تعيش العائلات الفلسطينية في بلدة "تسيل" غربي درعا، وسط حالة من الفقر والإهمال وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بسبب انعكاس تجليات الحرب الدائرة في البلاد منذ 10 أعوام.
وذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في تقرير لها، أن اللاجئين الفلسطينيين في البلدة، أطلقوا نداء استغاثة لكافة الأطراف المعنية ووكالة "أونروا" ومنظمة التحرير ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على إيجاد حل لمعاناتهم والعمل على تقديم مساعدات مالية والإغاثية لهم من أجل ترميم بيوتهم وإعادة إعمارها من جديد خاصة في ظل انتشار جائحة "كورونا"، وانتشار البطالة بينهم، وعدم وجود مورد مالي يقتاتون منه.
وأشارت المجموعة أن العائلات الفلسطينية تتواجد في بلدة "تسيل" منذ قبل نكبة عام 1948 بعقود من خلال عشيرتي "النمريني" و"اللطايفة"، اللتين تقاسمتا مع سكان البلدة تقلبات الحياة بحلوها ومرها، وتملكتا الأراضي وعملتا بالزراعة وبكافة المهن، إضافة للتعليم حيث تميزتا بالفعالية العالية من خلال إتقانهما لكل مهنة عملوا بها بفي البلدة.
وأوضحت أن عددا من العائلات الفلسطينية توافدت بعد نكبة فلسطين عام 1948 من عشائر "النوفلي" و"الخمايسة" حسب ما هم معروفون بالبلدة، إضافة لعشائر "أبو عرابي" و"الرشيد".
وقالت: "من العائلات الفلسطينية في بلدة تسيل عائلة (أبو عرابي) و(اللطايفة) من (كفر كنا) قضاء (الناصرة)، وعائلة (النوفلي) من (سمخ) قضاء (طبريا) ومن الغور تحديداً، أما (النمارنة) فأتوا من (نمرين) بفلسطين لذلك يكنون بالنمارنة".
وأضافت أن الفلسطينيين من أهالي بلدة "تسيل" يتوزعون بين عدة دول وبلدان منها دول الاتحاد الأوربي وتركيا ولبنان وليبيا، بالإضافة لنازحين يتوزعون بين مناطق سيطرة النظام في دمشق وريفها.
وأكد التقرير أنه "ومع اندلاع الصراع في سوريا دخلت بلدة (تسيل) كغيرها من بلدات درعا في جنوب سوريا أتون ذاك الصراع، فقد انطلقت أول مظاهرة فيها بتاريخ 20 آذار/مارس 2011 واستمرت البلدة في مظاهراتها حتى بعد قيام العمل المسلح، الذي يعود ظهوره المنظم إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر2011".
وشدد التقرير أن البلدة تعرضت لخمس حملات أمنية وعسكرية، الأولى بتاريخ 2 تموز/يوليو 2011، الثانية بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر 2011، الثالثة بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر 2011، الرابعة بتاريخ 8 شباط/فبراير 2012، حيث تم اقتحام البلدة وقصفها بالدبابات و(البي ام بي) وإطلاق النار العشوائي واعتقال عدد كبير من المدنيين وسرقات كبيرة للممتلكات الخاصة بالإضافة إلى حملة حرق للمنازل والمحال التجارية، ودامت هذه الحملة نحو أسبوع كامل.
أما الحملة الخامسة فكانت بتاريخ 1/ حزيران/مايو/2012، ونجم عنها حرق وتكسير وتخريب البيوت والممتلكات العامة والتنكيل بالمدنيين، كما تعرضت البلدة عام 2014 لقصف عنيف براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة من قوات النظام، وتسبب ذلك في نزوح السكان عن البلدة، حيث أقاموا في خيام نصبوها في الحقول المجاورة.
ووفقا للتقرير فقد شهدت "تسيل" بعد ذلك اشتباكات عنيفة بين مجموعات المعارضة المسلحة ومجموعة "لواء خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "الدولة" الذي سيطر على البلدة وعدد من المناطق جنوب غرب سوريا قبل أن يتم طرده من قبل فصائل المعارضة السورية.
وأفاد التقرير بأن عدد معتقلي البلدة منذ بداية الثورة بلغ نحو ألف معتقل، بينما يبلغ عدد المعتقلين الحاليين نحو 40 معتقلاً بينهم عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتسنّ للمجموعة توثيق بياناتهم بسبب تكتم الأهالي وخوفهم من الملاحقات الأمنية.
وتقع بلدة "تسيل" شمال غرب محافظة "درعا" وتبعد عنها حوالي 35 كيلو متراً، يحدها من الجنوب "سحم الجولان" ومن الغرب "وادي العلان" الذي يفصلها عن قرية "عين ذكر" ومن الشمال الشرقي "الجبيلية" ومن الشرق "نوى" ومن الجنوب الشرقي "عدوان".
درعا.. منظمة ترصد جانبا من معاناة فلسطينيي بلدة "تسيل"

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية