باريس - من ميشال موتو
اين يختبئ اسامة بن لادن؟ يرى اغلب الخبراء في اجابة على هذا السؤال، التي تساوي 50 مليون دولار، ان زعيم القاعدة يختبئ في المناطق القبلية الباكستانية ولو ان بعضهم يعتقد ان مدينة باكستانية كبيرة تشكل افضل ملاذ له.
والامر الوحيد المؤكد هو انه فر في نهاية 2001 من افغانستان ودخل باكستان عبر وزيرستان الشمالية، احدى المناطق القبلية المتمتعة بشبه حكم ذاتي والتي تقطنها قبائل الباشتون المناوئة تقليديا للسلطة المركزية.
وبالنسبة للعديد من الخبراء والمختصين الباكستانيين والغربيين واعضاء اجهزة مكافحة الارهاب، فان الفرضية الارجح هي ان يكون بقي في حماية حلفاء قدامى من بعض القبائل او المجموعات، وخصوصا بواسطة الرعب الذي يشيعه عناصر طالبان باكستان الذين يحمونه.
وقال ضابط غربي يعمل في مجال مكافحة الارهاب طلب عدم كشف هويته، ان التكتم التقليدي الذي كان يهيمن على المناطق القبلية عوضه الرعب.
واوضح "لقد اصبح اسم اسامة بن لادن من المحرمات"، مضيفا "ان مجرد النطق باسمه يحولك الى مشبوه ومع معرفة المصير الذي يلقاه الجواسيس فلا احد يخاطر".
وتنتشر في المناطق القبلية اشرطة فيديو تضم صورا فظيعة لعميات قتل اشخاص لمجرد الاشتباه في انهم يعملون لحساب السلطات الباكستانية او الاميركية.
وبعد هجمات الطائرات بدون طيار التي تقضي بانتظام على مقاتلين تابعين للقاعدة او زعماء قبائل باكستانية، تزايد التشدد في تنفيذ طالبان عمليات انتقامية ضد عملاء مفترضين او كل شخص يشتبه في انه مخبر.
واضاف الضابط "ان كان بن لادن لا يزال على قيد الحياة فيكاد لا يساورني شك في انه موجود في المناطق القبلية (...) هناك مناطق تقع في زوايا غائرة سحيقة يستحيل معها استخدام الطائرات بدون طيار حيث انه لا يمكن اطلاق الصواريخ بشكل عمودي".
وتابع "ان طمأنينته ناجمة عن خليط من الاعجاب والجهل (مكافأة بـ50 مليون دولار لا تعني الشيء الكثير بالنسبة لقروي امي) والرعب المطلق".
واكد الضابط انه رغم الهجمات الاخيرة للجيش الباكستاني فلا تزال هناك مناطق محظورة يمكن الاختباء فيها.
وقال ضابط في الجيش الباكستاني طلب هو الاخر عدم كشف هويته ان "بن لادن قد يكون رصد في وزيستان الشمالية نهاية 2004. ثم انقطعت اخباره".
ويعكف خبراء آخرون مثل المحللة السياسية مريم ابو ذهب، على فرضية اختباء بن لادن في مدينة باكستانية كبيرة حيث يصعب التعرف عليه.
وقالت "كثيرا ما ننسى ان المناطق القبلية صغيرة جدا ويستحيل البقاء فيها لمدة طويلة من دون انكشاف".
واضافت ان "الضيافة الباشتونية" الشهيرة التي تجبر القبائل المحلية على توفير حماية غير مشروطة لضيوفها هي اسطورة ولى زمانها.
واكدت انه "مع هجمات طالبان والجيش الباكستاني انهار النظام القبلي. وزعماء القبائل قتلوا او فروا من المنطقة".
وقبل اشهر تساءل الجنرال الباكستاني اسد دوراني القائد السابق لاجهزة استخبارات بلاده "لم لا يكون (بن لادن) في مدينة كبيرة؟ في اي مكان في باكستان او افغانستان. هذه اماكن يمكن الاختباء فيها بطريقة اسهل كثيرا" من المناطق القبلية.
غير ان ضباطا من افراد الاجهزة الباكستانية قالوا في اسلام اباد ان هذه الفرضية تعتبر ضعيفة.
واوضح احدهم "لقد تم توقيف اعضاء في القاعدة حين استقروا في مدينة"، مضيفا "سيكون اشبه بالانتحار الاختباء في مدينة تملك فيها اجهزة الامن حضورا قويا ومراقبة ميدانية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية