بدأت أول محطة للطاقة النووية في بيلاروسيا العمل، اليوم الثلاثاء، وهي مشروع أثار مخاوف جارتها ليتوانيا، التي قطعت على الفور استيراد الكهرباء من بيلاروسيا عند سماع هذا النبأ.
وتم توصيل محطة "أسترافييتس" للطاقة النووية الروسية الصنع، التي تقع على بعد 40 كيلومترًا جنوب العاصمة الليتوانية "فيلنيوس"، بشبكة الكهرباء في بيلاروسيا وبدأت في إنتاج الكهرباء، وفقًا لمشغل الكهرباء البيلاروسي "بيلينيرغو".
وعارضت السلطات الليتوانية منذ فترة طويلة بناء المحطة، بحجة أن المشروع عانى من حوادث وسرقة مواد وسوء معاملة العمال. تمشيا مع قانون ليتوانيا الذي يحظر واردات الكهرباء من بيلاروسيا بمجرد بدء تشغيل المحطة، قام مشغل الكهرباء "ليتغريد" بوقف تدفق الكهرباء من بيلاروسيا عند تلقي بيانات تفيد بأن مفاعل "أسترافييتس" النووي بدأ في إنتاج الطاقة.
ورفضت شركة "روساتوم" النووية الحكومية الروسية، التي بنت المحطة، الشكاوى الليتوانية، قائلة إن تصميم المحطة يتوافق مع أعلى المعايير الدولية كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة.
وأصرت الشركة أيضًا على أنها "لديها سياسة عدم التسامح مطلقًا مع الفساد ونظام رقابة داخلي يضمن إيقاف أي ممارسات غير قانونية أو غير مناسبة ومقاضاة مرتكبيها".
وقالت إن إطلاق المشروع سيساعد في تقليل انبعاثات الكربون في المنطقة بما يصل إلى 10 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون كل عام.
وقالت روساتوم في بيان: "إننا نعمل عن كثب مع الهيئة التنظيمية النووية الوطنية في بيلاروسيا، والرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية، ومع مجموعة المنظمين الأوروبيين للسلامة النووية في الاتحاد الأوروبي للتأكد تمامًا من عدم وجود مخاطر أو 'تهديدات للسلامة".
وتأخر بناء محطة الطاقة عندما انزلق هيكل المفاعل على الأرض في تموز/يوليو 2016بعد أن فشل العمال في ربطه بشكل صحيح أثناء التثبيت.
وأصرت "روساتوم" في ذلك الوقت على أن المفاعل لم يتضرر، لكنها وافقت على استبدال الوحدة بناءً على طلب السلطات البيلاروسية.
وعانت بيلاروسيا من أضرار جسيمة من كارثة مفاعل "تشيرنوبل" النووي عام 1986، والتي تسببت في تسرب إشعاعات من محطة في أوكرانيا السوفيتية آنذاك إلى مناطق واسعة من أوروبا.
وأدى هذا الإرث المؤلم إلى إثارة المعارضة لمشروع المحطة النووية في بيلاروسيا.
وأغلقت ليتوانيا محطتها الوحيدة التي بناها الاتحاد السوفيتي للطاقة النووية في عام 2009 ومنعت شراء الطاقة من بيلاروسيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، وزعت السلطات الليتوانية مجانا حبوب اليود على السكان الذين يعيشون بالقرب من حدود بيلاروسيا، إذ يمكن أن يساعد اليود في تقليل تراكم الإشعاع في الغدة الدرقية في حالة تسرب النشاط الإشعاعي.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية