علمت "زمان الوصل" من أحد مصادرها الخاصة في قوات النظام أن فريقاً فنياً إيرانياً قوامه عشرات الضباط والخبراء من مختلف الرتب وباختصاصات مختلفة أهمها الرادار والدفاع الجوي وصلوا دمشق مطلع آب أغسطس الجاري على متن طائرات عسكرية إيرانية.
وذكر المصدر أن الفريق الإيراني عقد في دمشق اجتماعات تقنية مع ضباط فنيين من إدارتي الرادار والدفاع الجوي التابعتين للنظام من أجل توظيف كل الإمكانيات والجهود بين الفريقين الإيراني والسوري وبالسرعة القصوى لوضع الأسس الفنية والإمكانيات ودراسة وتقدير الموقف الراداري وموقف وسائط الدفاع الجوي الحالي التابع للنظام من أجل البدء بخطة تطوير وتحديث هذين الجهازين الهامين لدى قوات النظام (جهاز الرادار والدفاع الجوي) التي يحملها الفريق التقني الإيراني القادم من طهران.
وأكد أن الفريق الإيراني في المرحلة الأولى سوف يضع كل إمكاناته العلمية والتقنية في مجال الرادار سواء في تشكيلات إدارة الرادار (ألوية الرادار/ أو تشكيلات إدارة الدفاع الجوي) من أجل تحديثها وتطويرها بحيث تصبح ذات قدرات كشف أكبر وذات مدى كشف أبعد، فضلا عن تطويرها لتكون مقاومة لكل أنواع التشويش أو على أقل تقدير أن تستطيع العمل في ظروف التشويش ولو بالحدود الدنيا، إضافة إلى الربط الآلي بين كل الرادارات العاملة في مناطق سيطرة النظام.
أما الشق الأهم في خطة الفريق الإيراني هو تطوير وسائط الدفاع الجوي القديمة (الصواريخ أرض/ جو) التي يمتلكها النظام بكثرة وخاصة منظومة الفولغا والبيتشورا ومنظومة الكفادرات حيث يمتلك النظام ما يربو على 20 لواء من هذين الطرازين موزعة على جنوب ووسط وشمال البلاد، حيث تعود هذه المنظومات إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من الحقبة السوفيتية، وسيعمل الفريق التقني والفني الإيراني على تطوير هذه المنظومات وتحسين أدائها على المستوى الراداري والتكتيكي الناري وتفعيل وتحسين أداء القيادة الآلية في كل منظومة على حدة ولكل وسائط الدفاع الجوي الموجودة لدى قوات النظام وربطها بمقرات قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي ومقرات أخرى سوف تحدثها الفرق الإيرانية من أجل استخدام هذه المنظومات القديمة في صد الغارات الإسرائيلية المتكررة على المواقع العسكرية والصناعية التابعة للنظام، وخاصة تلك التي يتواجد فيها خبراء أو عناصر إيرانيون.
وخضعت هاتان المنظومتان (الفولغا/بيتشورا، والكفادرات) للتطوير والتحديث من قبل فرق فنية وتقنية كورية شمالية في العقد الأول من هذه الألفية ومع قيام الثورة السورية غادرت الفرق الكورية نظراً لفشلها في إحداث تطوير نوعي في هذه المنظومات، ومع تطور الأحداث في سوريا وتعرض كثير من كتائب الدفاع الجوي التابعة للنظام في معظم البلاد للهجوم من قبل عناصر مسلحة تابعة لقوى وفصائل المقاومة الشعبية السورية التي ثارت في وجه النظام بسبب قيام هذه الالوية والكتائب بتوجيه نيران أسلحتها وعناصرها ضد القرى والمدن الثائرة.
فنيا يرى خبراء عسكريون في هذا المجال أن ليس هناك أي مستقبل لتحديث أو تطوير أو إعادة هذه المنظومات إلى الحياة بسبب قدمها وانتهاء أعمارها الفنية والزمنية وحتى في حال عادت إلى الحياة لن يكون لهذه المنظومتين أي فاعلية تكتيكية أو نارية بالنسبة للاشتباك مع الأهداف الجوية المعادية الطائرة وخاصة منظومة الفولغا/بيتشورا التي تقاد يدوياً و تعمل بالاوامر اللاسلكية أضف إلى أن زمن رحيل وتربيض الكتيبة منها يصل إلى أكثر من ساعتين ونصف وهذا ما يحرمها من المناورة وما يجعل منها أهدافا سهلة بالنسبة للطيران المعادي المتطور والمحمي بأفضل وسائط الحرب الإلكترونية وأجود أنواع الأسلحة المضادة للرادارات، والتي يصل مدى الكثير منها إلى ما يزيد عن 100 كم مثل صواريخ جو/أرض طراز/ستاندارد آرم/ – وطراز /هارم / التي تمتلكها "إسرائيل" منذ أكثر من عقدين، وقد جرى عليها تطوير لتصل أمديتها إلى ما يزيد عن 150 كم.
وكانت الميليشيات الإيرانية المنتشرة في تشكيلات النظام قد تلقت ضربات قاسية متعددة ومتلاحقة من قبل الطائرات الإسرائيلية، وخاصة منذ عامين وحتى الآن دون أن تستطيع قوات الدفاع الجوي لدى النظام من الاشتباك أو صد هجمات الطائرات الإسرائيلية.
- ومن خلال ما تقدم ومما نشره موقع زمان الوصل في منشورات سابقة عن محاولات إيران من خلق واقع راداري أو إنذار مبكر جديد في ظل تردي حالة وسائط الدفاع الجوي التابع للنظام وإتهام الايرانيين للروس بالتماهي والتعامي عن الغارات الاسرائيلية المتكررة ربما تكون ميليشيا الحرس الثوري الايراني بصدد نقل وسائط دفاع جوي مصنوعة أو مجمعة في إيران مثل منظومة بارو 373 الايرانية بحجة تحديث وتطوير منظومات الدفاع الجوي التي يمتلكها النظام.
فريق إيراني يصل دمشق لتطوير أنظمة الرادار والدفاع الجوي

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية