أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دمشق تجدّد ثقتها بـ«الزعيم» ميشال عون

بصورة فاجأت حتى المقربين منه، زار رئيس تكتّل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، دمشق لساعات وعقد خلوة طويلة مع الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يتناول الغداء إلى مائدة مضيفه بحضور المنسّق العام للتيار الوطني الحر، بيار رفول، والمستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري بثينة شعبان ومنسّق العلاقة بين دمشق والعماد عون، الوزير الأسبق ميشال سماحة.
الزيارة التي جاءت بعد أقل من عام بقليل على زيارته التاريخية لسوريا، حصرها العماد عون هذه المرة بجدول أعمال رسمي، وقال لزواره إنه عرض مع الرئيس السوري أحداث عام بكامله مع تقويم للأوضاع في لبنان والمنطقة، وكان نقاش طويل في ما يجري في الوضع الإقليمي وانعكاساته على سوريا ولبنان.
حظي العماد عون مجدداً برعاية سورية في الشكل والمضمون، فهو بعدما أظهر اهتماماً بالتواصل مع الأسد، بادر الأخير إلى توجيه الدعوة إليه للقاء عمل ومأدبة غداء. وعون انتقل أمس إلى دمشق بطائرة الرئاسة السوريّة. وفي دمشق دُعي الصحافيون على عجل إلى تغطية حدث خاص في قصر الشعب، حيث خرج الأسد لاستقبال عون على المدخل وهناك ودّعه.
وقد جدد الأسد، بحسب متابعين للزيارة، توجيه الإشارات الإضافية للاهتمام السوري بتوطيد العلاقة بأبرز خصوم سوريا في المرحلة الماضية. ومرة جديدة سمع زوار العاصمة السورية كلاماً عن عون بوصفه «الزعيم المسيحي الأبرز في لبنان، الذي يملك صفات تجعل تأثيره يتجاوز الساحة اللبنانية، وله تأثير كبير على الرأي العام العربي المسيحي».
وبينما لم يُفصح عون عن طبيعة المناقشات، أشار المتابعون عناوين عدة أبرزها:

ـــــ حرص الأسد على الاستماع إلى تقويم العماد عون للوضع في لبنان، وتقديم الرئيس السوري الشكر لعون على مساعيه التي ساعدت في إنجاز الحكومة وما مثّلته هذه الخطوة من تدعيم للمصالحة السورية السعودية.
ـــــ حرص الأسد على الاستماع إلى وجهة نظر عون حيال طريقة التعامل مع الملفات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك ما يتصل بالزيارة التي يبدو أنها قريبة جداً للرئيس سعد الحريري إلى العاصمة السورية. وفُهم في هذا السياق أن العماد عون أشار إلى ضرورة التعامل مع الحريري رئيساً لحكومة لبنان.
ـــــ حرص الأسد على إبداء ملاحظات على ملفات كثيرة تخصّ الساحة اللبنانية، ما يقدم شروحاً يمكن أن تكون جديدة بالنسبة إلى العماد عون بشأن طريقة التعامل السورية مع لبنان وقياداته.
ويُمكن وضع هذه الزيارة في سياق الزيارة المرتقبة للرئيس الحريري إلى دمشق، إذ تهدف دمشق إلى القول إن عون هو رقم أساسي بالنسبة إليها في لبنان، وإن أي علاقة مع أي طرف لا تعني تجاوز الرجل. كذلك وضعها البعض في إطار الردّ على زيارة رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان إلى واشنطن، رغم أن مقربين من سوريا نفوا هذا الأمر.
وبحسب البيان الذي وزّعته وكالة «سانا» السوريّة، فقد عُرضت خلال اللقاء «الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة اللبنانية، ولا سيما تأليف الحكومة وضرورة الدفع قدماً بالتعاون بين سوريا ولبنان في جميع المجالات للوصول إلى علاقات متينة ومتميزة تخدم مصالح الشعبين الشقيقين».
وعُلم أن الأسد شرح لعون الدور الذي تقوم به سوريا من أجل الاستقرار في المنطقة، عبر شبكة العلاقات مع إيران وتركيا والمصالحة مع السعوديّة. وأوضح له أين أصبحت هذه المصالحة. كذلك أكّد الزعيمان الدفاع عن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حقّ العودة.
وتناول البحث الاستنابات القضائيّة السوريّة التي طلبت الاستماع إلى بعض الإعلاميين والسياسيين اللبنانيين بصفة شهود، واتفق الطرفان على فصل هذا الموضوع عن العلاقة السياسيّة بين البلدين، تماماً مثل فصل المحكمة الدوليّة عن العمل السياسي في لبنان.
وكان عون قد أعرب بعد اللقاء عن تقديره الكبير لمواقف الأسد تجاه لبنان ودعمه لكل ما يتفق عليه اللبنانيون ولحرص القيادة السورية على كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة لبنان واستقلاله وسيادته وسعيها الواضح إلى الارتقاء بالعلاقات السورية اللبنانية.
بدورها، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، قالت إن مباحثات الأسد وعون تركزت على العلاقات السورية اللبنانية والوضع في المنطقة والتقدم الذي تحرزه العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين.
أضافت شعبان أنه بُحث الوضع الإقليمي عموماً، والوضع الذي يتعرض له العرب والجهود السورية اللبنانية التي تصبّ في مصلحة الحق العربي وأن تكون هناك أصوات دولية تؤيد هذا الحق وتضع حداً للجرائم الإسرائيلية وتكوين وضع إقليمي يصبّ في خدمة الحق العربي. ورأت شعبان أنّ «لبنان قطع مراحل عدة منذ انتخاب الرئيس وتأليف الحكومة، ووضعه الآن أفضل بكثير».
ورأى النائب أحمد فتفت أن لدى عون ما هو أهم من مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب، فيما علّق النائب السابق مصطفى علّوش، الذي لا يزال يحضر اجتماعات كتلة نواب المستقبل، بالقول: «يبدو أن العلاقة أصبحت أكثر عمقاً وودية بين العماد عون والقيادة السورية، وهناك حاجة إلى التشاور في بعض الأمور، ما استدعى ذهابه إلى سوريا».
ورفض علوش ربط الزيارة التي قام بها عون بالزيارة المرتقبة للرئيس الحريري إلى دمشق، «لأن زيارة العماد عون تتعلق به شخصيّاً، أما زيارة الرئيس الحريري فهي زيارة رئيس حكومة دولة إلى دولة أخرى، لذلك لا يمكن المقارنة أو الربط بين الزيارتين».

الاخبار
(120)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي