أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمات سياسيه في زمن النبوه 1 ..... وائل المهدي

كل مجتمع بشري منظم يتعرض لأزمات سياسيه وخصوصا أزمه الحكم والرياسه والمجتمع الإسلامي في عهد النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن ببعيد عن تلك الأزمه وكان له نصيبا منها وتركت أثارها علي الإمه الإسلاميه حتي وقتنا هذا وبالرغم من وحده المجتمع الإسلامي في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم إلا أن الصراع القبلي علي الحكم والخلافه كانت تتشكل وذلك أثناء المرض الأخير لخير البريه عليه الصلاه والسلام وبدأت تتبلور رؤيه وفكر جديد من بعض الصحابه لإخراج الخلافه من بيت النبوه والبعض ذكر بأنه لا تجتمع النبوه والخلافه في بيت واحد وكان ذلك محاوله لإقصاء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الوصول للخلافه لأنهم أيقنوا بأن أغلب الأراء تتجه صوب إستخلاف علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك مما دلت عليه الكثير من الروايات والأحاديث الداله علي استحباب والبعض ذكر وجوب خلافه الإمام علي بن أبي طال رضي الله عنه ومن تلك الروايات ما ذكره الإمام أحمد في مسنده والمير السيد علي الهمداني الشافعي في كتابه موده القربي وفي أخر الموده الرابعه ذكر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال [ يا علي أنت تبريء ذمتي وانت خليفتي علي أمتي ] وفي روايات أخري ' انت أخي ووصيتي وخليفتي وقاضي ديني ، وما أخرجه النسائي في كتابه الخصائص عن إبن عباس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي أنت خليفتي في كل مؤمن بعدي..فتلك كانت مؤشرات توحي بأن خليفه رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن السلطه والحكم دائما لها بريق وسحر يأخذ الألباب والعقول وذلك السحر كان هو عباره عن نار تشتعل تحت الرماد وتريد من ينفخ فيها لتشتعل الأزمه وبدأت بوادر تلك النار في الإشتعال في المرض الأخير للحبيب صالي الله عليه وسلم وذلك قبل موته بيومين عندما حضر بعض الصحابه ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال صلي الله عليه وسلم إيتوني بورق ودوات لأكتب لكم كتاب أو وصيه فعارضه بعض الصحابه وقال أحدهم إن الرجل ليهجر كفانا كتاب الله وعارضه أخرون فقالوا دعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ليوصي فكثر اللغط والضجيج بين الصحابه في حضور النبي صلي الله عليه وسلم وهو في اللحظات الأخيره فغضب الرسول صلي الله عليه وسلم وقال قوموا عني فإنه لا ينبغي النزاع عند نبي وذلك الإنقلاب و الخلاف الخطير ورد في روايات كثيره ومنها ما ذكر في صحيح مسلم في باب الوصيه وهو حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معتمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال : " لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيدالله فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم " .
وفي مسند احمد ‏حدثنا ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏يونس ‏ ‏يحدث عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏لما حضرت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الوفاة قال ‏ ‏هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده وفي البيت رجال فيهم ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فقال ‏ ‏" عمر ‏ ‏إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله " قال فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أو قال قربوا يكتب لكم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ومنهم من يقول ما قال ‏ ‏عمر ‏ ‏فلما أكثروا اللغط ‏ ‏والاختلاف وغم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال قوموا عني ‏فكان ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول ‏ ‏إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
وفي ذلك السياق من هذا المشهد الخطير تحدثت كتير من الروايات والأحاديث في كتب الصحاح والأحاديث مع وجود بعض الإختلاف في لفظ يهجر أو أهجر والبعض الأخر ذكر لفظ غلب عليه الوجع وإختلف العلماء والفقهاء ما بين مستنكر لموقف الصحابه والبعض الأخر يبرر ذلك الموقف ولكن وسط هذا الخضم من الضجيج والأختلاف تبقي هناك حقيقه واحده لا ريبه فيها وهي الصراع علي الحكم والخلافه بين من يستحق وبين من يري ضروره في إخراج الخلافه من بيت النبوه و لقد تطرق الأمام محمد الغزالي في كتابه سر العالمين الي قضايا الإسلام وما حدث فقال في المقاله الرابعه [
لكن أسفرت الحجة وجهها ، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت م ولأي ومولى كل مولى ، فهذا تسليمٌ ورضاً وتحكيم. ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرئاسة ، وحَمْلُ عمود الخلافة، وعقود البنود ، وخفقان الهوى ، في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، سقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأول ، فنبذوه وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون.
ولما مات رسول الله صلى الله عليه وآله قال وقت وفاته: إيتوني بدواة وبياض لا زيل عنكم إشكال لأمر ، وأذكر لكم من المستحق لها بعدي ! قال عمر: دعوا الرجل فإنه ليهجر وقيل ليهذي. فإذن بطل تعلقكم بتأويل النصوص ، فعدتم إلى الإجماع ، وهذا منقوض أيضاً فإن العباس وأولاده وعلياً عليه السلام وزوجته لم يحضروا حلقة البيعة وخالفكم أصحاب السقيفة في مبايعة الخزرجي....الخ.). انتهى
وبعض العلماء شككوا في هذا الكتاب إن كان منسوب للإمام الغزالي أو لا ولكن كثير من العلماء تحدثوا وأكدوا نفس السياق ومنهم إبن جرير الطبري إبن سعد في الطبقات ومسند أحمد وغيرهم.
ومع اختلاف المحدثين والعلماء فيما حدث يوم الخميس المسمي يوم الرزيه لكن من المؤكد بأنها كانت أزمه سياسيه لإنتقال السلطه سلميا وسريعا ويري الكثير بأن تلك الأزمه جعلت الإنقسام في العالم والمجتمع الأسلامي حتي يومنا هذا وللحديث بقيه لنري كيفيه إنتقال الخلافه وتداعيات ذلك علي الإمه الإسلاميه.
[email protected]

(115)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي