أكدت منظمة فلسطينية أن أبناء "مخيم درعا" للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا يعيشون معاناة حقيقية، بسبب غياب الخدمات الأساسية ومقومات الحياة وتردي الواقع الخدمي وغلاء المعيشة، وغياب الطرقات المعبّدة وتراكم أكوام القمامة، وانتشار المياه الآسنة في حارات وأزقة المخيم.
وشددت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في تقرير لها أن أصوات الأهالي من داخل مخيم درعا المنسي، ترتفع نحو الجهات المعنية والسلطة والفصائل الفلسطينية ووكالة "الأونروا" وكل من يملك سبيلاً لمدّ يد العون وتحسين واقع الخدمات وتأهيل البنى التحتية وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، وإعادة العمل في مستوصف وكالة الغوث مع كافة خدماتها، وتحسين الواقع التعليمي وإصلاح المدارس، وتقديم مساعدات إغاثية ومالية لهم للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والمعيشية المزرية.
وأشار التقرير أن وضع الكهرباء ليس بأحسن حالاً، إذ تكاد لا تصل لأهالي المخيم أكثر من ست ساعات يومياً، الأمر الذي أرخى بظلاله السيئة على باقي القطاعات الخدمية وفي مقدمتها المياه، التي لم تعد تصل من الشبكة الرئيسية، إنما عبر صهاريج يتم تعبئتها من الآبار الارتوازية ما أضف عليهم أعباء اقتصادية ومادية جديدة، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وقلة ذات اليد. كما اشتكى أهالي المخيم من مشكلة اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي لتصبح رائحتها كريهة وطعمتها مالحة، فضلاً عن عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري.
ويشهد المخيم، وفقا للتقرير، تردياً في الوضع الصحي خاصة بعد ما شهده من دمار للمنشآت الخدمية والصحية التابعة لوكالة الأونروا التي قامت بنقل موظفيها وكافة محتويات المستوصف وإخراجها من أحياء المخيم إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، حيث تم نقل المستوصف إلى حي الكاشف بدرعا، وقد طال المستوصف القصف والدمار بعد نقله أيضاً.
وفيما يتعلق بالجانب التعليمي أوضح التقرير أن الأهالي تابعوا تدريس أبنائهم في المدرسة البديلة التابعة لوكالة الغوث حيث تم تسجيل 525 طالباً وطالبة فيها، إلا أن العملية التعليمية واجهت عقبات عديدة منها ضيق الصفوف واكتظاظها بالطلاب وعدم التهوية المناسبة، والافتقار إلى الدعم المادي والمستلزمات الدراسية.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قالت إن عدد العائلات الفلسطينية التي عادت إلى "مخيم درعا" لغاية شباط/فبراير 2020 بلغ حوالي 800 عائلة فلسطينية، في حين عاد 750 طالباً وطالبة إلى مدرسها.
وكان "مخيم درعا" مسكناً لحوالي 10,500 لاجئ من فلسطين قبل أن يؤدي النزاع في سوريا إلى حدوث دمار ونزوح كبيرين، حيث شرد حوالي 90% من سكانه.
تقرير.. "مخيم درعا" واقع متردٍّ وغياب مقومات الحياة

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية