دولار مقابل كل زيتونة في "عفرين".. ناشطون يتهمون فصائل من "الوطني" بالإتاوات و"السلطان مراد" ترد

من ريف "عفرين" - جيتي

يستمر عناصر من "الجيش الوطني" بمضايقة مدنيين في منطقة "غصن الزيتون" ومقاسمتهم أرزاقهم من محصول الزيتون بحسب ناشطين هناك.

وأفاد ناشطون بأن عناصر من مختلف الفصائل يفرضون إتاوات على المزارعين، إذ اعتادوا في السابق على فرض مبلغ 10 % على أي محصول ولكن فوجئ المزارعون منذ أيام بعناصر مما يسمى "لواء سيف الفرات" التابع لفرقة "السلطان مراد" يفرضون مبلغ دولار على كل شجرة سواء كانت تحمل ثمراً أم لا، أي أن المزارع الذي يملك 200 شجرة عليه أن يدفع 200 دولار- كما أكد "جوان عمر" -اسم مستعار- لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن اللواء المذكور يسيطر على ثلاثة قرى وهي "تبه" و"ستارو" و"القسطل" وفيها حوالي مليون شجرة.

وأكد المصدر أن العناصر المذكورين يأخذون الإتاوة دون تسليم المغرّمين وصلاً بالاستلام يشي بأنه لجهة رسمية تساهم بخدمات عامة في المنطقة مثلاً. ولفت محدثنا إلى أن من لا يدفع المعلوم يتعرض للمضايقة وربما الاعتقال ويلجأ العناصر حينها إلى تعفيش المحصول كله، مضيفاً أن السكان المحليين باتوا يعيشون في خوف دائم من بطش الفصائل التي لديها سطوة على هذه المناطق، حسب قوله.

وتابع "عمر" أن الحكم المطلق في الشمال السوري هو للعسكر وليس هناك من رادع للفصائل، بينما محاكم هذه الفصائل شبه وهمية وخاصة في منطقة "غصن الزيتون" صاحبة التركيبة المعقدة بين كرد وعرب دون تفريق بينهما في سوء المعاملة والتضييق.

وكشف محدثنا أن عناصر هذه الفصائل يرسلون إلى مخاتير القرى التي يسيطرون عليها أو للجان التي تديرها بضرورة تسديد الإتاوة المعلومة ويقومون بإنزال محصول الزيتون الذي لم يدفع صاحبه على الحواجز.

وروى أنه رأى بأم عينه عناصر أحد الحواجز ينزلون مزارعاً لم يلتزم بدفع الإتاوة وصادروا محصوله من الزيتون مما اضطره للاستدانة ودفع الإتاوة، مؤكدا أن أحد المزارعين أصيب بأزمة قلبية جراء هذه التصرفات.

ولم تقتصر تصرفات هذه الفصائل على فرض إتاوة على أشجار الزيتون بل باتوا يجبرون أهالي المنطقة على عصر الزيتون عند معصرة محددة يتعاملون معها ويتقاضون نسبة منها، أي أنهم يفرضون غرامة بعد قطع الزيتون وتعبئته للتسويق وبعض الفصائل تفرض 10 % من الزيتون أي لكل 10 شوالات شوال للفصيل، وبلغ تعداد ما جرى الاستيلاء عليه أو فرض بيعه بثمن منخفض أو سرقته أو تحصيله كضريبة وإتاوة، عشرات آلاف التنكات من زيت الزيتون، فضلاً عن قطع الآلاف من أشجار الزيتون سواء لفتح طرقات من وإلى الجانب التركي، أو لبيعها أو لأغراض عسكرية وأمنية.

وأشار المصدر إلى أن أغلب السكان المحليين باتوا يفضلون الهجرة أو العودة إلى مناطق النظام بسبب السرقة بسبب ما حصل العام الماضي من سرقة مضخات المياه التي تسقي الأراضي، ونهب للممتلكات وتسجيلها ضد مجهول، وحمّل "عمر" مسؤول لواء سيف الفرات "أبو عدي شقرا" وشخصاً يلقب بـ"الجزراوي" من ريف حلب مسؤولية هذه التجاوزات والتعفيش وهما من فرض غرامة دولار على كل شجرة.

وكان الناشط من منظمة "عفرين" لحقوق الإنسان قد أكد لـ"زمان الوصل" أن عناصر من "لواء خالد بن الوليد" التابع لفرقة "السلطان ملكشاه" أقدموا على اقتلاع 4400 شجرة زيتون في موقع "مزار تكنه" في ناحية "بلبلة" عائدة ملكيتها إلى المواطنين اسماعيل كيلو 300 شجرة حنيف وجمال أولاد معطيك 2000 شجرة مصطفى إبراهيم 600 شجرة رشيد سيدو 1000 شجرة محمد كرد خليل 500 شجرة.

وأضاف أن الأهالي اشتكوا لدى الأتراك ولكنهم قاموا بطردهم وتهديدهم بعدم رفع أي شكوى مرة أخرى.

وقدرت أعداد أشجار الزيتون في مدينة "عفرين" ذات الغالبية الكردية بنحو 20 مليون شجرة تعود ملكيتها لسكان المدينة السوريين الأكراد، ويصل إنتاجها السنوي إلى أكثر من 270 ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون، -وفقاً لإحصائياتِ مهندسين زراعيين وخبراء اقتصاديين.

وأشارت هذه الإحصائيات إلى أن نسبة مزارع الزيتون في مدينة "عفرين" تعادل نحو 20% من إجمالي مزارع الزيتون في سوريا وأنها المدينة الأولى في البلاد، والتي تمتاز بوجود عددٍ كبير من أشجار الزيتون فيها مقارنة بمساحتها الجغرافية الصغيرة.

وتواصلت "زمان الوصل" بفرقة "السلطان مراد" للرد على هذه الاتهامات التي تطال فصيلاً تابعاً لها فنفى مدير المكتب الصحفي "محمد نور" وجود هذه التجاوزات.

وأضاف أن لدى الفرقة قسما للشكاوى الاقتصادية يمنع مثل هذه التصرفات في حال كانت موجودة، واستدرك أن أي عنصر يسيء لسمعة الفرقة وسمعة اللواء ستتم محاسبته بعد ثبوت التهمة عليه، مشيراً إلى أن لدى الفرقة أراض وضعت يدها عليها كتمويل اقتصادي أما عدا ذلك فلا علاقة للفرقة بأي أراض أخرى للسكان المحليين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(201)    هل أعجبتك المقالة (378)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي