أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصاصات غير قابلة للنشر .. دجلة الناصري

أنه عيد كبقية الاعياد الماضية والتالية , وجع مستمر لاننا قتلناه برصاصة الغفلة, نصحوا كل عيد نرفع أيدينا الى خالق العيد بان يرجع لنا الصواب ولااعرف هل  الدعاء وحده هو المطلوب , لااعتقد ..

ولكن اعود واكرر بانه عيد كسابقة , ونحن كذلك عادي عادي....

فدعوني أحدثكم عن يوم عيد عادي يوم غير كل الايام المفروض ان يكون ..

يوم مختلف في كل شيء..في الفرحة , في اللقاء في الكلمات , طعمها حلوها ومرها, لانها اصبحت كلمات معروضة للبيع والشراء ..

ليلة أمس كان ليلة عرفة ومااجمله ..

ليلة عرفة أحبه كثيراً ففيه ارى الله سبحانه فرحاً بعبده الشعث الغبر هناك في ضيافته , أخلصوا في عبادته طالبين عفوه وتوبته ,والاروع في فلسفة هذه الروعة هو ربي سبحانه ذلك العظيم يباهي بهم ملائكته ويقول هولاء عبادي غفرت لهم وهبتهم توبتي ورحمتي ..

ياه ياربي كم أحبك فبكل جلالتك تحب عبادك التائبين , حب لااستطيع التعبير عنه لان قلبي من حبه يخفق كقلب طفل صغير ...

ولنرجع الى صراط الاحداث العادية جداً أستيقظت من نومي حوالي الخامسة صباحاً , أنه يوم عيد ولكن لاتصدقون أنه يوم غير عادي هنا...

لانه غيرمعترف به كمناسبة تعطل بها الدوائر والجامعات عن عملها , لاننا جالية عربية نعم وفرنسية نعم لكن ليس لها أعياد معترف بها لضعفها وتشرذمها المعتاد, حتى في الغربة عادي عادي ..

لاعلينا .. حضرت كوباً من الحليب والشوكلاه الساخن , واخذت قطعة بسكويت صغيرة , كنت أول من استيقظ هذا اليوم فكل القبيلة نائمة مطمئنة حالمة بيوم عيد , خروف سوف يشوى. كعكة سوف توكل , أحلام مشروعة في عالم فقدت شريعته ....

أخذت كوبي بيدي وذهبت صوب الابتوب وفتحته اتفقد اميلي وبريدي ,عادة لااقراء الا العنوان اولاً فان كانت مفرحه أحفظها للمساء للقراءة...

وان كانت لا...

فالدليت منصور موجود وهب يسحقها بسيفه , .منصور هذا هو سياف شهريار الواقف على بابه على احر من الجمر ينتظر ان يحد سيفة برقبة شهرزاد كل صباح ..معلومة تعرفونها .المهم ..

كل البطاقات كانت بطاقات تهنئة واشواق ,وجددت فيك ياعيد الحب اللهم يجعل كل أيامنا أعياد لنقرء المحبة هذه أمنيات صعبة, أعرف ولكنها أمنية لاغير والان انهيت القراءة التفقدية بسرعة ...

ومضيت أقراء الاخبار سريعاً أنها هي هي لم تتغير.. فانه أمرٌ عادي ماالغرابة !!

يعني ان تتغير اخباره ففرنسا تعيش هذه الايام سلسلة أتهامات بين ساساتها القدامى والجدد وكلاً يقول..

أنا الاحسن والاروع , رغم اتهامات وصلت الى حد السرقة والخداع والغش!!

ماعلينا كلاً من أنائه يغرف ..مضيت الى ترتيب حاجياتي وحقيبتي فأنه يوم عمل ودراسة عادي ..

يبتدي من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساء والمصيبة ان لي ساعتان اخرى اقضيها في مكتب رخصة القيادة للسيارات ,!!

وهذه بحق ذاتها مأساة في رأي لانني مجبرة ادفع لهذا المكتب من وقتي ايضاً حتى استلم منه صك براءة بانني قادرة على قيادة سيارة واستخلص الرخصة الرسمية , وللعلم أنا اسوق سيارتي الصغيرة ولكن بدون رخصة قيادة , وقد جنيت من تلك المغامرة ثلاثة مخالفات مدفوعة تقصم الجيب ...ولهذا قررت ان اقطع دابر الاستنزاف هذا باخراج الرخصة الملعونة , رايت أبي عائداً من صلاته الجماعية في المسجد الوحيد والبعيد في المدنية , أحسستُ به فرحاً ليس كعادته , فقبلته وأنا اقول ...

يجعل فرحتك اعيادنا .....

ضحك وقال لاعيدية اكثر أيها المتفلسفة , آه ياايوب حفظك راعي العباد وافرج لك همك واعطاك حق صبرك أمين ..

ماعلينا أخيرا هاهي الساعة تدق الثامنة غيرت ملابس واخذت حقيبتي واتجهت الى الترام مرغمة , رغم كل تلك الصواعق والمطر والبرودة لكني مجبورة لركوبه ..!!

كنت حينما اكون في الترام أبتعد عن عالمه وركابه بكتاب جيب صغير اقرئه , ولكن جاري الذي جلس بجانبي على المعقد كانت موسيقى موبايله أعلى من ان افهم كلمة مما أقرأ, نظرت اليه , كان يلبس نظارته ومعطف اسود أنيق , وبين يديه حقيبة صغيرة يحملها عادة المحامين في دار العدالة , كل هذا وباذنه سماعة وموسيقى صاخبة شبكت يدي متعظة وقلت.. سيدي هلا قللت صوت موسيقاك هذه ..

نظر لي من قمة راسي حتى حذائي وقال..

تامرني عصا البوليس فلا اطيع ولكني لعينيك سأنفذ ...!!

ميرسي مسيو .. وقلت في داخلي بداية لاباس بها لم تنتهي بمعركة كالمعتاد وانما انتهت بغزل ..

نزل الرجل في المحطة التالية وحاولت أن ارجع الى كتاب الجيب الصغير فوضعت يدي في الحقيبة فهالني أنها كانت مفتوحة وان محفظتي طارت منها بخفة يد المسيو وموسيقاه ورقته ياه !!

يالليوم العادي هل أنزل في منتصف الطريق لااخبر عن سارق المحفظة ام أمضي الى عملي حيرة!!

واخيراً قررت أن اترك سارقي لعدالة الله فانه لايجامل ولا يغفل ولاينام على ضيم . !!

اما محفظتي فان مافيها غير بذا اهمية تذكر معلومات عادية , بطاقات بنكية وانا اعرف بانه من الصعوبة لا بل المستحيل أن يعرف الموسكرت لها ..

ولكن علي أن اغير البطاقات اجمعها ويعني هذا ساغير كلمة السر التي بالكاد اعتاد على حفظها فانا اكره حفظ الارقام !!

فلا رقم موبايلي احفظه ولا ارقام الايام ولا ارقام  اصدقائي ..

احفظها جميعاً في دفتر النوته الصغير اسراري الصغيرة وان حفظت القليل منها فذلك لأني مجبرة نعم هم جديد في يوم عيد عادي ..

وصلت كالمتعاد في وقتي بالضبط فهنا عليك أحترام الوقت وكانه أمير يحكم , دخلت الى القاعة واتجهت صوب مكاني المعتاد ورايت كل الزملاء وتبادلنا البنجور والتحايا , حتى راحت عيني تتفقد مكان هناك في اقصى القاعة كان فارغاً للان!!

أين هو صاحبه ..؟

هرعت اسئل عنه جائني الجواب بان باتريك في المشفى فقد جائته اعراض الرشح والسخونة فجاءة وشكوا بانها اعراض انفلونزا الخنازير ...!!

باتريك وانفلونزا الخنازير صفعة جديدة بعد المحفظة قلق ورعب عم المكان فان القاعة ستغلق لو تاكد من اصابته ,!!

لم اقلق لذلك فان الاعمار بيد الله وقل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ولكني قلقت على باتريك نفسه , كيف ستتحمل زوجته تسلمها النباء هذا وهي تنتظره في تشاد ليحملها الى هنا لبداية حياتهم كان قد اخبرني ليلة امس بانه سيسافر اليها وقد قطع تذكرة السفر يوم الاحد موعدها...

وسيستمر خمسة ساعات في الطيران من هنا الى تشاد ولكنها احلى خمسة ساعات في عمره , كم كانت فرحتي به كبيرة فباتريك هذا يملك دماثة خلق لايملكها احد بكميتها غيره , بقيت أفكر هل يسمحون بزيارته لا اعرف فانه من الممنوعات على مااعتقد زيارة متهم بانفلونزا الخنازير هنا ...!!

حاولت ان اتصل بالبنك لاخبرهم بسرقة البطاقات للسحب أتصلت واخبرت وانتهى الموضوع ..

أما باتريك فلقد فتحت حقيبتي لاعرف رقم تلفونه من دفتر الملاحظات هاهي يدي تبحث في اعماق الحقيبة ولكنها ترجع بخف حنين , وجدت بان دفتري الصغير هذا مفقود ..!!

حاولت جاهدة أن اتذكر لعلي نسيته لربما...

على طاولتي في الغرفة او على تسريحتي حيث انني حينما أقف أمامها , اتفقده لااعرف ماهو المينو لهذا اليوم الذي اعد له نفسي امام مرآته ,

دفتري الصغير ياه الا هو فان فيه رقمين تلفون حكايتها ولا حكايات الف ليلة وليلة , ارقام نعم ولكنها ارقام سرية بالغة التوب سكرت , ليس لانها ارقام ملك التقيت به في شارع المدينة واجاد سموه بالارقام هذه لوقت شدة , لا انها ارقام عالم بلعت القسوة والتيه والماده والشهرة أيامه فاصبح العالم يصلي على كعبة مدنية لاغير ..حزنت على باتريك وعلى المحفظة ودمعت عيني على دفتر اسراري الصغير ...

هل اقول بانني كنت استمع الى استاذتي استيفاني الرقيقة بعقل وفكر وهي تشرح دراسة السوق والعوامل الموثرة عليه لم افهم منها اى كلمة !!

فلقد طالت العتمة جزء من العقل وبدء الفكر ساهم عدت الى الخلف من الوجع الاخير فرايته ماهو الا الانفلونزا ولكن انفلونزا بشرية لااكثر مضت اعراضه بسرعة وسرقت مراهمه السرية ... انتهى الوقت كعادته بسرعة فلكية لمللت حاجياتي واغلقت حقيبتي جيداً, واتجهت صوب الترام وركبت حافلته وممررنا على محطاته المعتادة ,وهذه المرة لم افتح كتاب الجيب لااقرء به , لا بل فتحت عيني لاارى لعلي يوماً سالتقي باللص الموسيقي الجميل,,

وصلت البيت ورايت القبيلة وقد اوقدت حطباً وشوت الخروف المسكين ومضى اليوم الاول منه ولكنه كما قلت لكم يوم عيد عادي .

أيها اللص الذي سرق كل البطاقات في هذا العيدالعادي جداً قل لي لم سرقت ارقام تلفونه ايضاً؟

لااعرف غير أني لازلت أتذكر الان موسيقاه وكلماته الغزلية ورقته فقررت أن ارسل له باقة ورد غير عادية في يوم عيد عادي عادي ...

ياه أنه يوم عيد فعلاً أن تنهضى بصفعة لصى لتشعر بان اليوم عيد ولكنه غير عادي .. !!

(85)    هل أعجبتك المقالة (91)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي