أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"خبر نوستالجي" برنامج ثقافي يجمع الطرافة بالفائدة ويضع التاريخ على طبق من ذهب

أغيد شيخو

يحاول صانع المحتوى السوري "أغيد شيخو" من خلال برنامجه الثقافي "خبر نوستالجي" أن يستحضر عبر 5 دقائق وقائع وأحداث وقصص وشخصيات قديمة إلى دائرة الحدث الطازج ليشد الجيل الجديد إلى ماضيه بعيداً عن مفهوم الأبيض والأسود وبأسلوب لا يخلو من الطرافة والمتعة والفائدة.

"شيخو" الإعلامي السوري، من مواليد حلب 1987 يقيم في تركيا منذ عام 2013 ، تمسّك بمقاعد الدراسة حتى بعد تخرّجه من قسم "اللغة العربية" في جامعة اسطنبول، حيث بدأ بدراسة قسم "التراث الثقافي" بالجامعة ذاتها إيماناً منه بحاجة المجتمع السوري، وخاصة في هذه الأوقات، إلى هكذا نوع من الاختصاصات الجامعية، لعدم توفره في سوريا أولاً، ولقلّة الباحثين في التراث الثقافي ثانياً، وكان ذلك جنباً إلى جنب مع عمله الإعلامي ونشاطه الفني، فعمل مديراً للبرامج في راديو "ألوان" 2014 ومسؤولاً عن عدد من البرامج التي تم بثها عبر قناتي "MBC4" و"MBC1"، فكان مسؤولاً عن الإعداد والترجمة ومشرفاً على القسم العربي، إضافة إلى عمله في دبلجة إحدى مواسمه، كذلك قدّم عدداً من البرامج في بعض من المحطات العربية والتركية، فكان ظهوره الإعلامي الأول عبر قناة 28 التركية، ببرنامج ثقافي وفني، قدّمه باللغتين العربية والتركية على الهواء مباشرة رغم حداثة تعلمه الأخيرة حينها.

وروى "أغيد" لـ"زمان الوصل" أن فكرة "خبر نوستالجي"الذي يُعرض بشكل أسبوعي على "يوتيوب"، بدأت منذ حوالي سنة ونصف عندما كان يحاول البحث في الصحف التركية القديمة عن معلومات عامة متعلقة بتاريخ سوريا والمنطقة عموماً، وحلب على وجه الخصوص، فاكتشف مخزوناً ضخماً جداً من المعلومات وأرشيفاً هائلاً يغطي مختلف جوانب الحياة، وبدأ الاهتمام بعدها بقراءة حوادث سوريا غير المنشورة في الصحف العربية.

ولفت محدثنا إلى أن الأرشيف العثماني يحوي مخزوناً ضخماً من المعلومات غير المترجمة حتى أن الكثير من الأتراك ذاتهم لا يعرفونها لأنها مكتوبة باللغة العثمانية التي تكتب بالعربية وتُلفظ بالتركية، وكان عليه -كما يقول- أن يتعلم هذه اللغة لإنجاز جزءِ من "خبر نوستالجي".

واستدرك "شيخو" أن فكرة هذا البرنامج لم تكن قد تبلورت آنذاك بالشكل الذي يظهر فيه اليوم، لكن الخبر تطوّر ليتحوّل مع الوقت إلى بحث كامل، وهذا ما دفعه إلى إطلاق "خبر نوستالجي" كمشروع يتفرع عنه أقسام عدّة، ففي الوقت الذي يهتم القسم الأول منه بتاريخ المنطقة الوارد في الصحافة التركية القديمة، هناك أيضاً مساحة مماثلة للصحافة العربية القديمة والشخصيات التي كان لها أثر كبير في التاريخ الحديث ويوميات المنطقة بمختلف جوانبها.

وأشار المصدر إلى أن فئة الشباب العرب ابتعدوا لتحوّل التاريخ، بالنسبة لهم، إلى كيان جامد لا يثير أي اهتمام في إيقاع الحياة المعاصرة، وبات جل اهتمامهم التخلص من هذا التاريخ أكثر من العيش فيه، ولكن التاريخ -حسب قوله- لا يمكن أن ينحصر في الكتب الدراسية وحسب، بل هو بحر من المعارف والتجارب يمثل الإنسان بكل كيانه وماضيه المرتبط حكماً بمستقبله، فتتحقق بذلك المقولة المعروفة "من لا ماض له، لن يكونوا له مستقبل".

ونوه "شيخو" إلى أنه تعمد طرح هذه الفكرة بأسلوب بسيط بعيداً عن الجدية والصرامة، بالإضافة إلى طرحه لأخبار "حصرية من الماضي"، فبالقدر الذي نرغب فيه بتعريف الشباب بماضيهم القريب، سعى أيضاً إلى إضافة معلومات جديدة إلى المكتبة العربية من خلال ترجمة هذه الأخبار بشكل حصري.

ولفت "شيخو" إلى بعض الصعوبات التي تعترضه في تنفيذ البرنامج، وهي حالة طبيعية لأي مشروع وليد، فعمله الإذاعي يأخذ منه وقتاً ليس بقليل، خاصة لكونه صاحب المشروع خالقه من ألفه إلى يائه، فهو البحث والمترجم والمعدّ والمقدم.

وأوضح أن إيمانه الشديد بالبرنامج وما يحمله من هدف، زاد إصراره على إخراجه للنور، ودفعه ذلك إلى تعلّم مهارات المونتاج والمكساج، لكن، مهما قلنا، يبقى المشروع جماعياً لكونه يتحدث عن مجتمع بكامله، فهم المادة الأساسية في صناعته، والهدف الأول الذي يتوجه إليه، فهو على الرغم من كونه برنامجاً على منصة "يوتيوب"، في وقت كثرت فيه البرامج ومقاطع الفيديو، فإنه يحاول تصحيح معلومات قد توردها قنوات تلفزيونية ضخمة، بشكل غير دقيق أو حتى بشكل خاطئ، نتيجة لقلّة المعلومات ومصادر البحث والترجمة، وهذا ما قد يساهم -حسب المصدر- في التأكيد على أن "برامج يوتيوب"، شريك إعلامي يوازي، بأهمية المحتوى الذي تقدمه، محطات وبرامج تلفزيونية يقف وراءها فريق كامل، وهو ما يصب نهايةً في خدمة المجتمع وتوثيق تاريخه من خلال مضاعفة جهود البحث والتدقيق والترجمة.

ويتطلع "شيحو" إلى أن يكون برنامج "خبر نوستالجي" وسيلة لترغيب الشباب بالتاريخ الذي هو بالمحصلة عبارة عن "احتوتة" لا تختلف كثيراً عن قصص الجدات، وإنما يمكن الفرق في كوننا نجهل أبطال تلك القصص الخيالية، في حين أن أبطال "خبر نوستالجي" هم أجدادنا، أو أناسٌ تشاركنا سوية المدينة نفسها، أو حتى الحارة والشارع نفسه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(233)    هل أعجبتك المقالة (240)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي