أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حدائق دمشق.. إهمال ومخدرات وعسكر

حديقة ابن عساكر - زمان الوصل

غيرت السنوات العشر الأخيرة مفاهيم التنزه لدى السوريين لتصبح الحدائق إما ملجأ للمهجرين والتازحين أو أوكاراً لتعاطي المخدرات، وأما الحديقة الأكبر بدمشق فأصبحت مركزاُ لتجمع شبيحة للنظام وتم إغلاقها لفترات طويلة بسبب قربها من قصر تشرين الذي تعتبر محمية طبيعية له، وانتشرت فيها مجموعات مسلحة اعتدت على المواطنين حتى لو أخطؤوا الطرق ودخلوها.

"حديقة الأفارقة" هي حديقة "الجلاء" المجاورة لجسر الرئيس وتم إطلاق هذه التسمية عليها قديماً بسبب وجود عدد كبير من الجنسيات الإفريقية كانت ترتادها، وفي الفترة الأولى للهجمات على الغوطة الشرقية وأحياء دمشق الجنوبية اضطرت الكثير من العائلات للسكن فيها وبعضها استجلب عدة الطبخ، واستمر العاملون في تقدم خدمات السندويش والشاي وبعضهم كان يقدم (المتة) للعساكر العابرين.

حديقة الثورة في عام 2007 هدم النظام السوق العتيق بالرغم من مناشدات المنظمات الثقافية الدولية والمحلية لكونه مسجلاً كتراث عالمي، وأنشأ مكانه حديقة عامة مجاورة للمرجة وأصبحت أيضاً من أكبر الملاذات للاجئين من كل المحافظات خصوصاُ الشرقية لأنه بالقرب منها تقع (قهوة الديرية) التي كانت مقهى وعنوان لقاءات القادمين من دير الزور وتوابعها.

حديقة "ابن عساكر" وتعتبر من رئات العاصمة نظراً لمساحتها الواسعة ووقوعها بجوار سوق كبير لإصلاح السيارات ومحال الميكانيك، وتقع عند مدخل حي الأمين وتصل إلى دوار البيطرة.

وفي جولة لـ"زمان الوصل" في جوار (كراج السيدة زينب) يتوضح تماماً مدى إهمال مرفق حيوي كبير، وتحول المرج الأخضر لصحراء جرداء، والغريب كما يقول "مصطفى" الذي يقطن في جوار الحديقة: (في أيام الحر يخرج الناس للجلوس في مرج دوار البيطرة بينما الحديقة لا يرتادها أحد لأنها تحولت إلى أرض ترابية).

حدائق المخدرات انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل فاضح عمليات بيع وتعاطي المخدرات في الحدائق الصغيرة المجاورة لجسر الرئيس، وأما حديقة "السبكي" فمشهد الأطفال الذين يتعاطون (الشعلة) وخي مادة لاصقة مخدرة يتم تعاطيها في أكياس البلاستيك وتؤدي لأمراض خطيرة وإدمان قد يؤدي للوفاة. "مجدي" أحد سكان حي "البرامكة" يصف لـ"زمان الوصل" حال الحديقة المجاورة لبيته: (في حديقة الطلائع بالقرب من ملعب تشرين بمنطقة البرامكة ينتشر الأولاد المتعاطين وأغلبهم يعملون بالتسول والسرقة أو بيع الخبز أمام الأفران).

استثمار حديقة الطلائع من أشهر الحدائق في منطقة المزة أوتوستراد توجد حديقة الطلائع الشهيرة التي انتشرت حولها في السنوات الأولى للثورة قصص الاغتصاب وتعاطي المخدرات وباتت مبعث رعب للسكان المجاورين لها، ومن ثم تم إهمالها والحديث عن إعادة بناء الألعاب وتحديثها ولكن فجأة قررت محافظة دمشق عام 2018 نقل ملكية أرضها إلى أملاك (دمشق الشام القابضة) بالرغم من وجود قرارات تمنع استثمار الحدائق كونها ذات نفع عام، وأما الآسباب التي عللت فيها المحافظة موافقتها فهي (تحقيق الاستثمار الأمثل لهذه الأرض، وذلك لعدم وجود إمكانية لجلب مستثمرين بشكل مباشر). الحدائق في كل دول العالم المتحضر والنامي هي ملاذات الناس من الحر وضيق البيوت ولقاءات الأصدقاء ولكنها في الشام تحولت إلى أماكن لممارسة الموبقات ومصدر ذعر للعائلات وللباحثين عن لحظة صفاء وهواء نقي.

دمشق - زمان الوصل
(294)    هل أعجبتك المقالة (330)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي