· السلطات المختصة لم تفتح أي تحقيق بالقضية لأنها سقطت بالتقادم
· وجد الطبيب نفسه أمام انفجار في "الطلب" مقابل نقص في "العرض"
· سبقته قبل سنوات فضيحة طبيب هولندي لقح 60 بويضة بسائله المنوي
· وجد الطبيب نفسه أمام انفجار في "الطلب" مقابل نقص في "العرض"
· سبقته قبل سنوات فضيحة طبيب هولندي لقح 60 بويضة بسائله المنوي
في قضية أقل ما يقال عنها إنها تخرق أخلاقيات مهنة الطب وميثاق الشرف المتعارف عليه عالميا، خادع طبيب هولندي مختص بأمراض النساء والخصوبة عددا غير قليل من مرضاه، عامدا إلى تلقيح بويضات من مريضاته بسائله المنوي.
القضية التي تناقلتها تقارير إعلامية هولندية اليوم الثلاثاء، اطلعت "زمان الوصل" على إحداها وترجمت فحواه، أفادت أن طبيبا يدعى Jan Wildschut كان يعمل في إحدى مشافي مدينة Zwolleلقح ما يناهز 17 بويضة –على الأقل- بنطافه، دون أن يخبر الآباء المعنيين بالأمر.
الواقعة التي حدثت بين عامي 1981 و1993، اكتشفت مؤخرا بطريق "الصدفة" عبر مطابقة الحمض النووي بين أحد أقارب الطبيب وأحد الأولاد الذين "ساعد" على إنجابهم، وهو ما أسهم بإماطة اللثام عن هذا الانتهاك، الذي لم تر فيه السلطات المعنية (مفتشية الصحة ورعاية الشباب)، رغم خطورته، أي سبب وجيه للتحقيق فيه، لأنه حسب تبرير هذه السلطات حدث منذ فترة طويلة جدا، أي إنه سقط بالتقادم.
وكان Wildschut يعد حتى وقت غير بعيد "رائد" في مجال التلقيح الصناعي، وقد شرع منذ عقود (سبعينات القرن الماضي) في نشاطه بهذا المجال، وكانت تتدفق عليه مئات الحالات سنويا، حسب تصريح سابق له.
ولكن " Wildschut" وجد نفسه أمام ما اعتبره معضلة حقيقية، في ظل نقص "العرض" مقابل "الطلب"، فلم يكن بإمكانه نظرا لقلة المتبرعين أن يجري سوى 30 عملية تلقيح، وعليه وجد "الحل السحري" في أن يعمد بنفسه لـ"التبرع".. وهكذا كان حين دس نطافه في 17 بويضة على الأقل، أثمرت 17 طفلا يعيشون منذ سنوات وهما حول "أبائهم البيولوجيين" الحقيقيين، كان له أن يستمر حتى نهاية حياتهم، لولا "الصدفة" التي كشفت تطابق الحمض النووي لإحدى حفيدات Wildschut مع أحد الأولاد الذي سبق أن "أنجبهم" من نطافه.. ومن هنا بدأت شرارة التقصي والمطابقة، ليضاف إلى القائمة 16 آخرين، شكلوا ما يمكن تسميته رابطة لملاحقة القضية المشتركة بينهم.
اللافت أن المشفى الذي شهد هذا الانتهاك لم يستبعد أن يكون Wildschut الذي توفي عام 2009، قد لقح بنطافه عددا أكبر من الرقم الذي تم التوصل إليه حتى الآن (17)، مكتفيا –أي المشفى- بوصف العمل الذي قام به الطبيب بأنه "غير أخلاقي"، ليس من جهة الخداع ومغافلة المرضى فقط، بل لأن الطبيب "تبرع" بنطافه في المشفى الذي يعمل به، فالطبيب "يمكن أن يكون متبرعا بنطافه، لكن ليس في المشفى الذي مارس فيه عمله"، حسب قول مديرة المشفى.
قضية Wildschut المتفجرة، أعادت إلى الأذهان فضيحة مشابهة انفجرت قبل سنوات في هولندا أيضا، وتتعلق بطبيب خصوبة يدعى "جان كاربات" اشتبه بتلاعبه وتلقيح نحو 60 بويضة، أنتجت 60 طفلا بسائله المنوي.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية