أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حملة لانتخابات برلمانية حرة رداً على "انتخاب الدمى" في سوريا

في رد على الانتخابات التمثيلية التي يجريها النظام في سوريا هذه الأيام أطلق ناشطون حملة لانتخاب برلمان سوريا الحُرّة، وتهدف هذه الحملة التي يشاركها فيها العشرات إظهار وقوف جزء كبير من الشعب السوريّ في وجه برلمان مزيَّف يُستخدم استخدام عرائس الدُمى. والتدرُّب على ممارسة الترشّح والانتخاب بأفضل طريقة، وبما يتوفّر من أدوات، ضمن الإمكانات المتاحة، وإثبات اختيار السوريين للديمقراطيّة، سبيلاً لاختيار ممثّليهم.

وروى الناشط "محمود عادل بادنجكي" أحد القائمين على الحملة لـ"زمان الوصل" أن الحملة ابتدأت كفكرة حماسيّة منذ أيام وهدفها الأساسي هو فضح انتخابات النظام المزيّفة، وتقديم نماذج حضاريّة لبرلمان حُرّ، وإيجاد قاعدة لحوار صريحٍ بنّاء يكسر القيود بين فئات المجتمع، ليكتشف كلّ منهم الآخر، والتدرب على العمليّة الديمقراطيّة بتمرين إحماء.

وكذلك ترمي الحملة –بحسب بادنجكي- إلى إظهار الصورة الحقيقيّة للسوريين المؤهَّلين للجلوس على مقعد البرلمان وتمثيل الشعب تمثيلاً حقيقياً.
وأضاف أن بيان حقيقة الترشّح والانتخاب يجب أن يكون للبرامج وليس للأشخاص، والفوز للبرامج التي تخدم الوطن لا بناءً على قوّة النفوذ والمال والعشائريّة، وأردف أن هذه الانتخابات ونظراً لضيق الوقت ستكون بمثابة تجربة عمليَّة وتدريب إحماء لما سيأتي بعدها من صياغة مشروع متكامل من مسوّدة مشروع تقدّمت بها (منظّمة بلد).

وتدخل الناشط "محمود عبدو" ليشير إلى أن منظمة "بلد" هي مبادرة أطلقت في حلب بتاريخ 21/7/2013، وكان هدفها العمل على إكمال الخدمات التي يعجز النظام عن تأمينها والوساطة بين محافظة حلب والجيش الحر قبل أن نخرج إلى عنتاب وتحوّلت إلى منظّمة.

وحول شروط الترشح لانتخابات البرلمان السوريّ الحرّ أبان بادنجكي أن من أولى هذه الشروط أن تكون شخصية المرشح حقيقية باسم كامل وصورة واضحة.

وحاصلاً على الشهادة الثانوية كأدنى حد، وأن يكون له موقف واضح ضد جرائم النظام وأن يكون قد بلغ الـ 25 من عمره وله نشاط سابق في العمل العام الثوري أو الإنسانيّ أو الاجتماعيّ أو السياسيّ وأن يكون لديه برنامج انتخابي، وعبّر محدثنا عن اعتقاده بأن التجاوب الشعبي مع الحملة كان أكبر من المتوقع بكثير لأن هناك –حسب قوله- تعطش لتجربة الديموقراطية التي حرمت منها البلاد منذ عشرات السنين ولو بحالتها الرمزية واستدرك المصدر أن هذه التجربة أشبه باعتصام احتجاجي على زيف برلمان النظام وتقديم البديل المؤهّل في مقابل الجهلة والشبيحة والمجرمين في مجلس دمى النظام علماً أن هذا الاعتصام يضم المنظمين والمرشحين والناخبين على حد سواء وكلهم يعلمون أنها تجربة افتراضية، وكدليل على تأثير هذه التجربة رغم كونها رمزية كشف بادنجكي أن إحدى القنصليات التابعة للنظام قد تواصلت مع أحد مرشحي البرلمان السوري الحر (الرمزية) وطلبت منه سحب ترشيحه تحت طائلة عرقلة معاملاته ومعاملات عائلته القنصلية.

وبدوره أشار الناشط "أسامة تلجو" أحد منسقي الحملة لـ"زمان الوصل" إلى أن هذا الاستحقاق (الرمزيّ) المتمثل بتجربة "الانتخابات الافتراضيّة"، يضعنا في معمعة التجربة قبل وقتها المستحقّ، وهذا شيء صحيّ، وإن بدا خلافيّاً واسعاً، ولكنه يعطي انطباعاً وكأنّ الأمور تسير بنا إلى طريق مسدود مجتمعيّاً وسياسيّاً.

واستدرك أن "من إحدى أهداف هذه التجربة الديمقراطيّة هي هذا الحراك المجتمعيّ الأيديولوجيّ ومواجهة الأفكار الأخرى، بعدما كنّا لعقود وكأنّنا نتكلّم مع أنفسنا، ونسمع ذواتنا، ولا نرى سوى شخصيّاتنا في المرآة".

ويذكر أن الحوار الصاخب ظهر من قبل على مستوى النُخَب، ولكنه بدأ بالانتشار بعد قيام الثورة، من خلال حوارات وندوات ولقاءات ومؤتمرات، وانتقل إلى العالم الافتراضيّ باحتكاكه اليوميّ.

سنح به الابتعاد عن قبضة المستبدّ الذي كان يضعنا جميعاً في قمقمه المغلق علينا، سوى بالحدّ الكافي للتنفّس المُيسِّر للبقاء.

ودعا محدثنا إلى الخروج من القوقعة التي حُبِسنا بها، لا لنغيّر جلدنا، ولكن لنستوعب الآخر خارج هذه القوقعة. ولنرى جمال الأشياء خارج مرآتنا، ولنسمع أصوات الطبيعة المتنوّعة من صخبها الراعد، إلى هدوئها المترقرق، وما بينهما من درجات تكمل المشهد لنا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(149)    هل أعجبتك المقالة (146)

احمد ابوسالم

2020-07-22

هي فكرة جيدة واهم مافيها اجتماع المثقفين بالكم هذا في مجموعة ضخمة بهذا الشكل ومناقشة امور البلد ومشاكلها خطوة حيدة لكن كان يجب دعوة الكثيرين ،،،لنتجنب السلبيات مستقبلنا ،،، مشكورين.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي