أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف دبرت إيران فتنة الجنوب السوري في ليل

النظام وإيران هدفهما "إسقاط مدينة بصرى الشام" بوابة درعا الشرقية

كشف مصدر مطلع عن مجريات الأحداث الدامية بين جارتي الجنوب السوري، درعا والسويداء، ما قال إنه الشرارة التي أوقدت نار الفتنة التي ما زال الجميع يحذر منها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وأكد المصدر لـ"زمان الوصل" مفضلا عدم ذكر اسمه، أن النظام ومن ورائه إيران وحزب الله دبروا في ليل لإشعال الحرب بين السهل والجبل، ليتمكنوا عبر ذلك من إعادة بسط نفوذ النظام على المنطقة التي ما زالت إلى الآن فعليا خارجة عن سيطرته فلا هو قادر على دخول ريف درعا الشرقي، ولم ينجح بإجبار أبناء السويداء على الالتحاق في بقواته.

وكانت اشتباكات عنيفة، اندلعت غربي بلدة "القريا" صباح الثلاثاء الماضي، بين عناصر الفيلق الخامس المتمركز في مدينة "بصرى الشام" شرقي درعا، وحركة "رجال الكرامة" وميليشيا "الدفاع الوطني" المتواجدان في بلدة "القريا" غربي السويداء، مسفرة عن مقتل 14 شخصا من السويداء وشاب من "بصرى الشام".

الاشتباكات الأخيرة لم تكن الوحيدة حيث شهدت المنطقة ذاتها معارك في شهر آذار/مارس الماضي، أودت بحياة 18 شخصا، على خلفية حوادث الخطف، حيث قامت عصابة من "القريا" بخطف تاجر مواشي من "بصرى الشام"، انتهت بتدخل روسي وتسوية بين الطرفين قضت بنشر نقاط مراقبة عسكرية للفيلق الخامس على تخوم بلدة "القريا".

وشدد المصدر على أن "الدفاع الوطني" الذي يوالي إيران، جند مؤخرا عشرات الشبان من أبناء منطقة "القريا"، مشيرا إلى أنهم كانوا "رأس الحربة" في العملية التي جرت قبل أيام بالهجوم على نقاط الحراسة التابعة للفيلق الخامس، وما تبعه من تدخل حركة "رجال الكرامة".

ووفقا للمصدر فإن عناصر "الدفاع الوطني" أعلنوا أنهم عازمون على "تحرير أرضهم" من نقاط المراقبة التي وجدت بالأساس لمنع عمليات الخطف التي سمع عنها الجميع وشاهدنا مقاطعها المذلة على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن هذه النقاط حرست الأراضي والفلاحين أثناء موسم الحصاد، عبر دوريات منتظمة بالتنسيق مع أبناء المنطقة.

كما أكد أن عناصر "الدفاع الوطني" بدؤوا هجومهم انطلاقا من محارس ونقاط قوات الأسد التي سهلت ورصدت لهم المنطقة، معتبرا أن النظام نجح عبر هذا المخطط بالوصول إلى هدفه، حيث أصبحت التهديدات ذات منحى طائفي عابرة للحدود، فضلا عن مساعي شيطنة أبناء سهل حوران الذين ثاروا عليه وطالبوا برحيله.

وبحسب المصدر فإن النظام وإيران هدفهما "إسقاط مدينة بصرى الشام" بوابة درعا الشرقية لإدخال الميليشيات الشيعية الطائفية التي طردت منها عام 2015، موضحا أن وجود 3 مناطق بدرعا خارجة عن سيطرة الأسد "بصرى الشام" و"درعا البلد" ومدينة "طفس" تشكل حالة رعب للنظام، زاد ذلك الحديث عن تشكيل "جيش حوران الموحد".

وأشار إلى أن مكائد النظام لم تهدأ تجاه أبناء "بصرى الشام"، مستشهدا بحادثة تفجير حافلة المبيت قبل شهور وعملية التفجير التي طالت اثنين من قيادات المدينة.

كلام المصدر أكدته الناشطة "مروة الأطرش" التي كشفت في منشور على صفحتها "فيسبوك"، يوم الخميس، أن 20 شخصا من الدفاع الوطني "أعطيت لهم أوامر لتنفيذ مخطط للاشتباك مع قوات (أحمد العودة)، وعندما يتم الاشتباك على الفور يطلبون النجدة من (مشايخ الكرامة)، مؤكدة أن المشايخ لم يتوانوا عن نجدة أحد وباعتبار أن (العودة) يهاجم الجبل".

وقالت: "وعندها يزجون بمشايخ الكرامة بمعركة غير متكافئة ويتم القضاء عليهم أو على عدد كبير منهم، ومن يتبقى يقوم الإعلام النجس بتحميلهم المسؤولية، وهذا يكون غضب الناس عليهم ويتم تصفيتهم وزرع برأس الناس عدم الثقة بهم، ويكونوا قد قضوا على شيء اسمه الكرامة بالجبل، وهذا ما قاله (وفيق ناصر) سابقا".

واعتبرت أن "تدخل الشيخ (موفق طريف) وبالوقت المناسب لوقف هذه المجزرة التي خطط لها عندما طلب من السفير الروسي أن يوقفها، وفعلا السفير ومن خلال الضغط عليه اتصل بالقيادة الروسية وأوقفوا المسرحية". وأشارت إلى أن ما يؤكد كلامها هو أن "(أحمد العودة) فصيل تابع للواء الخامس تم تشكيله من الروس، ومن الممكن أن عصابة النظام قادرة أن تقف بوجه روسيا وتقضي على قوات (أحمد العودة) الذي يعتبر رديفا للجيش السوري وهذا ما قالوه، عند إطلاق أول رصاصه سيكون الطيران والجيش مؤازر لقوات الدفاع الوطني وهذه كذبتهم الذي قالوها للناس ولمشايخ الكرامة لكي يبعدوا الشبهة عن النظام".

وشددت على أن ما يسمى بـ"القوات الرديفة لم تشارك مع مشايخ الكرامة مثل (مهران عبيد) و(آل مزهر) و(سليم حميد)، ومن كان في ساحة المعركة يعرف كيف انسحبت قوات الدفاع الوطني بعد دخول مشايخ الكرامة، فخ نصب ولكن لم ينجح وصحيح خسرنا ١٤ شهيدا، ارتقوا على ترابنا الغالي ومن شارك بهذه المعركة يعرف انها نفس مخطط معركة (داما)".

*أيادي حزب الله
أكدت شبكة "السويداء 24"، أن ميليشيا "حزب الله" قدم دعماً لوجستياً لفصيل "الدفاع الوطني" في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، من أسلحة متنوعة، وأنظمة اتصالات، تزامناً مع تعزيز هذا الفصيل نقاطاً له في قرى تشهد توتراً مع مسلحي "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا. وأوضحت الشبكة في تقرير لها، أمس الخميس، حمل عنوان: "حزب الله يصب الزيت على النار في منطقة متوترة جنوب غرب السويداء!"، أن فصيل "الدفاع الوطني" وزع في الأسابيع الماضية، أكثر من 150 بندقية "كلاشنكوف" على الأهالي في بعض القرى جنوب غرب السويداء، من بينها "القريا، المجيمر، ورساس"، وذلك تحت بند التسليح الذاتي بعد حصوله على دعم من "الحزب".

كما عزز الفصيل المنطقة بأسلحة متوسطة ومدافع هاون. ونقلت عن أحد قادة الفصائل المحلية بمحافظة السويداء، قوله إن "حزب الله" أحد أبرز الأذرع الإيرانية في سوريا، استغل حالة التوتر جنوب غرب السويداء، في محاولة لتأجيج الخلافات بين الفصائل المحلية التي تضم شريحة واسعة أبناء السويداء من جهة، و"الفيلق الخامس" الذي يضم شريحة من أبناء درعا والمدعوم من روسيا من جهة أخرى.

وحذّر القيادي من مغبة الانجرار وراء أي أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الأوضاع في الجنوب وإثارة فتنة بين المكونات السورية، موضحا أن "حزب الله يسعى لتصفية حساباته مع أحمد العودة ومسلحي التسوية المدعومين من روسيا، الذين طردوا الحزب من مدينة بصرى الشام عام 2015، وذلك عن طريق خلق نزاعات جديدة بينهم وبين فصائل السويداء، قد تتطور إلى صراعات مذهبية تنهك الطرفين".

* طبول الحرب تقرع
المعارك الأخيرة دفعت لحالة غير مسبوقة من التجييش بين أبناء السهل والجبل، منذرة بمزيد من التصعيد، حيث هدد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين الشيخ "موفق طريف" بأن "الاعتداءات لن تمر مرور الكرام"، معلنا أنه تحدث مع الجانب الروسي "للجم اعتداءات الفيلق الخامس على بلدة القريا في ريف السويداء".

ونشر على صفحته الرسمية أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنائب وزير الخارجية وموفد الرئيس الروسي إلى سوريا "ميخائيل بوغدانوف" لوقف اعتداءات عناصر الفيلق الخامس و"أحمد العودة" على أراضي بلدة "القريا" وسكانها. وقال: "في حال استمرت الاعتداءات فإنها لن تمر مر الكرام".

وفي سهل حوران أصدر "أحرار اللجاة" بيانا قالوا فيه: "نعلن جاهزيتنا ووقوفنا جنباً إلى جنب مع أهلنا في بصرى الشام وحوران ضد أي اعتداء من المجاميع المسلحة من أبناء السويداء والمليشيات المدعومة من حزب الله اللبناني. وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي في ظل توافد شذاذ الآفاق على جبل العرب ومحافظة السويداء لقتال أهلنا في بصرى الشام، وسنضرب بيد من حديد وسنقطع أي يد تمتد إلى بصرى الصمود".

وناشد البيان مشايخ وعقلاء وأهالي السويداء الشرفاء أن لا يجعلوا من أبنائهم وقود حرب وأداة فتنة بأيدي حزب الله اللبناني الذي كان ومازال يعمل جاهداً على الفتنة بين أهالي السويداء وسهل حوران والدفع باتجاه الحرب الأهلية والطائفية.

* دعوات وأد الفتنة
بعد أحداث آذار مارس الماضي التي كان سببها تراكمات لأحداث خطف وسلب واعتداءات مشينة لا تليق بعادات وأعراف وثقافة أهل السهل والجبل، أعلن تجمع "عشائر أهل حوران" في بيان مصور موقفا جاء فيه "نحن في حوران کنا وما زلنا نرفض الطائفية بكل أشكالها ونحرص على العيش المشترك وحسن الجوار ونعول في ذلك على العقلاء في لنزع فتيل الفتنة ورأب الصدع".

وقال البيان: "نحن أهل حوران کنا و ما زلنا واقفين على الحق ننصف الناس من أنفسنا بالقدر الذي نطلب فيه حقنا.. إننا نعلن أمام أهلنا في الجبل أننا حريصون على أمنهم وسلامتهم ومستعدون للدفاع معهم ضد كل معتد ظالم".

كما ناشد أهالي مدينة "الحراك" عقلاء السويداء بالتخلي عن ميليشيات حزب الله الإيراني التي تريد طمس علاقات الأجداد منذ آلاف السنين في حوران الصمود".

وقال البيان: "نقول للميليشيات الإيرانية التي تُسلح مجموعات من شباب السويداء: نحن مع أهلنا في بصرى الشام "مدينة القرآن الكريم" ومع أبناء مدينة بصرى الشام نشاركهم الدم الواحد والأرض الواحدة والعرض الواحد وأي اعتداء على مدينة بصرى الشام سنضرب بيد من حديد لكل من يفكر أو يتجرأ بالمساس أو الاقتراب من أهلنا وعرضنا".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(168)    هل أعجبتك المقالة (154)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي