أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة السياسي الذي حقق السلام في أيرلندا الشمالية

جون هيوم

توفي السياسي "جون هيوم"، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عن عمله لإنهاء العنف في مسقط رأسه في أيرلندا الشمالية، حسبما قالت عائلته أمس الإثنين. كان "هيوم" بلغ من العمر 83 عاما وعاني من اعتلال الصحة لعدة سنوات. اعتبر "هيوم"، الزعيم الكاثوليكي للحزب الاشتراكي الديمقراطي والعمالي المعتدل، المهندس الرئيسي وراء اتفاقية السلام في أيرلندا الشمالية لعام 1998.

وتقاسم الجائزة مع الزعيم البروتستانتي لحزب ألستر الوحدوي "ديفيد تريمبل" لجهودهما في إنهاء العنف الطائفي الذي ابتليت به المنطقة على مدى ثلاثة عقود وخلف أكثر من 3500 قتيل.

وكان "هيوم" قال عام 1998 "أرغب أن أرى أيرلندا كنموذج للرجال والنساء في كل مكان لما يمكن تحقيقه بالعيش من أجل المثل العليا، بدلا من القتال من أجلها، ومن خلال اعتبار كل شخص يستحق الاحترام والشرف".

وأضاف: "أرغب أن أرى أيرلندا تعيش شراكة حيث نشن حربا على العوز والفقر، حيث نصل إلى المهمشين والمحرومين، حيث نبني معا مستقبلا يمكن أن يكون كبيرا بقدر كبر أحلامنا".

وولد هيوم في 18 من كانون الثاني/يناير/1937، في ثاني مدينة في أيرلندا الشمالية -"لندنديري" بالنسبة لمؤيدي الاتحاد البريطانيين، وديري بالنسبة للقوميين الإيرلنديين - وتدرب هيوم على الكهنوت قبل أن يصبح لاعبا أساسيا في المشهد السياسي.

وكافح هيوم من أجل حقوق متساوية في ما كان آنذاك دولة يحكمها البروتستانت، لكنه أدان الجيش الجمهوري الأيرلندي بسبب يقينه من عدم وجود ظلم يستحق التضحية بحياة بشرية. وعلى الرغم من أنه دعا إلى توحيد أيرلندا، اعتقد "هيوم" أن التغيير لا يمكن أن يأتي إلى أيرلندا الشمالية دون موافقة الأغلبية البروتستانتية. كما أدرك أن هناك حاجة إلى إقامة علاقات أفضل بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا وبين لندن ودبلن.

ودافع عن فكرة توسيع الحكم الذاتي لأيرلندا الشمالية مع تقسيم السلطة بين المجموعات التي تشكلها. وقال "أيرلندا ليست حلمًا رومانسيًا، وليست علمًا؛ إنها 4.5 مليون شخص لديهم تقاليد قوية. لن يتم إيجاد الحل على أساس النصر لأي منهما، لكن على أساس الاتفاق والشراكة بينهما.

التقسيم الحقيقي لأيرلندا ليس خطًا مرسومًا على الخريطة، لكن في عقول وقلوب شعبها." دبلوماسية "هيوم" أعطت دفعة لعملية السلام التي أدت لاتفاق الجمعة العظيمة عام 1998.

وحقق "هيوم" اختراقا في المشهد السياسي في بلفاست عام 1993، من خلال مغازلة جيري آدامز، رئيس جناح شين فين، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي، على أمل الحصول على وقف لإطلاق النار من الجيش الجمهوري الايرلندي. وأدى ذلك الحوار إلى تقويض مصداقية آدامز الدولية، وأدى إلى وقفين لإطلاق النار من قبل الجيش الجمهوري الأيرلندي عامي 1994 و1997.

ومثل معظم السياسيين البروتستانت في ذلك الوقت، عارض "تريمبل" الجهود المبذولة لتقاسم السلطة مع الكاثوليك، وقال إنها من المرجح أن تعرض للخطر اتحاد أيرلندا الشمالية مع بريطانيا.

ورفض في البداية التحدث مباشرة مع "آدامز"، وأصر على أن قادة الجيش الجمهوري الإيرلندي بحاجة لإثبات أنهم على استعداد للتخلي عن العنف. وتصور "هيوم" جدول أعمال واسع النطاق للمناقشات، بحجة أنه يجب أن يكون مدفوعًا بالتعاون الوثيق بين الحكومتين البريطانية والإيرلندية.

وأشرف على العملية شخصيات محايدة كالوسيط الأمريكي جورج ميتشل، حيث تم التصديق على القرارات بأغلبية ساحقة من خلال استفتاءات عامة في أجزاء من أيرلندا.

وقال ميتشل في وقت الإعلان عن الجائزة "لولا جون هيوم لما كانت هناك عملية سلام. لولا ديفيد تريمبل لما كانت هناك اتفاقية سلام".

زمان الوصل - رصد
(208)    هل أعجبتك المقالة (185)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي