أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طبيب وإعلامي سوري يكتب القرآن الكريم كاملاً بخط يده

النعيمي

تمكن الطبيب والإعلامي السوري "محمد إقبال النعيمي" من كتابة القرآن الكريم كاملاً بخط يده بعد عامين من العمل المتواصل والدؤوب، وهو الحلم الذي لطالما تاق إلى تحقيقه منذ صغره عندما علم أن القرآن الذي يقرأ به هو مكتوب بخط اليد البشرية وليس حاسوبياً.

وولد د. النعيمي في جبل الزاوية بريف إدلب عام 1981 وبعد أشهر من ولادته هرب به والداه خارج سوريا بسبب أحداث الثمانينات وحملة الاعتقالات والقتل التي مارسها نظام الأسد، وكان والداه -كما يروي لـ"زمان الوصل"- حريصين على تعليمه الكتابة والخط منذ صغره وحتى دخوله إلى المدرسة حيث شُغف بالخط العربي وتولدت لديه الرغبة في كتابة القرآن الكريم كما فعل الخطاط السوري "عثمان طه" وتوجه في بداية مرحلة الشباب للإلمام بأحكام كتابة القرآن الكريم وشروطه وطريقته.

بعد أن أتم النعيمي المراحل الإعدادية والثانوية في المملكة العربية السعودية درس في أكاديمية الطب البشري الأوروبية ليتخرج منها عام 2007، ولكنه توجه إلى مجال الإعلام والكتابة والتأليف وصناعة وإنتاج الأفلام والأفلإم الوثائقية بشكل خاص إضافة إلى ممارسته الطب.

وحول دوافع اهتمامه بخط القرآن أشار محدثنا أن هذا جاء انطلاقاً من معرفته بأن خط القرآن، باليد سنة نبوية مهجورة وهي من أعظم الأعمال التي كان يحرص عليها السلف الصالح ابتداء من الصحابة والتابعين والخلفاء الراشدين وانتهاءً بالأئمة الأربعة، ولكن في الزمن الحديث وبسبب انتشار الطابعات العصرية قل الاهتمام بهذه السنة وهذه العبادة -كما يقول- مشيراً إلى أنه اعتمد أهم شروط هذا العمل، وهو أن يكون بالرسم العثماني نسبة للخليفة عثمان بن عفان، حتى ولو اختلفت القراءات أو الروايات، وحرص -حسب قوله- أن يتجمّل ويتزين في أداء ذلك مستخدماً رسم مصحف المدينة المنورة بخط النسخ مع التنوع في أشكاله كما يظهر للقارىء في البسملة مثلاً، معتمداً على رواية حفص الكوفي لقراءة عاصم التابعي عن ابن حبيب السلمي عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان عن أبيّ بن كعب.


ولفت "النعيمي" الذي لا يعتبر نفسه خطاطاً وإنما هاوياً للخط إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين الرسم العثماني والرسم الإملائي الحديث المتعارف عليه اليوم، وكان عليه أن يفهم بداية حكم هذا العمل وشروطه وانتقل بعدها إلى تنفيذ هذا العمل فبدأ بالكتابة على مفكرة، ولكن لم يكن هذا الشيء يرضيه ويليق بهذا الكتاب، وبعد دراسته في الجامعة وتخرجه منها بدأ بكتابة القرآن الكريم أوائل العام 2018 واستمر في عمله نحو عامين، حيث ابتدأ بسورة الفاتحة ثم البقرة ثم بقية الأجزاء إلى نهاية القرآن الكريم بمعدل صفحة يومياً.

وحول الشروط التي يجب إتباعها عند كتابة القرآن الكريم أوضح محدثنا أن هناك إضافة إلى الرسم العثماني والتجمل والتزين به والكتابة بلا أخطاء شروطاً تتعلق بما بعد الكتابة وهذا يختلف من مصحف إلى آخر فإن كان المصحف للقراءة الشخصية في البيت فعليه أن يراجعه بنفسه أو يعطيه لبعض الناس الثقات، أما في حال الطباعة والنسخ والتوزيع فهناك شروط مختلفة لذلك فعليه أن يعرضه على لجنة مختصة تجيزه وتقر به وهو ما قام به إذا أرسل النسخة التي كتبها لتبدأ بعد ذلك مرحلة تجهيزها وطباعتها ومراجعتها، وأشار محدثنا إلى أنه ليس خطاطاً بالمعنى الحرفي للكلمة.

ولكنه يحب هذا الفن ويكتب بخط جميل وليس لوحات كما يفعل الخطاطون المحترفون.

و"محمد إقبال النعيمي" باحث وناشط اجتماعي وإعلامي ميداني عضو الإعلاميين العرب في تركيا‏- ‏مؤسس مشروع "الكتاب المرئي" براءة اختراع‏ و‏مؤلف المجموعة الشامية "عيش مع سوريا"‏ ولديه ديوان أدبي بعنوان "خواطر مهاجر" ‏‏وهو عضو شبكة محرري الشرق الأوسط "لندن"‏ ‏إدلب "سوريا الحرة"‏ وله سلسلة برامج إذاعية طبية، ولُقب بـ (أبو أطفال المخيمات).

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(289)    هل أعجبتك المقالة (288)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي