دمشق الجائعة.. إعلان الصيف الساخن تفضحه الحاويات

ليس بعيداً عن المتحف الوطني وسط دمشق يبدو الإعلان عن عودة الماركة المسجلة (سينالكو) في صيف حار امراً اعتيادياً لو أن هؤلاء الصغار لم يخدشوا الصورة بإلقاء أنفسهم في حاويتي القمامة المتوضعتين تحت لوحة الاعلانات، ولتصبح الصورة بالكامل إعلاناً عن واقع البشر المتراكمين في العاصمة التي باتت على شفا الجوع المعلن.
المشهد ليس جديداُ- قد يقول البعض- فنباشو الحاويات منهم من يعمل بهذه المهنة قبل الحرب، ولكنه صيد الكاميرا الذكية التي أرادت ان توصل رسائل الجوع الجديد فدمشق بالرغم من كل حالات الحصار والتجويع التي عانت منهما بقيت محافظة على عفتها إلا أن انتهكت بفعل حرب النظام على أهلها ومهجريها، والجوع الذي يفتك بأحيائها وضواحيها.
ضواحي العاصمة تبدو أكثر تعاسة وهي التي تمتد اريافها الغربية والشرقية حيث الشكوى تزداد من ضيق كل شيء، وهناك صور المعاناة مع المرض والكهرباء والطعام، والقادم كما يردد كثير منهم نقص في الخبز والماء والأمان.
تزداد الجريمة يوماً بعد آخر نتيجة ضيق أحوال الناس وبطش الشبيحة الذين تحولوا إلى عصابات مسلحة، ولا قوة للنظام المتهاوي على ايقافها بعد أن منحها السلطة في قمع السوريين وتعفيشهم.
ايضاً على بعد 15 كيلو متراً من العاصمة يعيش حي الفضل بجديدة عرطوز مأساة الحجر الصحي ومعها ابتزاز حواجز النظام، وفقر الأهالي الذي وصل حد بيع ممتلكاتهم، والتحول إلى مشهد يشبه إلى حد كبير سكان مخيمات الجوع واللجوء على حدود الوطن.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية