كشف محاسب هولندي أن مؤسس منظمة الدفاع المدني السوري، والذي عثرعليه ميتاً قرب منزله في إسطنبول في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الفائت، قام باختلاس أموال مخصصة لأصحاب "الخوذ البيضاء" من خلال تقديم فواتير وهمية وصرف مكافآت وحوافز شهرية له ولزوجته ومديرين آخرين.
وكشفت صحيفة "Volkskrant" الهولندية، في تقرير ترجمته "زمان الوصل"، أن "جيمس لو ميسورييه"، الضابط السابق في الجيش البريطاني ومدير منظمة "ماي داي رسكيو" (Mayday Rescue) الهولندية إلى يوم انتحاره، قد استخدم المستحقات المخصصة للدفاع المدني بشكل غير قانوني وتم صرفها من خلال مكافآت ومزايا وفواتير مزيفة.
ووفقا للصحيفة، تلقى "لو ميسورييه" مبلغ 50 ألف دولار" نقدا لقاء عملية "السجاد الطائر" في 17 يوليو/ آب 2018 والتي كانت مخصصة لتهريب متطوعي الدفاع المدني بعد سيطرة النظام على الجنوب السوري، ولكن تم تهريب حوالي 100 شخص فقط برفقة أسرهم، وهو عدد كان أقل من المتوقع، إذ سرعان ما اختفى بعد ذلك الجزء الأكبر من الأموال التي استلمها "لو ميسورييه" من خزينة "ماي داي رسكيو" الهولندية.
وفي ربيع عام 2019، طلب محاسب بريطاني شرحا مفصلا من "لو ميسورييه" عن الأموال، ولكن ما حصل عليه كان إيصالات تثبت تسليم المبلغ إلى مدير آخر بشكل قانوني بعد تم إخلاء أصحاب الخوذ البيضاء من الأردن.
وأقنع "لو ميسورييه" المحاسب البريطاني بأن الأموال المتبقية موجودة في خزينة "ماي داي رسكيو" في اسطنبول، بغية استخدامها في إخراج المزيد من عمال الإنقاذ من سوريا إن اقتضى الأمر، وأنه تم إنشاء غرفة طوارئ في المؤسسة في شهر مايو/ أيار من نفس العام من أجل ذلك.
ولكن عندما ذهب محاسب قانوني آخر، هولندي الجنسية، لتدقيق حسابات "المنظمة غير ربحية"، في تشرين الثاني نوفمبر/2019، وجد أن الأموال مفقودة وأن الإيصالات مزيفة.
ووفقا للمحاسب، فقد أخبره أحد الموظفين المتورطين في عملية الاحتيال أن "لو ميسورييه" طلب منه هو وزميله التوقيع على إيصالات قديمة. وحين التقى المحاسب "لو ميسورييه" لسؤاله عن المبلغ، اعترف الأخير بجرم الاحتيال.
وتضيف الصحيفة، بأن الأموال كانت تصرف شهريا على شكل مكافآت وامتيازات لكل من "لو ميسورييه"، وزوجته "إيما وينبرغ"، التي كانت تعمل كمديرة أيضا في "ماي داي رسكيو"، بالإضافة إلى مدير أخر يدعى "روبرت ديفيس".
وطالب المحاسب حينها مراجعة سجلات "لو ميسورييه" من قبل محاسب قانوني آخر للتحقيق في شبهة الإثراء غير المشروع.
وفي اليوم التالي، الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أرسل "لو ميسورييه" رسالة عبر بريده إلكتروني إلى الدول المانحة، يعترف فيها بأن الـ 50 ألف دولار قد اختفت نتيجة "الاحتيال"، مؤكدا عدم وجود نوايا سيئة، ومبديا استعداده تحمل المسؤولية الكاملة والأحادية عن ذلك، وفقا للصحيفة.
وأعرب "لو ميسورييه" في رسالته للدول المانحة عن مخاوفه من إجراء تحقيق ثانٍ من قبل محاسب قانوني، ما من شأنه كشف أخطاء وإخفاقات داخلية يمكن أن تستغلها روسيا والمتصيدون الموالون للأسد في الإضرار بسمعة الدفاع المدني، تاركا القرار بهذا الشأن إلى الدول المانحة، مضيفًا أنه على استعداد للتنحي من "ماي داي رسكيو" إذا طلب منه ذلك، وسداد أي "نفقات خاطئة"، على حد وصفه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية