فيما بشار الأسد وزوجته أسماء منشغلان إما بزيارات استعراضية كالتالي قام بها الأول للساحل خلال الساعات الماضية، أو بفتح حسابات تطلب "التبرع" من "الموطنين" لمواجهة الكارثة، كما تفعل الأخيرة عبر واجهتها "الأمانة السورية للتنمية"... فيما بشار وأسماء مشغولان بهذه الحركات التي تثير استياء مواليهم أكثر مما تثير إعجابهم.. عمد رامي مخلوف إلى تسديد ضربة لابن عمته بشار وزوجته، يصفها البعض بـ"ضربة معلم" وفي الوقت القاتل.
إذ أعلن "مخلوف" قبل قليل عن تبرعه بمبلغ يعادل 7 مليارات ليرة (نحو 3.2 مليون دولار بالسعر الرائج في السوق)، ما اعتبر رسالة "سحب بساط" واضحة من تحت أقدام بشار، وأقدام زوجته التي انتهجت بفتح حساب للتبرع، أسلوب "الشحادة" باستغلال مصاب الناس في الساحل وكوارثهم، حسب ما يدور حاليا في صفوف هؤلاء.
وكعادته، غلف "رامي مخلوف" ملياراته السبعة بغلاف "الإنسانية" متلطيا وراء عبارات التدين وحب فعل الخير، ومحملا في نفس الوقت المسؤولية لأي جهة تؤخر صرفها للناس.
وقال "مخلوف" موجها كلامه لأهل الساحل: "قلوبنا تحترق على هذه المشاهد المرعبة التي تشهدها غابات بلدنا والتي كانت رئة التنفس لكل السوريين... وعيوننا تدمع على نزوح المئات من منازلهم واحتراق آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية التي هي مصدر دخلهم وضمان عيشهم الوحيد".
وبلهجة توحي أنه ولي تقي نقي يطيع أوامر ربه مهما كانت، تابع "مخلوف": "بأمر الله تعالى خصصنا جزء من أرباح راماك للمشاريع التنموية والإنسانية في شركة سيريتل بمبلغ وقدره 7مليار ليرة سورية لدعم أهلنا في الساحل وبالأخص المناطق المتضررة من الحرائق".
وفي تعريض واضح بأسماء الأسد ومن عينتهم أوصياء على شركاته المصادرة، أشار "مخلوف" إلى أنه أرسل كتاب للحارس القضائي المعين لشركة سيريتل، يطلب فيه الدعوة لاجتماع هيئة عامة فورية لتوزيع أرباح الشركة أو لانتخاب مجلس إدارة يتسنى له توزيع الأرباح.
وخلص "مخلوف" إلى القول: "سنوزع هذه المبالغ إن شاء الله بعد الحصول عليها بالاشتراك مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وفي حال التأخير في عقد هذا الاجتماع وعدم توزيع المبالغ نحمل الحارس القضائي الذي هو مؤسسة الاتصالات المسؤولية الكاملة عن حرمان أهلنا من هذا الدعم المالي والذين هم بأمس الحاجة له".
وختم "مخلوف": "اللهم اشهد أني بلغت".
ويبدو أن "مخلوف" بإعلانه عن "التبرع" بـ7 مليارات ليرة، يريد أن يوجه أكثر من ضربة لبشار وزوجته أسماء، فمن جهة يريد إحراجهم أمام الموالين ووضعهم في "خانة اليك" كما يقال، ومن جهة ثانية يستنقذ من بشار وأسماء بعض أموال شركاته المصادرة، واليت يعدها "مخلوف" أموالا منهوبة منه وهو لا يستطيع في أي حال تحصيل فلس واحد منها، ومن جهة ثالثة يزيد الانقسام الحاصل بين الموالين، ويعزز قاعدة أتباعه في مقابل تقليص مساحة أتباع آل الأسد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية