويه الشريفه هي خير ما يرد علي هؤلاء ,وحتي آيات الجهاد والحرب تحث المسلمين علي عدم الإسراف في القتل وعدم الإعتداء علي النساء والأطفال والشيوخ والممتلكات كالزروع وغيرها ويعد ذلك أكبر دليل علي رحمه الإسلام التي هي علي النقيض من تلك الحضارت الغربيه , فنجد في حروبهم زهق للأرواح والأنفس دون تميز وتدمير كل شيء ومن هنا نلقي الضوء علي نموذجين في كيفيه الثوره والتمكن من الحكم ,النموذج الأول هو حادثه فتح مكه في عهدا النبوه وما تم فيها أثناء الفتح وبعد التمكين لأول دوله إسلاميه في التاريخ , وفي البدايه يجب أن نعرف بأن تجيش المسلمين وزحفهم لفتح مكه جاء بعد نقض المشركين لصلح الحديبه فهو كان رد فعل علي خيانه ونقض العهد , فقد نقضت قريش عهدها، وأعانت بني بكر على بني خزاعة، فقتلوا منهم عشرين في ليل وهم لا يشعرون ! فلما جاء عمرو بن سالم الخزاعي النبي- صلى الله عليه وسلم - وأخبره بما صنعت قريش وبكر في خزاعة قال: نصرت ياعمرو بن سالم . ثم أمر بالتجهز للخروج، وخرج من المدينة في رمضان في المهاجرين والأنصار، فكانوا كلما مروا بقبيلة انضم اليهم المسلمون، فلما وصلوا الى مر الظهران كان عدد جيش الفتح عشرة آلاف من الصحابة، يريدون فتح مكة , كل ذلك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريص على أن يدخل مكة سلماً دون قتال، ولقد أعجبه إسلام أبي سفيان زعيم قريش، وصاحب الكلمة فيها، فأراد أن يجعل له شيئاً من الفخر، فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فطار أبو سفيان فرحاً بما سمع، وأسرع الى مكة فصرخ بأعلى صوته: يامعشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لاقبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالوا: وماتغني دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس الى دورهم والى المسجد , دخلت جيوش الفتح مكة من أقطارها، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- قواد الألوية أن لايقاتلوا الا من قاتلهم، فلم يقع إلا قتال يسير، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، وانه ليضع رأسه تواضعاً لله على ما أكرمه به من الفتح سلما، وخرج أهل مكة الى جبل أبي قبيس، ينظرون جيوش المسلمين المظفرة تهز الأرض هزا، وهم في ذهول، لايكادون يصدقون مايرون، ووقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على باب الكعبة فحمد الله حمداً كثيراً، وأثنى عليه ثناء جميلاً ثم قال: يامعشر قريش ماترون إني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال اذهبوا فأنتم الطلقاء , .وهكذا نرى كيف تصرف هذا النبي الكريم والرسول العظيم والرحمة المهداة من رب العالمين، مع الذين آذوه وظلموه وقسوا عليه وعلى أصحابه فأخرجوهم من ديارهم وأموالهم، وكان هذا العفو والتسامح والروح الإنسانية العالية،فلم يؤسس لهم محاكم خاصه لحسابهم ولم ينصب لهم المشانق والمقاصل ,ولم يصفي الحسابات مع زعماء قريش , ولم يصادر الأموال والممتلكات , ولم ينشأ السجون والمعتقلات ليزج بقريش فيها ولكن كان عنوان وأساس بناء الدوله الإسلاميه هي الرحمه والعفو والعدل وذلك ما تغاضي عنه ذكره المستشرقين والمستغربين وأخفوا تلك الحقائق في مجتماعاتهم ومواطنيهم لانهم يحقدون علي الإسلام ويدركون بأن حضارتهم وأخلاقهم لا ترتقي للأخلاق والحضاره الإسلاميه ويتضح ذلك في النموذج الثاني الغربي للثوره والإستيلاء علي الحكم وهي الثوره الفرنسيه التي انطلقت شرارتها الأولى في العام (1204هـ = 1789م) وكانت من أهم الإحداث المؤثره في الحضاره الغربيه وللمجتمع الأوربي بأثره ,
اتخذت الثورة الفرنسية مبادئها من أفكار الفلاسفة: "جان جاك روسو" و"فولتير" و"مونتسكيه"، ورفعت عبارة: (الحرية - الإخاء - المساواة) كشعار لها، ولكن إلى أي مدى التزمت الثورة بهذا الشعار سواء على صعيد الداخل الفرنسي إبان الثورة أو على صعيد سياسة حكومتها الخارجية فيما بعد؟ , يعلق "روبرت دارنتون" أستاذ تاريخ أوروبا الحديث في جامعة "برنستون" في ذكرى احتفال فرنسا بمرور مائتي عام على قيام الثورة الفرنسية قائلاً:
وإذا كانت الثورة قد أعلنت حقوق الإنسان والمواطن فإنها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات إرهاب اجتاحت فرنسا كلها بعد 5 سنوات فقط من إعلان تلك الحقوق لدرجة أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل "ألفريد كوبان" كان يصف هذه الإعلانات (حقوق الإنسان والمواطن) بأنها مجرد أسطورة.
أما "سيرجو بوسكيرو" رئيس الحركة الملكية الإيطالية فيقول: إن الثورة الفرنسية كانت عبارة عن حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها، كما أن أسطورة السيطرة الشعبية على سجن الباستيل لم تكن سوى عملية سطو على مخزن الأسلحة في الباستيل الذي كان يستضيف 7 مساجين فقط، منهم 3 مجانين.,ويضيف قائلاً: إن الثورة الفرنسية بحق قامت بأكبر مجزرة في التاريخ أو على الأقل في الشعب الفرنسي، حيث قتلت 300 ألف فلاح، وهي بذلك تعد منبع الإرهاب العالمي؛ إذ ولدت "ظاهرة الإرهاب" من الثورة الفرنسية.
كان القتل الجماعي هي السمه الأساسيه للثوره الفرنسيه وكانت الروح السائده للقائمين علي الثوره هي روح الإنتقام فكانت المقاصل تأخذ في طريقها كل المشتبه بأنهم إقطاعيين أو نبلاء وحتي طالت الشعب ذاته وغير ذلك من مصادره الأموال والأراضي الزراعيه والسرقه والنهب ,ومن هنا يتضح الفرق بين ثوره وحكم قائم علي الرحمه والتسامح والعفو وبين ثوره دمويه قامت علي الإشلاء والنهب بإسم المواخاه والحريه والمساواه ..يتضح الفرق بين عظمه الإسلام وخلق نبي الإسلام عليه الصلاه والسلام وبين هؤلاء المنتمين للحضاره الغربيه ..وذلك ما يتغاضي عن ذكره هؤلاء الطاعنين في الإسلام ,فهيهات بين ثوره إسلاميه وفتح مكه وبين الثوره الفرنسيه وقتل وقمع شعبها .
[email protected]

(83)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي