أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بائع الثلج" الطفل الذي قضى في تفجير "عفرين" قبل أن يكمل حلمه في التمثيل

زيتون

كان الطفل "محمد نور زيتون" يحلم بأن يصبح نجماً في مجال التمثيل وخصوصاً أن له تجربة سابقة في هذا المجال، لكن التفجير الذي ضرب مدينة "عفرين" منذ أيام أنهى هذا الحلم وقضى الفتى الذي لم يتجاوز 15 من عمره، وهو يجاهد في تأمين لقمة العيش بعد أن ذاق مرارة الحصار والنزوح.

وينحدر محمد من حي "صلاح الدين" في حلب 11 يونيو 2005 عاش مع أسرته حصار حلب، وهناك برزت مواهبه التمثيلية أواخر العام 2015 ليشارك في مسلسل "أم عبدو الحلبية" بدور "أبو زكور"، وهو أول مسلسل أبطاله أطفال صور في الداخل السوري يعكس الحياة الحلبية في المناطق المحررة.

وروى الناشط "محمد الحلبي" أن الفنان الصغير انضم للمظاهرات رغم أن عمره لم يكن قد تجاوز الثامنة، حيث كان يصرخ ويردد الهتافات وهو محمول على كتفي شقيقه الأكبر وتقدم في التظاهرات اللاحقة دون خوف، وأصبح الوجه الجديد والجريء لمدينة حلب المنتفضة ضد النظام.

وتابع محدثنا أن الطفل الراحل وهو الثالث بين إخوته الخمسة خرج مع عائلته في الباصات الخضراء مع من خرج بعد سيطرة النظام عليها إلى "خان العسل" بداية، وبعد اقتحام الجيش لريف حلب الغربي نزح إلى "عفرين".

واعتاد –حسب المصدر- على بيع ألواح البوظ في شارع "عفرين" الرئيسي قرب منطقة "دوار كاوا" ليعيل أسرته في ظروف المعيشة الصعبة، وكان من رواد مسجد أحد مع أبيه وإخوته وأحدهم أصيب في منطقة "سيف الدولة" في حلب بطلقة قناص اخترقت رقبته من الأسفل وخرجت من فمه.

ورثت "آية زيتون" شقيقها الصغير قائلة: "ياوجع القلب .. نم ياصغيري ودعنا نكمل حياة الذل والخيانة والانكسار..ستلتقي بأمك... وبكل أصدقائك الذين سبقوك".

وقالت "عفراء هاشم" إحدى مدرساته في حلب الطفل "محمد نور زيتون" الخلوق والمهذب من طلاب مدرستنا بحلب شهيد بريء اليوم نتيجة تفجير عفرين"، وبدوره كتب الناشط "حذيفة دهمان" الذي كان أول من تعرف على جثة محمد في مشرحة مشفى "عفرين" على صفحته في" فيسبوك": "عندما فتحت الكيس في براد الموتى رأيت محمداً ولكنه دون الإبتسامة التي اعتدت عليها كل يوم عندما أراه". وأضاف أن محمداً الذي يعمل مع شقيقه على بسطة ثلج متواضعة ليعيل أسرته ويؤمن لهم لقمة عيش كريمة انطفأت ابتسامته.

يذكر أن الطفل الحلبي، "قصي عبطيني"، أحد أبناء حي "صلاح الدين"، والذي لم يتجاوز سن 15، قتل خلال محاولته اجتياز طريق "الكاستيلو" شمال مدينة حلب، في ثالث أيام عيد الفطر عام 2016 وجسّد الطفل قصي شخصية "أبو عبدو" في مسلسل "أم عبدو الحلبية"، الذي اشتهر في شمال سوريا وتركيا وفي عدد من مخيمات اللاجئين على قناة "حلب اليوم" وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(248)    هل أعجبتك المقالة (241)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي