وسط حي مهدّم بالكامل وبين ركام منزل مهجور في إدلب يقيم الفنان السوري الشاب "رامي عبد الحق" باكورة معارضه الفنية بعد الثورة، ويتضمن المعرض 30 لوحة باللونين الأبيض الأسود تجسد رموز الثورة السورية من ناشطين وعسكريين ومدنيين ومعتقلين من مختلف الشرائح والانتماءات بتقنيات بسيطة جداً وملامسة للواقع الذي نعيشه في سوريا.
وينحدر "عبد الحق" من مدينة إدلب، حصل على شهادة الأدب العربي من جامعة "تشرين" في اللاذقية، بدأ الرسم في سن الطفولة وشارك في ثلاثة معارض غثنان خاصان منهما ومعرض مشترك قبل سنوات الحرب.
وروى الفنان الشاب لـ"زمان الوصل" أن فكرة معرضه الجديد جاءته انطلاقاً من ضرورة تقديم شيء مفيد لمخلصي الثورة السورية وأولئك الذين قدموا لها كل ما يملكون حتى أرواحهم أمثال "عبد الباسط الساروت" و"عبد القادر الصالح" و"يوسف الجادر أبو فرات" و"ياسر العبود أبو عمار".

وكانت الغاية من هذا المعرض -كما يقول- تقديم شكر لهذه الرموز سواء منهم الشهداء أو المعتقلين وبعضهم أحياء مثل "قاسم جاموس" والشيخ أحمد الصياصنة، وبنفس الوقت فهذا المعرض توثيق لهذه الشخصيات المؤثرة في مسيرة الثورة السورية.
وحول اقتصار لوحات معرضه "قامات ثورية" على ألوان الفحم وثنائية الأبيض والأسود والرسالة التي أراد إيصالها من هذا الاختيار الفني أبان الفنان عبد الحق أن الثورة أبيض أو أسود وفي الثورة لا يمكن أن تقف في المنتصف أو تكون ما بين بين وما يجري في سوريا منذ 10 سنوات أمر يمس الجميع ويدفع الإنسان لأن يكون صاحب موقف ومبدأ لا يرضى التنازل عنه.
ولفت محدثنا إلى أنه اختار مكاناً مهدماً وهي حارة "الكسيح" لعرض اللوحات على ما بقي من جدران بيوتها كنوع من محاكاة الواقع من خلال المكان واللوحات المعروضة ذاتها، وفي هذا رسالة –كما يقول- على أننا قادرون برموزنا أن ننطلق للحياة حتى من الركام وأن كل محاولات نظام الأسد ليكسر ثورتنا عندما قال شبيحته "الأسد أو نحرق البلد" باءت بالفشل، وهو وإن كان حرق البلد بالفعل ولكن لا يزال الأحرار يرددون من بين الركام "لا نريد الأسد" ولا زلنا على خطى الثورة بالرغم من كل المجازر التي نفذها هذا النظام القاتل بالشعب السوري وبالرغم من كل الدمار الذي ألحقه بمدننا وبيوتنا وشوارعنا.

وأشار عبد الحق إلى أن الرموز الثائرة كبيرة وكثيرة في سوريا ولا يمكن توثيقها كلها بمشروع أو معرض واحد لذلك حاول –حسب قوله- أن يأخذ جزءاً بسيطاً ليوصل رسالة للعالم وللنظام نفسه بأننا لا زلنا مستمرين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية