كشف موقع محلي في محافظة السويداء عن وجود تعاون مشترك بين ضباط النظام وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين مايزالون يتمركزون في منطقة البادية السورية المحاذية لريف السويداء الشرقي.
ونقلت صفحة "السويداء A N S" عن عددٍ من مجندي النظام في بادية السويداء قولهم، إنّهم تأكدوا من وجود عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب منطقة "تلول الصفا" واعتقدوا في البداية أنّ هناك أوامر ستأتيهم بالهجوم، إلاّ أنّ القطعة العسكرية تقدمت لمحيط تواجد عناصر التنظيم فحسب.
وتابعت مصادر الصفحة بالقول: "تفاجأنا في اليوم التالي بقدوم صهاريج مياه وأغذية وعند سؤالنا أحد حجاب الضابط المسؤول، أخبرنا أنّ الضباط يبيعون المياه والطعام إلى عناصر تنظيم "الدولة" بمبالغ تقدّر بـ 100 دولار لصهريج المياه و200 دولار عن كل شحنة أغذية يحصلون عليها".
وأردفت: "في الليل تأتي الأوامر إلينا بعدم إطلاق الرصاص تحت أي ظرف إلاّ بأوامر من القيادة العليا في القطعة العسكرية، لكن وفي بعض الأيام تأتي الأوامر بالتحرك والتقدم وإطلاق الرصاص على أي شيء يتحرك وعندها تختفي صهاريج المياه والأطعمة، لنعلم بعد حين بأنّ خلافاً وقع بين الضباط وعناصر (التنظيم) على الأموال فيحاول الضباط الضغط عليهم للدفع من خلال إطلاق النار".
وتعقيباً على ذلك قال مصدر مطلع على ما يجري من أحداث في محافظة السويداء، لـ"زمان الوصل" إنّ هذه الحادثة تجري على نطاقٍ ضيق، كما أنّها ليست حدثاً غريباً لأن عناصر التنظيم بحاجة ماسة إلى التزود بالمؤونة في مثل هذه البقعة الجغرافية القاسية ولا سبيل أمامهم لذلك سوى التفاوض مع ضباط النظام التي تحاصر منافذ المنطقة.
وأضاف "تتم هذه العملية عبر بعض الوسطاء الذين يقومون بالتفاوض والاتفاق مع ضباط النظام من أجل السماح لهم بتمرير وإيصال شحنات من المؤونة (ماء، طعام) لعناصر التنظيم في منطقة (تلول الصفا)، وذلك لقاء دفع مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها بين الطرفين".
ولفت المصدر إلى أنّ ضباط النظام هناك يتعمدون إصدار أوامر لعناصرهم بالتحرك العسكري في المنطقة المحيطة بأماكن التنظيم مع إعطاء الأوامر بإطلاق الرصاص والتعامل مع أي أهداف هناك، وذلك لسببين إمّا للتغطية على نشاطاتهم المشبوهة في المنطقة، أبو بهدف الضغط على عناصر التنظيم لإجبارهم على دفع مزيد من الأموال.
وتحاذي منطقة "تلول الصفا" كلاً من ريف السويداء الشرقي وريف دمشق الجنوبي الشرقي، وهي عبارة عن منطقة وعرة التضاريس تكثر فيها الجروف الصخرية البركانية والكهوف والمغاور الجروف، التي تجعل من حركة المشاة والآليات العسكرية صعبة للغاية.
وقدّر المصدر أنّ عدد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المتواجدين في هذه المنطقة يتراوح بين 150 على 200 عنصر.
ووفق المصدر ذاته فإنّ التنظيم عاد للنشاط والظهور مجدداً في منطقة بادية السويداء، خاصة بعد أن استولى عناصره على بعض المواقع التي انسحب منها "حزب الله" اللبناني إلى جانب عددٍ من الميليشيات الأخرى الموالية لإيران في المنطقة.
السويداء.. اتهامات لضباط النظام بتسهيل مرور الماء والطعام إلى التنظيم

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية