أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل عالم إيراني زعمت إسرائيل أنه قاد برنامج الجمهورية الإسلامية العسكري النووي حتى تفكيكه مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في هجوم محدد شهد استخدام مسلحين متفجرات وأسلحة آلية اليوم الجمعة.
وزعم وزير الخارجية الإيراني أن مقتل العالم محسن فخري زاده به "مؤشرات خطيرة" على وجود دور إسرائيلي، لكنه لم يسهب في تفاصيل. رفضت إسرائيل التعليق، بالرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه كان ذكر العالم القتيل بالاسم في مؤتمر صحفي قائلا "تذكروا هذا الاسم".
لطالما حامت الشبهات حول إسرائيل في تنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين إيرانيين منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
يخاطر الاغتيال بإثارة التوترات في أنحاء الشرق الأوسط، وقبل عام فقط، كانت إيران والولايات المتحدة على شفا حرب. ويأتي فيما يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لتنصيبه في يناير/ كانون ثان وعلى الأرجح سيؤدي إلى تعقيد جهوده في إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
ونقل التلفزيون الرسمي أن فخري زاده هوجم من قبل "عناصر إرهابية مسلحة". وتوفى في مستشفى محلي بعد فشل الأطباء والمسعفين في إنقاذه.
وقالت وكالة أنباء "فارس" إن الهجوم وقع في آبسرد، وهي مدينة صغيرة تقع إلى الشرق من العاصمة طهران.
وأضافت "فارس" أن شهودا سمعوا دوي انفجار ثم نيران مدفع رشاش. واوضحت الوكالة أن الهجوم استهدف سيارة كان فخري زاده داخلها.
وأضافت الوكالة أن الجرحى، وبينهم حراس فخري زاده، نقلوا في وقت لاحق إلى مستشفى محلي.
ونشر التلفزيون الإيراني الرسمي عبر موقعه الإلكتروني في وقت لاحق صورة لقوات الأمن وهي تغلق الطريق. وأظهرت صور ومقاطع مصورة تمت مشاركتها عبر الإنترنت سيارة نيسان سيدان بها ثقوب من جراء رصاص في الزجاج الأمامي ودماء متجمعة على طريق.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم. ومع ذلك، أشارت جميع وسائل الإعلام الإيرانية إلى الاهتمام الذي أبداه نتنياهو سابقا بفخري زاده.
وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر يتهم إسرائيل بالهجوم، واصفا القتل بأنه "عمل إرهابي".
وقال ظريف "الإرهابيون قتلوا العالم الإيراني البارز اليوم. هذه الخسة- بمؤشرات خطيرة على دور إسرائيلي- تعكس رغبة يائسة لدى الجناة في إثارة الحرب".
وبدا أن حسين سلامي، كبير قادة الحرس شبه العسكري، يعترف بالهجوم على فخري زاده.
وقال على تويتر "اغتيال علماء نوويين أعنف مواجهة لمنعنا من الوصول إلى العلوم الحديثة".
ونشر حسين دهقان، مستشار المرشد الأعلى في إيران ومرشح رئاسي في انتخابات 2021، تحذيرا على تويتر.
وقال "في الأيام الأخيرة من الحياة السياسية لحليفهم المقامر، يسعى الصهاينة إلى تكثيف وزيادة الضغط على إيران لشن حرب كاملة،" وبدا أنه يشير إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف دهقان قائلا "سننزل كالصاعقة على قتلة هذا الشهيد المظلوم وسنجعلهم يندمون على أفعالهم!"
يأتي القتل قبل أيام من الذكرى العاشرة لمقتل العالم النووي الإيراني مجيد شهرياري، الذي ألقت باللوم فيه طهران أيضا على إسرائيل. وجاءت تلك الهجمات المستهدفة في ظل فيروس ستكسنت الذي يعتقد أنه من صنع إسرائيلي- أمريكي ودمر أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.
المنطقة المحيطة بآبسرد تعج بفيلات العطلات التي يستخدمها أثرياء إيران وتطل على جبل دامافاند، أعلى قمة في إيران. وكانت الطرق الجمعة أقل زحاما من المعتاد بسبب الإغلاق المتعلق بالجائحة، ما سمح للمهاجمين بتوجيه ضربتهم في وجود عدد ضئيل من الناس.
وقاد فخري زاده ما يسمى ببرنامج "أمد" الإيراني. وزعمت إسرائيل والغرب أنه كان برنامجا عسكريا يبحث في جدوى بناء سلاح نووي في إيران. ولطالما أكدت طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية