كشف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، اليوم الخميس، عن اتفاق بين دولة الإمارات وكيان الاحتلال الصهيوني "إسرائيل" لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، في إطار ما أسماه اتفاق لوقف "ضم الأراضي المحتلة التي يطالب الفلسطينيون بها لدولتهم المستقبلية".
وغرد "ترامب" على حسابه "تويتر" من مكتبه البيضاوي، معتبرا أن ما جرى "لحظة تاريخية حقًا"، مضيفا: "الآن بعد أن تم كسر الجليد أتوقع أن تحذو المزيد من الدول العربية والإسلامية حذو الإمارات العربية المتحدة".
وبذلك تكون الإمارات أول دولة عربية خليجية تفعل ذلك وثالث دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
بدوره قال رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" في بيان بثته شاشات التلفزة العبرية: "اليوم نستهل حقبة جديدة من السلام بين إسرائيل والعالم العربي... هناك فرصة جيدة لأن نرى قريباً المزيد من الدول العربية تنضم إلى دائرة السلام المتوسعة هذه".
وزعم في بيانه أن "إدارة ترامب طلبت من إسرائيل تعليق خططها لضم الضفة الغربية للمضي قدما في اتفاق العلاقات مع الإمارات"، مشيرا إلى أنه "لم يطرأ أي تغيير على خططه لضم أجزاء من الضفة الغربية، لكنه أضاف أن الخطط كانت (معلقة مؤقتًا) وإن تنفيذ الضم سيتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وقال بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إن "الوفود ستجتمع في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات بشأن الرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والطاقة والسياحة والرعاية الصحية. وسيشارك البلدان أيضًا في مكافحة جائحة فيروس كورونا".
وأضاف أن "فتح علاقات مباشرة بين اثنتين من أكثر المجتمعات حيوية وأكبر الاقتصادات في المنطقة سيعزز نموها الاقتصادي وتطورها التكنولوجي ويوثق علاقات أقوى بين الشعوب".
*خيانة للقدس وطعنة في الظهر
من جهتهم، عبر الفلسطينيون عن غضبهم الأولي من الإعلان وذكرت قناة تلفزيون "فلسطين" الرسمي أن الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" دعا إلى اجتماع عاجل لقيادته العليا لمناقشة الاتفاق وتحديد موقف بشأنه.
ورفضت الرئاسة الفلسطينية الاتفاق معتبرة أنه "خيانة للقدس" بحسب ما ذكرته فرانس برس، كما دعت إلى عقد اجتماع لجامعة الدول العربية.
وأكد نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان متلفز على التلفزيون الرسمي أن الاتفاق "نسف المبادرة العربية للسلام"، وهو "خيانة للقدس والأقصى وقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية وعدوانا على الشعب الفلسطيني.
وكتبت المسؤولة الفلسطينية البارزة "حنان عشراوي" على تويتر: "حصلت إسرائيل على مكافأة لعدم التصريح علانية بما تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني ومستمر منذ بداية الاحتلال".
وقالت إن الإمارات كشفت عن "تعاملاتها السرية/التطبيع مع إسرائيل"، مضيفة: "من فضلك لا تفعل لنا معروفا. نحن لسنا ورقة تين لأحد!". ووصفت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، الصفقة من قبل الإماراتيين بأنها "طعنة في ظهر شعبنا".
واعتبر مراقبون أن هذا الإعلان يمنح نصرا دبلوماسيا نادرا لترامب قبيل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر فيما لم تثمر جهوده لإنهاء حرب أفغانستان عن نجاح بعد، بينما لم تحرز جهود تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أي نجاح.
إسرائيليا، جاء الإعلان بعد سنوات من فخر رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بتمتع حكومته بعلاقات أوثق مع دول عربية مقارنة بالمعترف بها علنا. بالنسبة للإمارات، يعزز الإعلان حملتها الدولية لتلميعها التي تسعى لترويجها على أنها "مساحة تسامح في الشرق الأوسط بالرغم من أن حكاما مستبدين يحكمونها".
وحفلت ردود الأفعال الشعبية بتعابير الرفض للاتفاق المذكور، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي مرآة تعكس المزاج الشعبي العربي إلى حد كبير إزاء ثالث اتفاق من نوعه مع الكيان العبري بعد أسبقية مصر وتبعية الأردن ومن ثم الإمارات.
اتفاق "إماراتي - إسرائيلي" لإقامة علاقات دبلوماسية ورفض عربي شعبي واسع

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية