أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لا تحزن يا صديقي العربي ... وائل المهدي

آيها الصديق العربي آراك الآن تهرول في شوارع العاصمه تناضل لإيجاد مأوي يحميك من صفير الرياح العاتيه ويقيك برد شتاء ممطر مخيف لا تستطيع علي مواجهته في ليل حالك السواد وطويل الساعات بينه وبين ضياء الفجر مسافات ومسافات , تجوب الشوارع متسكعا عند كل قارعه طريق وحالك يرثي له مستجديا كل من يمر في شوارع الظلام والذل عنوانك المكتوب علي جبينك ,والشرود شعارك , تائه في وادي النسيان لا تعرف من أين تبتديء وإلي أين يكون نهايه الطريق , دموعك جاريه كجريان النيل بين واديه حتي جفت وصارت رابيه كدجله والفرات في أرضهما وإنقطعت دموعك فإستشعرأهل الضفه وفلسطين بجفاف الماء وأنت تستجدي لتعيد الدموع لتروي أهل ذلك الزمان من قصص العذابات والمحن ولتعيد ذكريات ما كان لها أن تعاد لولا أنك تجوب الشوارع وتفترش طرقاتها .,يا صديق إني أبكي لآجلك وأهديك كل دموعي وهي كل ما أستطيع إهداءه لك ,فأنا مربوط ومقيد في سلاسل فولاذيه ولا أقوي علي الحراك ,هؤلاء قيدوني بكل أنواع القيود وحاصروني كل أنواع الحصار وجعلوا صراخي لا يخرج من بين جنبات الجدار وتسللوا لكرامتي وإغترفوا من سلطاني علي نفسي وتملكوا من بصيرتي وجعلوني كائن ولا أعرف إن كنت أنتمي لبني الأنسان ولكن كائن يتنفس ويأكل ويشرب ويفكر ثم يكظم ويكتم أشجانه وأفكاره خوفا من الجلادين وأعين مرصوده فوق أسطح المنازل .,أعرف يا صديقي كم كنت عزيزا فيما مضي وكم من الجبابره والطغاه تقهقروا أمام عنوان إصرارك وإيمانك وقوتك ,وأعرف بأنك كنت الحاكم فيما مضي وكان هؤلاء أذلاء تحت قبضتك خاضعين لإمرتك مرتعدين من نظرتك اليهم ولكن سلبوك بعدما أغروك بتجبرك ونهبوك رويدا رويدا بعد جردوك من إيمانك مصدر قوتك وعزيمتك ,وأوهموك بالبيع ليكونوا هم المشترين وأنت بعت وهم كانوا الشراه ولم يتركوا لك شيئا إلا وأنت تنازلت عنه إيمانك ,قضيتك,أرضك,قوتك,عزيمتك, وفي النهايه كرامتك ,فصار هم الأسياد الأعزاء وأنت لديهم العبد ,وتستنجد و تصرخ لإخوتك وأبنائك ولكن لا مجيب ,لا منقذ .وتستغيث وتئن ولكن لا مغيث ,والكل تركك وحيدا تصول وتجول في شوارع العاصمه وسط ليل رهيب ,وأصوات برق ورعد تخيفك وصراخ أبناءك في وادي أخر يستغيثون وعيون تذرف الدموع والدم كان البديل وقت جفاف الدموع ,تري أبناءك يتعذبون في قبضه الطغاه وتشاهد بنات يتألمن من بقايا العار وتسمع البعض منهم يكفر بك ويلعنك أحيانا وينسلخ من جلدك ويبريء من عروبته ..ذلك جبل الهموم الثقيل الذي تحملته فوق كاهلك الضعيف ولكن لا بديل إلا أن تسير في شارع الظلام حتي تستفيق وتأكد بأن في نهايه الشارع سوف تري شعاع ضوء الفجر وتستنشق نسمات الحريه ولتعطي من قوتك وتزيد إصرار عزيمتك وإيمانك بقضيتك ..فلا تحزن يا صديقي.
[email protected]

(105)    هل أعجبتك المقالة (84)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي