أعرب ذوو أحد قتلى جيش النظام عن خزيهم وشعورهم الصاعق بالصدمة، نتيجة الإشعار الذي تلقوه بخصوص ولدهم بعد نحو 7 سنوات على مصرعه، والذي يدعوهم لقبض مستحقات تقدر قيمتها بـ589 ليرة سورية، عدا ونقدا.
وحسب ما رصدت "زمان الوصل" فقد كتبت أخت العسكري القتيل "فراس سهيل إبراهيم" في صفحتها منشورا يعبر عن اشمئزازها واستيائها من هذا السلوك، قائلة: "ياعيب شوم بس بعد سبع سنين، هاد كان راتب خيي العسكري يلي كان عم يدافع عن الوطن هاد خيي يلي كان يموت من الجوع ومن البرد كرمال يطلع حرس ويحمينا ويحمي عرضنا وشرفنا.. شكرا وطنا الغالي".
بينما قال والد القتيل إن هناك عنصرا من الشرطة جاءه قبل أيام، وبعد مضي 7 سنوات على مصرع ولده "فراس" ليسلمه إشعارا بمستحقات تعود للعام 2014، وتعادل 589 ليرة (نجو ربع دولار).
ومما أثار حنق والد العسكري القتيل أكثر، أن الشرطي دعاه للذهاب من قريته في ريف الدريكيش بطرطوس إلى العاصمة دمشق، من أجل "قبض المستحقات"، أي إن عليه أن يدفع أضعاف هذه "المستحقات" في سبيل الانتقال إلى دمشق والعودة إلى ضيعته في طرطوس.
وأعرب والد "فراس" عن خيبة أمله الكبيرة، متسائلا بمرارة: "إلى هنا وصلنا، يطلبون مني الذهاب إلى دمشق لقبض 589 ليرة؟!"، مختتما: "شكرا لكل مسؤول ساهم في هذا العمل... والله عند ماجاءني خبر استشهاد ولدي كان أهون من الخبر الذي أتاني اليوم".
بدورها تناقلت صفحات موالية ما قاله والد العسكري القتيل، بمزيج من السخرية والقهر، تجاه المعاملة التي يلقاها أولادهم ممن قتلوا في سبيل النظام، والتي يثبت النظام يوما بعد يوم إصراره على الانحدار بها، وصولا إلى أقصى درجات الاستهتار والازدراء.
اللافت أن إرسال إشعار لوالد قتيل من جيش النظام لاستلام مستحقات زهيدة، لم يكن فقط مؤلما للموالين لجهة تأخره نحو 6 سنوات ، ولا لجهة تفاهة "المستحقات"، بل أيضا لوروده من مؤسسة الجيش المعروفة بفسادها العريض ونهب ضباطها بمختلف رتبهم للمليارات، حتى لو كان ذلك على حساب رواتب العساكر وطعامهم الرديء ومستلزماتهم المتهالكة (من لباس وأغطية)، فضلا عن نقلهم كثيرا من الأحيان بين الجبهات بشاحنات نقل المواشي.. ومن هنا فإن الإشعار الذي تلقاه والد القتيل "فراس سهيل إبراهيم" أثبت لذويه ولكل من سمعوا قصته أنهم بالفعل تحت حكم "الدولة حقانية" لايضيع فيه حق أحد، حتى ولو كان 589 ليرة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية