وجه أحد رموز التشبيح في عموم سوريا، وحلب خصوصا، اتهاما صريحا وواضحا لخصمه في "انتخابات مجلس الشعب"، معتبرا أن هذا الخصم وصل إلى المجلس بدعم وتمويل الولايات المتحدة التي سرقت نفط سوريا.
وجاءت الانتقاد على لسان "فارس شهابي" المتمول والمتنفذ، الذي كان عضوا سابقا لمجلس الشعب، وعرف بغلوه في تأييد النظام وجرائمه، ودعواته المتكررة لإبادة معارضيه والثائرين عليه.
وحسب ما رصدت "زمان الوصل"، فقد وجه الانتقاد "شهابي" لـ"حسام قاطرجي" دون أن يسميه، لكن كل كلمة من كلمات "شهابي" كانت تدل عليه بلا أي لبس، حيث قال إن واشنطن التي تحتل أراضي سورية وتنهب النفط منها، هي نفسها من مول بعض الحملات الانتخابية.
وجاءت اتهامات "شهابي" إثر تعليق له على منشور وضعه أحد شبيحة النظام ومراسليه الحربيين، متهما "شهابي" وغيره ممن انتقدوا الانتخابات وما شابها من تزوير ومهازل، بأنهم أفسحوا الطريق لانتقادات واشنطن، وكانوا عونا لها على إصدار بيان يسخر من "الانتخابات"، ويذكر بأن سوريا لم تشهد طوال عهد الأسد أي انتخابات نزيهة، والانتخابات الأخيرة ليست استثناء.
وهنا تدخل "شهابي" ليرد على ذلك المراسل الحربي الذي يعمل حاليا لحساب قناة شيعية: "صحيح و الله. مو هي أميركا نفسها ياللي محتلة نفطنا وأموالها مولت "بعض" الحملات الانتخابية؟! أم إننا يجب أن نقبل بالتزوير و الغش لكي تقبل هي بنا؟!".
"شهابي" لم يشأ أن يختم منشوره إلا كما جرت عادته بشتيمة، فكتب "ط.... بمورغان أورتاغوس"، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، التي أصدر مكتبها بيانا حول مهزلة الانتخابات الأسدية الأخيرة.
وسبق لـ"شهابي" أن أبدى امعتاضه الكبير من هزيمته في "الانتخابات" الحالية، معتبرا أنه تعرض لـ"مؤامرة خبيثة و مكشوفة وبأساليب قذرة فاضحة"، معرضا بمن سمهم "دواعش الداخل"، وقاصدا بذلك خصمه "حسام قاطرجي"، أحد أثرياء الحرب، الذي اكتسحه واكتسح غيره في حلب.
وعرف عن "قاطرجي" وإخوانه، بأنهم وسطاء النظام الأساسيون في صفقات النفط والقمح وغيرها من المواد، التي كانت تنقل من شرق سوريا إبان سيطرة تنظيم "الدولة" عليها، باتجاه مناطق النظام.
وعندما اندحر التنظيم وحلت مكانه مليشيات "وحدات الحماية" و"قسد" المدعومة والمغطاة أمريكيا، واصل "قاطرجي" وإخوانه تمرير صفقات النفط والقمح من مناطق سيطرة قسد" إلى مناطق النظام، وهو ما سمح لـ"قاطرجي إخوان" من الاستمرار في تضخيم ثروتهم، وجعلهم "أنموذجا" لكثير من الطامحين لتكوين ممالك مافيوية خاصة بهم، تحكمها المصلحة والمصلحة فقط، حتى ولو اقتضى الأمر، القفز من النقيض إلى النقيض بسرعة البرق.
وأصدر مكتب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بيانا حول "انتخابات مجلس الشعب" الأخيرة قال فيه إن "بشار الأسد يسعى إلى تقديم هذه الانتخابات المشكوك فيها على أنها تمثل نجاحا ضد الخطط الغربية، ولكنها في الواقع مجرد انتخابات أخرى تضاف إلى سلسلة الانتخابات المفبركة والتصويت غير الحر الذي ليس للشعب السوري أي خيار فعلي فيه".
وتابع: "لم تشهد سوريا أي انتخابات حرة ونزيهة منذ استلام حزب البعث التابع للأسد الحكم، ولم تكن انتخابات هذه السنة استثناء. لقد اطلعنا على تقارير موثوقة تفيد بأن موظفي المراكز الانتخابية قد وزعوا أوراق تصويت معبأة مسبقا بأسماء مرشحي حزب البعث. كما شاعت تقارير كثيرة تحدثت عن الضغط على المواطنين للتصويت ولم تكن حماية خصوصية المصوتين مضمونة. بالإضافة إلى ذلك، لم يسمح للسوريين المقيمين خارج البلاد بالتصويت، على الرغم من أنهم يشكلون حوالي ربع سكان سوريا ما قبل الثورة. ويتضمن هؤلاء السكان المحرومين من التصويت خمسة ملايين لاجئ فروا من البلاد بسبب الحرب القاسية التي شنها النظام ضد شعبه".
وختم بيان المتحدثة الأمريكية: "سينظر المجتمع الدولي إلى هذه الانتخابات المزورة على حقيقتها، أي مجرد محاولة أخرى من النظام ليضفي على نفسه شرعية باطلة ويتجنب تنفيذ العملية السياسية التي يتطلبها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية