لا يختلف العقلاء وكل مواطن عربي بأن مايسمي بالشرعيه الدوليه ومقررات الرباعيه وكل من يقف وراءها من الأمريكان والأوربيين ودول الإعتدال العربي هي سبب إنتكاسه القضيه الفلسطينيه وهي أيضا السبب الرئيسي في الإنقسام والتشرذم الفلسطيني والعربي وبدأ ذلك واضحا عندما إنتهجت سلطه رام الله ومن وراءها حركه فتح نهج المفاوضات والتسويه معتمده علي ذلك علي أمريكا والرباعيه الدوليه وكان قاده حركه فتح يعولون كثيرا علي ذلك بعدما تخلوا عن سلاحهم وثورتهم فكانوا هم أشد حرصا علي تنفيذ تلك التعهدات والمقررات وأرادوا أن يفرضوا ذلك النهج علي كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني وعلي مجمل الحياه السياسيه الفلسطينيه ومن هنا بدأ الصراع بين نهجين مختلفين ورؤيتين متناقضتتين فحركه فتح وسلطتها تؤمن بالنهج السلمي والتفاوضي في إستعاده الحق الفلسطيني وباقي الفصائل الأخري تري طريقها في مقاومه العدو الصهيوني بالمقاومه والكفاح المسلح وفي نهايه الطريق كان الإنقسام هي النتيجه الحتميه لذلك الإختلاف السياسي والفكري وحتي الشرعيه الدوليه وما يسمي بالرباعيه كانت ومازالت السبب الرئيسي والأوحد تقريبا في فشل المصالحه الفلسطينيه ومازالت تقف عائقا في توحيد الصف الفلسطيني ويتضح ذلك من تصريحات قاده فتح أثناء جلسات الحوار الفلسطيني مؤكدين علي التزام حركه فتح بما التزمت به منظمه التحرير الفلسطينيه من تعهدات وقرارات الرباعيه الدوليه ويصرون أن تلتزم باقي الفصائل بتلك التعهدات مع العلم بأن تلك التعهدات تطبق وتنفذ من جانب واحد فقط وهو الجانب الفلسطيني والكيان الصهيوني دائما يضرب بتلك التعهدات والإتفاقيات عرض الحائط ومن أمثله تلك الإتفاقيات هي خارطه الطريق التي مضمونها يتحدث عن توفير الأمن لإسرائيل مقابل إيقاف الإستيطان ومن جانبها التزمت السلطه الفلسطينيه وقامت بضرب وملاحقه المقاومه في الضفه الغربيه وذلك لتوفير الأمن لإسرائيل ومع ذلك لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وإلتهام الأراضي في الضفه الغربيه وتقسيم مدن الضفه وزياده كبيره في الحواجز وحتي وصل الأمر للقدس ومحاولات التهويد والإعتداء علي المسجد الأقصي فتلك هي إحدي نتائج الشرعيه الدوليه ومقررات الرباعيه الدوليه ومع ذلك يصر قاده حركه فتح وسلطه رام الله علي التمسك والإلتزام بها ويصرون علي فرض ذلك الإلتزم علي بقيه فصائل العمل الوطني الفلسطيني ممأدي إلي فشل المصالحه الفلسطينيه وبقاء حاله الإنقسام الخطيره للجسد الفلسطيني.
ودائما كانت حركه فتح تعول كثيرا علي الدور الأمريكي وخصوصا في عهد الرئيس الأمريكي اوباما ولكن في الأونه الأخيره وضحت الرؤيه الأمريكيه وخذلت الإداره الأمريكيه أبومازن مما إضطره للإعلان عن عدم الترشح لفتره قادمه مع إعتراف قاده حركه فتح بفشل المفاوضات لمده 18 عاما وجاء الرد الأمريكي علي تصريح أبو مازن باهت وبارد وذلك علي لسان وزيره الخارجيه ولم تقم وتقعد الدنيا كما كان يرجوا أبومازن مما إضطر حركه فتح وسلطه رام الله في التفكير بالتقدم لمجلس الأمن لإنتزاع إعتراف بإقامه دوله فلسطينيه علي حدود 67 وعاصمتها القدس ولكن جاء الرد الأمريكي والغربي والصهيوني سريعا وإعتبر الكيان الصهوني بأن تلك الخطوه إحاديه وهددوا سلطه رام الله بعواقب تلك الخطوه أما الرد الأمريكي فإعتبر قيام الدوله الفلسطينيه فقط عن طريق التفاوض وجاء في سياق الرد الإوربي علي لسان الأتحاد الأوربي بأن تلك الخطوه سابقه للأون بمعني رفض الأوربيين لفكره الإعتراف بالدوله الفلسطينيه عن طريق مجلس الأمن .
ومع كل تلك المواقف المتخاذله من الشرعيه الدوليه والرباعيه والغرب وأمريكا مازالت حركه فتح تعول كثيرا عليهم وتضغط علي حركه حماس في الضفه الغربيه وتضيق عليهم وتعتقل عناصرها وكوادرها وتريد بأن تعترف وتلتزم حماس وباقي الفصائل بما التزمت به حركه فتح ومنظمه التحرير وسلطه رام الله ومع إعتراف المسؤلين في فتح والسلطه بفشل النهج التفاوضي إلا أن أبومازن ما يزال يلتزم ويؤكد علي التزامه بالتفاوض والتسويه طريقا لإقامه الدوله الفلسطينيه ومن خلال مقابله تلفزيونيه في فضائيه العربيه أكد أبومازن بإلتزمه بنهجه التفاوضي وبالتسويه السلميه ومعارضته لكل أشكال النضال والكفاح المسلح .
لم يدرك أبومازن بأن الشرعيه الدوليه لم ولن تأسف علي فراقه للسطه ولم يدرك المثل الدارج من جرب المجرب فعقله مخرب فهل بعد ذلك كله مازلنا نعول ونعتمد علي الشرعيه الدوليه والرباعيه وأمريكا والغرب في إستعاده الأرض المحتله وإسترداد حقوق الشعب الفلسطيني ومتي تستيقظ حركه فتح وتقود النضال والكفاح المسلح كما بدأت وإذا لم تستيقظ وصممت علي نهجها وتعويلها علي الشرعيه الدوليه والغرب وأمريكا فمصيرها خبر كان.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية