أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

باب الهوى ... شوقى حافظ

تحديدا لا أعرف السر الذي جعل للهوى بابا في تلك المنطقة على الحدود السورية ـ التركية أقصى شمال مدينة حلب، وكل ما هو معروف عنها الآن شهرتها كمنفذ حدودي بين البلدين يشهد ازدهارا وتناميا لحركة الأفراد والتبادل التجاري انسجاما مع العلاقات الدافئة على كل المستويات بين دمشق وأنقرة لكن مصادري لا تسعفني بمعلومات مؤكدة على سبب التسمية، بما يفتح للظنون بابا واسعا يندفع من خلاله تيار الهوى، فهل كان السكان القدامى للمكان من أهل الهوى والعشق، وهل كان الحب هو جواز المرور الوحيد الصالح للولوج من بوابات المدينة الى قلبها العاشق؟ استغرقتني محاولات البحث عن إجابة وقتا طويلا دون ان أجد ضالتي!
حلب ـ كما المدائن القديمة ـ لها أبواب (بوابات) متعددة منها باب أنطاكية وباب النصر وباب الفرج وباب قنصرين وباب الحديد و.. كلها أبواب تحمل أسماء دالة على مواقع وأحداث ومهن وحرف متعددة ووحده باب الهوى المفترض ان يعبر عن مشاعر انسانية كانت عنوانا للمكان وعلامة فارقة تميز ساكنيه، وفي رؤية متفردة عن ارتباط جماليات المكان ونفوس اهله بموارد المياه في حلب، تقول الدكتورة بغداد عبدالمنعم: حين تخلع المدينة رداء الماء فإنها تجف مع الأيام وتغدو قاسية القلب، وهذا ما لم تعرفه حلب في زمنها القديم.. هل يعني هذا ان الماء شريان الحياة والهوى هو ما يروي القلوب حيوية وجمالا وحبا؟
بعيدا عن وقائع تاريخية تحدد أسبابا للهوى وبابه، من المؤكد أن أهل حلب يتمتعون بوجدانيات عالية تتبدّى في كل سلوكياتهم، ويقبلون على مباهج الحياة المشروعة بشغف يتضح في حياتهم العائلية والاجتماعية، والدراما السورية التي قدمت إضاءات لها قيمتها لجوانب من التاريخ والموروث الشعبي السوري من خلال عدة أبواب شهيرة مثل باب الحارة وباب الحديد وغيرهما، قد تقدم لنا يوما إضاءة مماثلة لوقائع حياة العشق والهوى.. تلك التي قد تقتحمها من باب الهوى!


جريدة الوطن العمانية


(114)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي