كشفت صحيفة عربية عن حدوث لقاءات جمعت مسؤولين أتراك ورئيس الوزراء السوري المنشق "رياض حجاب".
ونقلت "العربي الجديد" عن مصادر تركية تأكيدها أن "حجاب" زار تركيا مرات عديدة في الفترة الماضية، كان آخرها في وقت سابق من الشهر الحالي مع فريق مرافق له.
وقالت المصادر إن "المسؤولين في أنقرة ينطلقون من دور بلادهم الفاعل والمؤثر في الملف السوري، وبالتالي المساهمة في صياغة الحل، على أن يضمنوا وجود من يمثل ويحافظ على المكتسبات السياسية والأمنية والاقتصادية".
وأضافت أن "أنقرة تدعم العملية السياسية والتوافق على شخصيات من خارج النظام من أصحاب المؤهلات والخبرة والدراية، القادرين على الانخراط في العملية السياسية الجديدة والمرحلة القادمة، حيث تعتبر أنقرة أن (رياض حجاب) من أهم هذه الشخصيات".
وشددت المصادر على أن "أنقرة باتت ترى أن الأسد في أيامه الأخيرة بعد تطبيق قانون (قيصر)، ولذلك ستكثف حضورها ضمن التحركات السياسية الأخيرة وما سيتبعها".
وأوضحت أن "أنقرة جادة بالمشاركة في العملية السياسية الجديدة لمرحلة ما بعد الأسد، بالتأكيد على عدم وجوده في أي مرحلة لاحقة، بالإضافة لمحاكمة شخوص النظام كمجرمي حرب، والتشديد على وجوب توافق سوري - دولي على من يقود المرحلة القادمة ممن أثبتوا جدارتهم داخل وخارج سوريا، ولم تتلطخ أيديهم بالدماء، وهذا ما بحثه مسؤولها مع حجاب خلال زيارته ولا سيما الأخيرة منها".
في سياق متصل، قالت الصحيفة إن "الخارجية الروسية تنشغل بتحريك أذرعها للتواصل مع مكونات سورية مختلفة، معارضة أو محايدة، لاجتراح رؤية جديدة، يمكن زجها في طريق حلٍ سياسي، بات من الواضح أنه لا بد منه في ظل الإصرار الأميركي والدولي عليه، بهدف تغيير النظام بالوسائل الدبلوماسية والسياسية، أو تغيير سلوكه على الأقل، وهذا لا ينفك عن الرغبة بإزاحة شخصيات هامة داخل بنية النظام، ولا سيما في أعلى هرمه".
وفي هذا الجانب كشفت الصحيفة أن "العنوان الأبرز لهذه التحركات الروسية كان لقاء ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف"، بالمعارض السوري والرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة "معاذ الخطيب"، في العاصمة القطرية الدوحة، ما يعكس توجه الروس في التحاور مع شخصيات معارضة لا تحمل صفة رسمية حالية، ربما بادئ الأمر، في محاولة لاستشفاف المزاج وطرح المقترحات قبل إشراك المستويات الرسمية المعارضة في أي مباحثات أو لقاءات قادمة". وأشارت أن "ما تسرب عن لقاء (الخطيب) هو أن الروس طرحوا عليه رئاسة حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات (وليست كاملة)، مع بقاء (بشار الأسد) في الرئاسة وحق ترشيح نفسه للرئاسة لمرة واحدة فقط، وتمسكهم ببقاء الأجهزة الأمنية.
وهذا الطرح – بحسب التسريبات - رد عليه الخطيب وفريقه الحاضر للقاء من حركة (سورية الأم) التي يقودها (الخطيب)، بأنهم لم يوافقوا على هذا الطرح بصيغته الحالية، وأن الخطيب قدم ملاحظات وطلبات لتدرس من الجانب الروسي".
يأتي ذلك بعد أيام من لقاء دبلوماسي روسي مع شخصيات سورية سياسية من الطائفة العلوية تم خلاله مناقشة الحل في سوريا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية