أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"كتائب البعث" تسبق النيران وتنهب "ريجة" اللاذقية

قدّرت المصادر كميات التبغ المسروق بمئات الأطنان

ألقى رماد الحرائق الأخيرة في سوريا ظلاله الثقيلة على المنهكين جراء الحرب التي فرضها نظام الأسد بحق جميع السوريين "معارضين ومؤيدين" منذ العام 2011، إذ تفاقم الوضع المعيشي المتدني أكثر وسط عجزٍ لامتناهٍ أصاب كافة الدوائر الخدمية والصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها.

وسرعان ما امتدت الحرائق التي بدأت في غابات ريف اللاذقية مساء الخميس الفائت، إلى ريفي طرطوس وحماه بشدة متفاوتة، انتشرت بمساحة 600 هكتار والتهمت أحراجاً بأكملها وأشجاراً مثمرةً ونباتات نادرة.

بناء ومستودعات مؤسسة "الريجة" في "القرداحة" كان له نصيب بواحد من أصل 156 حريقاً طالت 134 قرية، تسببت بشكل عام بوفاة ثلاثة أشخاص ومئات حالات الاختناق وآلاف النازحين وإخلاء مستشفيات عديدة، أمّا حريق "الريجة" فقد تسبب بتدمير أربعة مستودعات كبيرة أدّت إلى خسارة اقتصادية هائلة، لكن يبدو أن لواقعة "الريجة" وجها آخر.

"زمان الوصل" تواصلت مع مصادر محلية في منطقة القرداحة، حيث أكّدت بالتطابق أنّ أكثر المستودعات تم إخلاؤها مع انتشار سحب الدخان الكثيف بالقرب منها وقبل وصول النيران إليها، مشيرةً إلى أن عناصر تابعين لما يُسمى ميليشيا "كتائب البعث" انتهزت فرصة انشغال الناس بإطفاء الحرائق الممتدة وسرقت مستودعات تحوي تبغا خاما ونقلتها بوساطة 15 سيارة نوع "بيك آب" ذات الدفع الرباعي متوجةً إلى ريف حمص.

وقدّرت المصادر كميات التبغ المسروق بمئات الأطنان، إذ تبلغ مساحة المستودع الواحد في البناء حوالي 1400 متر مربع، ورجحت أن تكون وجهة التبغ المسروق إلى لبنان عبر المنافذ الحدودية لميليشيا "حزب الله اللبناني" على غرار بقية البضائع والمنتجات السورية التي تُهرّب إلى هناك بشكلٍ يومي من قبل كافة الميليشيات التابعة للفرقة الرابعة المدعومة إيرانياً أو الفيلق الخامس المدعوم روسياً.

مصادر أخرى أفادت بأنّ القيادي "أبو علي" الملقب بـ"الحوت" هو من قاد عملية النهب، ويُعد "الحوت" أحد أبز المقربين من المدعو "وائل عمار" قائد "كتائب البعث" في محافظة اللاذقية، ولديه سوابق عديدة بعمليات نهب وسلب منظمة تعرضت لها كثير من مستودعات المؤسسات الرسمية بما فيها محطات الوقود التابعة لوزارة الزراعة.

وزارة الزراعة قدّرت يوم أمس خسائر المؤسسة جراء وصول الحريق إلى مبنى "الريجة" بنحو 1500 طن تبغ خام كتقديرات أولية، ومنذ مطلع الشهر الماضي أيلول سبتمبر بدأت المؤسسة العامة للتبغ بشراء المحاصيل من المزارعين في الساحل السوري بسعر بين 500 و3000 ليرة سورية وفقاً لمعايير الجودة، وينتشر في الأسواق السورية منذ سنوات أكثر من 15 نوع سجائر مجهولة المصدر، وما يُقارب 20 نوعاً ذات المنشأ الإيراني، وتُباع بنصف أسعار الدخان الوطني المفقود نسبياً.

وتأسست ميليشيا "كتائب البعث" باستخدام طلبة الجامعات في العام 2012 بإشراف "حزب البعث" كميلشيا رديفة لجيش وأجهزة أمن النظام في حربه ضد الشعب السوري، وتضم في صفوفها حوالي 6000 مقاتل، يقودها على امتداد الجغرافيا السورية البرلماني "باسم سودان" عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

لا زالت دوائر نظام الأسد حتّى اللحظة تعزو اندلاع الحرائق إلى الأوضاع الجوية السائدة من ارتفاع درجات حرارة ورياح جافة، إلّا أن موالين يُشككون بذلك ويقولون إنّها بفعل "جهات فاسدة" تنتشر بكافة مفاصل الدوائر الرسمية مهمتها صناعة الأزمات واستثمارها.

زمان الوصل
(200)    هل أعجبتك المقالة (222)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي