أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حريـــة الإعـــلام!! ... اسعد عبود

انتصرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لحرية الإعلام.. ونفذت قرارها بإظهار «نيك غريفين» زعيم الحزب القومي البريطاني اليميني المدافع عن النازية والمطالب بالنقاء العنصري لبريطانيا «مثل ذاك الذي تطالب به إسرائيل تحت عنوان يهودية الدولة» في برنامج وقت للأسئلة.

 

الانتصار للحرية الإعلامية قوبل بعصف جماهيري دفع بالمتظاهرين إلى اقتحام مبنى الهيئة..‏

لست بصدد تقييم نيك غريفين ولا ظهوره في البرنامج المذكور ولا بصدد التساؤل لماذا رفض اليمينية العنصرية هنا والسكوت عنها في إسرائيل؟ بل هي تحولت هناك إلى مطلب وهدف يردده العديد من الدول «يهودية إسرائيل»..‏

نقول:‏

لسنا بصدد ذلك كله إنما ننظر للأمر من زاوية حرية الإعلام.‏

لا أريد ولا بأي شكل.. أو بأي ثمن أو في أي يوم من الأيام أن أطالب بخنق حرية الإعلام.. وبرأيي أنه لا إعلام بلا حرية..‏

لكن..‏

ماذا نفعل بالتضليل؟!‏

ماذا نفعل بتسويق الباطل ومنه العنصرية؟!‏

ماذا نفعل بطوفان الكذب؟ أخبار تتتالى ولا دخان ولا نار بل إن كثيراً منه يفتقد الجهد البسيط لإخراج النص بمسحة موضوعية ما.. فترى الخبر يكذّب نفسه ذاتياً.‏

وكذا الرأي.. هذا وذاك إنما مسيّس موظف لخدمة المصالح ولو كانت ضيقة بحجم معالجة العجز الذاتي عن أداء الوظيفة الإعلامية.‏

BBC انتصرت للحرية..‏

لكنها روجت للعنصرية؟!‏

أي الموقفين أصح؟!‏

الاشتراط على الحرية بعدم ترويج الباطل والضلال أم ممارستها مهما كانت النتائج؟!.‏

المسألة ليست أبداً بحدود ظهور زعيم حزب يميني قومي في برنامج شعبي.. بل بما يحفظ التاريخ، والمنطق من إطلاق هذا الشيطان «العنصرية» من قمقمه، وإلى أين يمكن أن يصل؟!‏

دعونا نسأل سؤالاً تاريخياً..‏

ألم تكن الحرية الرأسمالية القومية في ألمانيا هي التي أوصلت النازيين إلى السلطة ثم ارتهنت لها؟.‏

ماذا كانت النتيجة..؟! خراب العالم..؟! أو شبه خراب..!!‏

مرة أخرى نقول لسنا أبداً وبالمطلق بصدد انتقاد BBC ... هي اتخذت قرارها ونفذته وهي المسؤولة عنه... لكن نتساءل عن مسألة حرية الإعلام..‏

في الدول القوية هناك صلابة في الحياة الاجتماعية وتقدم يعطي هامشاً كبيراً للحرية دون تحديات تذكر..‏

أما في الدول الفقيرة فهي تواجه مجموعة كبيرة جداً من التحديات التي بالتأكيد تضيق عليها إمكانية تحرير الإعلام كأحد أهم مقدمات الحرية الاجتماعية..‏

يتحداها التخلف بما في ذلك التخلف الإعلامي والفقر.. والحروب.. فماذا تفعل؟!‏

وكيف يمكن أن نتصور مناخاً للحرية وسط واقع كهذا؟!‏

والسؤال الصعب فعلاً.. ما العمل؟!‏

عندما نواجه ما فعله الإعلام بصورة بلدنا وشعبنا وقضيتنا في العالم.. ألن نواجه السؤال عن مأزق الحرية؟!‏

وإذ نطالع طوفان الكذب في أدوات الإعلام المختلفة التقليدية والحديثة «المواقع الالكترونية» التي تنشر ما تريد.. فتعمم الفقر الثقافي والاستسهال واللامبالاة بما ينشر..‏

نسأل: ما العمل؟!‏

ونقول: الصبر.. ومزيداً من الحرية

(88)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي