أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تطورات متسارعة.. ترويكا المتحكمين اليوم والعالم يبحث عن 10 مليارات تقي السوريين مجاعة قادمة

عقدت عن بعد، وحضرتها نحو 60 دولة ومنظمة - جيتي

*العالم لم ينس الشعب السوري

في الوقت الذي لعب "كورونا" دورا في تجميد الاهتمام بالملف السوري، عاد الالتفات إلى هذا الملف –وللمفارقة" لنفس السبب، حيث بدأ المجتمع الدولي يتلمس إشارات انتشار أوسع للفيروس، في ظل تراجع أو انهيار كثير من المنظومات بسوريا، سواء على المستوى الصحي أو المعاشي.

وفي هذا السياق، استضاف "الاتحاد الأوروبي" في مقرة ببروكسل قمة افتراضية، عقدت عن بعد، وحضرتها نحو 60 دولة ومنظمة، في سبيل جمع مبلغ يناهز 10 مليارات دولار، لمواجهة الوضع الذي يزداد ترديا في سوريا على كلا ضفتيها، التابعة للنظام والخارجة عن سيطرته.

وبوصفه مستضيف القمة، تقدم الاتحاد الأوروبي المانحين فأعلن عن استعداده لتوفير مبلغ يناهز 2.4 مليار يورو، مناشدا المجتمع الدولي بتقديم دعم سخي.

من جهتها، تكفلت ألمانيا منفردة بتقديم مساعدات تفوق 1.5 مليار يورو خلال المؤتمر الذي يفترض أن يختتم مساء يوم الثلاثاء.

وأكد وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس" في كلمته أمام المؤتمر، أن "العالم لم ينس الشعب السوري"

ويمثل مؤتمر "بروكسل" النسخة الرابعة من مؤتمرات المانحين المخصصة لمساعدات السوريين، وهو يبحث عن تعهدات تعادل 10 مليارات دولار، بزيادة تناهز 4 مليارات عن مؤتمر المانحين السنة الماضية، حيت جمع حينها نحو 6 مليارات دولار.

وتعطي هذه الزيادة المقدرة بـ 4 مليارات صورة واضحة عن تأزم الوضع السوري بشكل كبير، وارتفاع أعداد السوريين الذين يحتاجون لمساعدات تضمن لهم الحد الأدنى من المعيشة (نحو 10 ملايين)، بل وتقيهم من مجاعة محتملة، سبق لبرنامج الغذاء العالمي أن حذر منها مؤخرا.

وجاءت تحذيرات برنامج الغذاء من أن ملايين السوريين قد يتعرضون لمجاعة غير مسبوقة، في ظل تفشي مرض كورونا الذي ترك تداعيات مؤثرة على سوريا ومحيطها، وفي ظل دخول قانون "قيصر" الأمريكي حيز التنفيذ، مشددا الخناق أكثر على رقبة نظام الأسد ومموليه، في محاولة لدفعه بالقبول بـ"حل سياسي".

وحسب برنامج الغذاء العالمي، فقد حلقت أسعار الطعام لتصل سقفا لم تصل إليه نهائيا في أي فترة من فترات الحرب السورية الممتدة منذ نحو عقد.

وفيما يصعب الفصل بين السياسي والاقتصادي، وجد مؤتمر المانحين ببروكسل نفسه مضطرا لتذكير الجميع أن "الحل السياسي" هو المخرج في سوريا، وأن الوصول إلى هذا المخرج يتطلب ممارسة الضغط على نظام الأسد، مثلما ورد في تصريحات مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل".

ويبدو أن الخطوات تتسارع على أكثر من جبهة لترتيب "حل" لايعرف أحد بعد مضمونه، ولا حتى شكله، والأهم طريقة تنفيذه وإرغام نظام الأسد على قبوله.

ومن هنا، أعلنت موسكو يوم أمس عن قمة تجمع الثلاثي الأشد تحكما بالملف السوري ميدانيا، روسيا وإيران وتركيا، سيتم عقده يوم الأربعاء 1 تموز/يوليو، ومن غير المؤكد إن كان مؤتمر "الترويكا" هذا سيقدم شيئا جديدا بالفعل للسوريين، أم إنه سيكتفي بـ"تقديم عصير قديم في زجاجة جديدة"، أي سيكتفي بمعنى آخر بتصريحات وتوافقات عمومية وعائمة، تهيمن عليها كثير من الدبلوماسية وقليل من الواقعية.. الواقعية القاضية بالاقتراب من رغبة السوريين الطامحين لطي صفحة الأسد ونظامه وإلى الأبد.

زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي