أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غليون: بيروت على خطى بغداد ودمشق

اعتبر المفكر السوري الدكتور "برهان غليون" أن ما حصل في بيروت يوم الثلاثاء الماضي، يعد كارثة إنسانية تستحق الاسم الذي أطلق عليها: "بيروت-شيما" تشبيها بـ"هيروشيما" المدينة اليابانية التي دمرتها القنبلة الذرية وختمت بها الحرب العالمية الثانية.

وأوضح "غليون" في مقال له على مدونته الشخصية، يوم الخميس: أنه "بالرغم من هول القنبلة البيروتية الذي لا يجادل فيه أحد فهي لا تمثل سوى قمة جبل البارود الذي تعيش عليه شعوب المشرق في انتظار مصيرها اللبناني والسوري والعراقي الكئيب".

وقال: "هكذا، من طهران إلى لبنان مرورا باليمن والعراق وسوريا يعيش عشرات ملايين البشر على صفيح مخازن لا تنفذ من الأسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية والمتفجرات النوعية والقنابل الموقوتة والألغام المتعددة الأشكال والألوان القابلة في كل لحظة للاشتعال والتي يحتكر مفاتيح تفجيرها، خارج أي سيطرة سياسية أو قانونية، رجال من عالم آخر وعصر بعيد، لا يحركهم سوى الهوس المجنون بالسلطة ولا تقودهم سوى نزواتهم ومخاوفهم وأهواءهم الذاتية وأحقادهم التاريخية التي تختلط فيها الطائفية والقومية والطبقية".

وتساءل: "هل يحق لنا أن نحلم، ونحن نترحم على أرواح الضحايا ونعلن تضامننا مع المنكوبين في لبنان والمشرق كله، في أن يكون هذا الانفجار، الخارج عن السيطرة، بداية عودة الوعي والعمل المحلي والدولي، من لبنان، على تفكيك هذا الميكانيك الجهنمي الذي رهن المنطقة بأكملها للخراب والدمار والبؤس والكراهية، والعودة بها إلى مسار التاريخ الطبيعي أي الحضاري الذي فرض عليها الخروج عنه لخدمة مآرب لاأخلاقية ولا إنسانية؟
وهل يحق لنا أن نأمل في أن يشجع فشل نظام الاستعمار الداخلي هذا وتهافت آلياته (أولياء الأمر)، من الدول الكبرى التي تقود من الخلف، إلى الاعتراف بشرعية مشاركة جمهور شعوب المنطقة، من دون تمييز، بين طوائفها وقومياتها، والأقلية منها والأكثرية، المسلمة وغير المسلمة، في تقرير مصيرها واختيار ممثليها، ووضع حد نهائي لسياسة فرض الأمر الواقع، ووضع نقطة الختام على حرب السيطرة الإقليمية وحكم القوة والإذعان والتنافس في الوحشية واستباحة أرواح الناس وحقوقهم من دون عقاب، كما ختمت كارثة هيروشيما حروب السيطرة الاوروبية العالمية؟".

وختم "غليون" في مقاله بالقول: "سيكون هذا حلما ورديا جميلا، وربما يبدو كثيرا على أرواحنا المنهكة، لكنه ليس ولا ينبغي ان يكون مستحيلا.

فالشعوب التي خبرت كل المآسي، وعاشت كل الويلات، وقبلت بكل التضحيات، لم يعد أمامها خيار آخر سوى البقاء في الشوارع والساحات العامة ومخيمات اللجوء وقريبا العصيان العام".

زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (122)

بشار بنص لسان

2020-08-07

كل ماتكتبه وماكتبته منذ عام ٢٠١١ وماقبل ذلك ، مفصول عن الواقع . شعوب متوحشة قبل الاستعمار المباشر وغير المباشر. الداء فيك ولاتعلم..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي