رساله إلي جماعه المثقفين العرب... وائل المهدي

من البديهي بأن شخصيه وعقليه المثقف تنضح بمجموعه قيم ومباديء البيئه والأرض التي ينتمي إليها المثقف فهو نتاج طبيعي لتلك البيئه بما تحمله من موروثات وعادات وثوابت ولكن في مرحله لاحقه من النضوج الفكري والثقافي يجتهد البعض لتطوير تلك المكتسبات الوراثيه والبيئيه مستفيدا من الأيدلوجيات والحضارات الأخري ويعتبر ذلك النضج والتطور الفكري والثقافي محمودا وجيد طالما لا يمس بالثوابت ويضيف نفعا للفكر والثقافه العربيه لتخدم المباديء والقيم دون الإضرار بالهويه والثقافه العربيه , ومن البديهي بأن كل مفكر و شاعر وأديب مع إختلاف الفكر والتوجه هو صاحب رساله ساميه وراقيه لتوجيه المجتمع والتأثيرعلي عامه الشعوب فالثقافه والأدب علي إختلاف ألونها ومشاربها ليست مهنه أو مجرد حرفه ولكن موهبه وملكه ومن مليكات النفس البشريه الصافيه ومن الخطأ أن نصنف الشاعر والفكر والقاص مثل الطبيب والمهندس وغيرها من المهن القابله لإنحراف أصحابها في ترك رسالتهم والسقوط في مستنقعات الخطايا , ولكن المفجع والمستهجن هو إنحراف البعض من أصحاب الأقلام والمواهب الراقيه كالشعر والأدب والفكر عن ثوابتهم وقيم ثقافتهم العربيه التي نشأوا منها وتربوا عليها فمنهم من إغترف بنهم دون وعي من الثقافات الغربيه والغريبه عن مجتمعنا دون النظر بمدي نفعها أو ضررها علي عقولنا وثقافتنا ومنهم من باع قلمه وموهبته لبعض المؤسسات الغربيه ليكون بوقا متحدثا بأفكارها طمعا في المال والشهره الإعلاميه السريعه المتوفره لنفس الغرض.
ومن خلال صفحات المواقع الثقافيه والمنتديات الأدبيه نتذوق المراره والعلقم مما وصل إليه حال البعض من المثقفين من إسفاف وفضائح تنبيء عن واقع وحال مرير , فهذا شاعر يطعن في زميله متهما إياه بسرقه النصوص الأدبيه ومقالات للبعض تسرد فضائح جنسيه لبعضهم حتي وصل الغث مداه من الواقع الحقيقي تلك الفئه , وأصبحت وصارت بعض المواقع الثقافيه وسيله للتعارف للوصول إلي المحادثات علي الماسينجر بين البعض من المثقفين والمثقفات لينتهي الأمر بأفعال صبيانيه مشينه لا تصدر إلا من مراهقين ومتصابين ونسو وتناسو بأنهم مثقفين أصحاب رساله ساميه للإرتقاء بالأفئده والمشاعر والألباب وغفلوا بأن دورهم كبير وعظيم في الإرتقاء بالمجتمع وأحيانا تحديد مصائر المجتمع أما بناء ورقي أو هدم وتدمير ,فاليعود هؤلاء إلي رشدهم ويتخطوا ضعفهم ونزواتهم البغيضه فتلك دعوه ورساله للإصلاح والإرتقاء بأنفسنا وقيمنا وعوده لثوابتنا ومبادئنا لنحتضن ثقافتنا العربيه ونجعل منها الفراش والغطاء لنا.
waelgamal2002510@hotmail.com

(91)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي