قد يبدو مستهجنا القول إن بشار "يراسل" أباه حافظ في قبره، وإن "رسائله" المتعاقبة لا تحمل سوى مضمون واحد، مفاده: اطمئن يا أبي فأنا على طريقك لم أحد أبدا، ومن فاتك قتله من السوريين قتلته لك فلا تقلق.
هذا باختصار ما تبوح به بعض صور ضحايا التعذيب التي سربها "قيصر"، لاسيما تلك الصور التي توثق وجوه أشخاص نجوا من براثن الوحش الأكبر حافظ، لكن أنياب ومخالب ابنه بشار مزقتهم.
الشيخ "سليمان موسى حسين الويسي"، أحد هؤلاء الضحايا الذين تم التعرف إلى صورهم في ملف "قيصر"، حيث كانت آخر مرة شوهد فيها حرا خلال شهر تموز 2013، الموافق لشهر رمضان، قبل أن يعتقله زبانية بشار على "حاجز البطيخة" عند مخيم اليرموك قرب دمشق.
وقبل اعتقاله الأخير واستشهاده، تعرض الشيخ الذي ولد في "الجولان" لتجربة الاعتقال في سجون الأسد عدة مرات، كان أولها عام 1979، لتتواصل ملاحقته ومراقبته وسجنه بين الفينة والأخرى.
ولد الشيخ "الويسي" في قرية "جرابا" عام 1937، قبل "بيعها" مع كثير من قرى الجولان على يد حافظ سنة 1967، وتتلمذ في ميداني الفقه والشريعة، ليتصدى للخطابة في جامع "الدوكة" بالجولان، ثم ينتقل بعد احتلال الهضبة إلى الخطابة في مناطق مختلفة بريف دمشق، مثل: حتيتة التركمان، أوتايا، السيدة زينب (جامع الصحابي مدرك الفزاري)، وقد منعه نظام بشار من الخطابة في هذا الجامع واعتقله لمدة تقارب السنتين.
وقتل النظام واعتقل عددا غير قليل من أبناء عشيرة "الويسية" التي ينتمي لها الشيخ سليمان، انتقاما منهم لكونهم أبناء المنطقة التي عاينت خيانة حافظ الأسد بنفسها ولم يحدثها عنها أحد، ومحاولة منه أيضا لردعهم عن مساندة الثورة السورية، التي كانوا أشد المتحمسين والمنتظرين لها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية