خسر وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الانتخابات لمنصب المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة, المعروفة باسم اليونسكو, امام المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا في الجولة الخامسة للتصويت على المنصب في مقر المنظمة في باريس.
ومعروف عن فاروق حسني انه وزير المعارف في النظام المصري منذ اكثر من عشرين عاما, حصل على بكالوريوس الفنون قسم الديكور من جامعة الاسكندرية, واحد ابرز الفنانين التشكيليين المعاصرين في مصر, وهو ليبرالي اثارت تصريحاته ضد حجاب النساء ضجة في مصر وخارجها, اعتبر المرشح الاوفر حظا للفوز من الثمانية مرشحين الاخرين بمنصب المدير العام لليونسكو.
وهو ثالث مصري يترشح لمنصب رفيع في المنظمات العالمية, فقد سبقه بطرس غالي بتوليه منصب الامين العام السادس للامم المتحدة بين العامين 1996 – 1992 والذي لم تمتد فترة رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو. تلاه محمد مصطفى البرادعي بتولي منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث فترات رئاسية, وقد ثار حوله جدل كانت السياسة الخارجية الامريكية تقف من وراءه, كانت اسبابه قضية اسلحة الدمار الشامل في العراق والبرنامج النووي الايراني.
وكان ترشح فاروق حسني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو قد قوبل بحملة مضادة من قبل منظمات يهودية اتهمته بالمعاداة للسامية بسبب تصريح له العام الماضي اثناء رده على استجواب تقدم به احد اعضاء مجلس الشعب عن كتب اسرائيلية في مكتبة الاسكندرية, قال فيه انه لو وجدت مثل هذه الكتب سيحرقها.
وعلى ما يبدو فان الموضوع قد طرح في شهر ايار اثناء اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, حيث قام الوزير فاروق حسني بعد الاجتماع بنشر مقال في الصحيفة الفرنسية لوموند, قدم فيه اعتذاره عن التصريح الذي ادلى به, وقدم تعهدا بان يسمح بترجمة اعمال لكتاب اسرائيليين.
الا ان هذه الخطوة المباركية لم تكن كافية لتقنع الاسرائيليين برفع معارضتهم على ترشح فاروق حسني, وقد شعر الرئيس مبارك بذلك, على ما يبدو, فقدم الدعوة ثانية لنتنياهو الذي زاره هذه المرة في شهر رمضان, حيث كانت الدعوة على مائدة افطار شملت على اشهى الماكولات والحلويات الرمضانية, عملا بالمقولة " اطعم الفم بتستحي العين " لكن الرئيس مبارك قد نسي انه يتعامل مع اناس لا علم لهم بالحياء.
لقد صرح فاروق حسني فور عودته الى مصر قادما من باريس الى ان السفير الاميركي في اليونسكو قد عمل ضده بشكل صريح واضاف قائلا " كل الصحف كانت ضد المرشح المصري, كما ان الضغوط الصهيونية كانت ضدي بشكل رهيب ".
لقد اثمرت الضغوط الاسرائيلية لدرجة ان الولايات المتحدة غيرت من موقفها اتجاه المرشح المصري, فرضخت للضغوط وعملت على اسقاط المرشح المصري الذي حظي بدعم الدول العربية والاتحاد الافريقي, اذ لا زالت الدول العربية والاتحاد الافريقي يقدمون الدعم لمصر في المحافل الدولية.
تعتبر خسارة فاروق حسني خسارة قاسية للنظام المصري, بل هي صفعة لوجه ذلك النظام الذي يحاول الاختفاء والاحتماء من خسارته بظل اصبعه, فحسب اقوال فاروق حسني, ان الرئيس حسني مبارك اتصل به هاتفيا في باريس بعد خسارته وقال له " ولا يهمك .. ارمي ورا ضهرك " , كلمات ان دلت على شيء فانما تدل على كم هو ذليل وخانع ذلك النظام, فقد بات مسلوب الارادة لا يملك القدرة على ان يتخذ موقفا عمليا او ان يطلق حتى تصريحا ضد من اسقطوه في المحفل الدولي, وكل ما يستطيع فعله هو ان يرمي من وراء ضهره.
لقد ارادت المنظمات الصهيونية العالمية واسرائيل, بموقفها ذلك, ان تعلم هذا النظام درسا لا ينساه ابدا, لا هو ولا غيره من الانظمة التي تتعامل معها, درسا مفاده ان المنظمات العالمية هي تحت سيطرتها وانها هي صاحبة القرار في من يترأس اية منظمة, وان فاروق حسني بعد تطاوله عليها لم ولن يشفع له عندها الاعتذار حتى وان كانت مصر قد وصلت من الانسجام معها لدرجة التنسيق الاستراتيجي على مستوى المنطقة, كما هو الحال بينهما هذه الايام.
لقد ذهب هذا النظام بمصر الى ابعد مما كان يتوجب عليه ان يذهب, وباتت القاهرة مقهورة, هذه المدينة التي كانت مركزا للكرامة والفخر والعزة منذ ايام جوهر الصقلي, فهل يعيد التاريخ نفسه, لتعود هذه المدينة وتعود معها مصر كما كانت من قبل ام الدنيا
ومعروف عن فاروق حسني انه وزير المعارف في النظام المصري منذ اكثر من عشرين عاما, حصل على بكالوريوس الفنون قسم الديكور من جامعة الاسكندرية, واحد ابرز الفنانين التشكيليين المعاصرين في مصر, وهو ليبرالي اثارت تصريحاته ضد حجاب النساء ضجة في مصر وخارجها, اعتبر المرشح الاوفر حظا للفوز من الثمانية مرشحين الاخرين بمنصب المدير العام لليونسكو.
وهو ثالث مصري يترشح لمنصب رفيع في المنظمات العالمية, فقد سبقه بطرس غالي بتوليه منصب الامين العام السادس للامم المتحدة بين العامين 1996 – 1992 والذي لم تمتد فترة رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو. تلاه محمد مصطفى البرادعي بتولي منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث فترات رئاسية, وقد ثار حوله جدل كانت السياسة الخارجية الامريكية تقف من وراءه, كانت اسبابه قضية اسلحة الدمار الشامل في العراق والبرنامج النووي الايراني.
وكان ترشح فاروق حسني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو قد قوبل بحملة مضادة من قبل منظمات يهودية اتهمته بالمعاداة للسامية بسبب تصريح له العام الماضي اثناء رده على استجواب تقدم به احد اعضاء مجلس الشعب عن كتب اسرائيلية في مكتبة الاسكندرية, قال فيه انه لو وجدت مثل هذه الكتب سيحرقها.
وعلى ما يبدو فان الموضوع قد طرح في شهر ايار اثناء اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, حيث قام الوزير فاروق حسني بعد الاجتماع بنشر مقال في الصحيفة الفرنسية لوموند, قدم فيه اعتذاره عن التصريح الذي ادلى به, وقدم تعهدا بان يسمح بترجمة اعمال لكتاب اسرائيليين.
الا ان هذه الخطوة المباركية لم تكن كافية لتقنع الاسرائيليين برفع معارضتهم على ترشح فاروق حسني, وقد شعر الرئيس مبارك بذلك, على ما يبدو, فقدم الدعوة ثانية لنتنياهو الذي زاره هذه المرة في شهر رمضان, حيث كانت الدعوة على مائدة افطار شملت على اشهى الماكولات والحلويات الرمضانية, عملا بالمقولة " اطعم الفم بتستحي العين " لكن الرئيس مبارك قد نسي انه يتعامل مع اناس لا علم لهم بالحياء.
لقد صرح فاروق حسني فور عودته الى مصر قادما من باريس الى ان السفير الاميركي في اليونسكو قد عمل ضده بشكل صريح واضاف قائلا " كل الصحف كانت ضد المرشح المصري, كما ان الضغوط الصهيونية كانت ضدي بشكل رهيب ".
لقد اثمرت الضغوط الاسرائيلية لدرجة ان الولايات المتحدة غيرت من موقفها اتجاه المرشح المصري, فرضخت للضغوط وعملت على اسقاط المرشح المصري الذي حظي بدعم الدول العربية والاتحاد الافريقي, اذ لا زالت الدول العربية والاتحاد الافريقي يقدمون الدعم لمصر في المحافل الدولية.
تعتبر خسارة فاروق حسني خسارة قاسية للنظام المصري, بل هي صفعة لوجه ذلك النظام الذي يحاول الاختفاء والاحتماء من خسارته بظل اصبعه, فحسب اقوال فاروق حسني, ان الرئيس حسني مبارك اتصل به هاتفيا في باريس بعد خسارته وقال له " ولا يهمك .. ارمي ورا ضهرك " , كلمات ان دلت على شيء فانما تدل على كم هو ذليل وخانع ذلك النظام, فقد بات مسلوب الارادة لا يملك القدرة على ان يتخذ موقفا عمليا او ان يطلق حتى تصريحا ضد من اسقطوه في المحفل الدولي, وكل ما يستطيع فعله هو ان يرمي من وراء ضهره.
لقد ارادت المنظمات الصهيونية العالمية واسرائيل, بموقفها ذلك, ان تعلم هذا النظام درسا لا ينساه ابدا, لا هو ولا غيره من الانظمة التي تتعامل معها, درسا مفاده ان المنظمات العالمية هي تحت سيطرتها وانها هي صاحبة القرار في من يترأس اية منظمة, وان فاروق حسني بعد تطاوله عليها لم ولن يشفع له عندها الاعتذار حتى وان كانت مصر قد وصلت من الانسجام معها لدرجة التنسيق الاستراتيجي على مستوى المنطقة, كما هو الحال بينهما هذه الايام.
لقد ذهب هذا النظام بمصر الى ابعد مما كان يتوجب عليه ان يذهب, وباتت القاهرة مقهورة, هذه المدينة التي كانت مركزا للكرامة والفخر والعزة منذ ايام جوهر الصقلي, فهل يعيد التاريخ نفسه, لتعود هذه المدينة وتعود معها مصر كما كانت من قبل ام الدنيا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية