تعرفت عائلة الشاب "ميزر المطلق" على صورة جثته ضمن عشرات الصور لضحايا التعذيب التي سربها "قيصر" ضمن ما بات يعرف بـ"جريمة العصر" وبدأ نشرها منذ أيام بعد انقطاع أخباره منذ 8 سنوات.
واعتقل "ميزر" مع شقيقه في فرع الجوية بالطبقة ثم تم تحويلها إلي فرع الجوية بدير الزور ثم إلى مطار المزة العسكري، حيث افترق عن محمد الذي خرج في وقت لاحق من السجن، وورد اسم الشاب الشهيد ضمن قائمة أسماء 8 آلاف شهيد ممن تم تصفيتهم في سجون النظام تحت التعذيب ونشرتها "زمان الوصل" منذ سنوات.
وروى "محمد المطلق" شقيق "ميزر" لـ"زمان الوصل" أن شقيقه من مواليد "دبسي فرج "التابعة لـ"الطبقة" بريف الرقة 1975 كان يعمل في مهنة التمديدات الصحية (سمكري)، وبتاريخ 22/12/2012 أثناء مرورهما أمام حاجز للمخابرات الجوية تم اعتقالهما بتهمة الهجوم على حاجز "دبسي عفنان" في ريف الرقة.
وتابع محدثنا أنه بقي مع "ميزر" في فرع المخابرات الجوية بمدينة "الطبقة" أسبوعين، وأشرف على تعذيبهما العميد "علي ديوب" الذي قُتل فيما بعد على يد المقاومة السورية مع مساعد طائفي يُدعى"علي خضور"، وتم إسعاف الشهيد الشاب إلى المشفى بعد أن ضربه أحد المحققين ببطارية سيارة على أنفه في أول يوم من الاعتقال، قبل أن يتم تحويلهما إلى فرع الجوية في دير الزور حيث بقيا 4 أشهر، وأشرف على تعذيبهما العميد "منذر الزمام"، وبعدها تم نقلهما بطائرة (إليوشن) إلى مطار المزة العسكري -فرع التحقيق الذي يرأسه العميد "عبد السلام محمود" وتعرضا لتعذيب وحشي جداً.
واستطاع محدثنا –كما يقول- التحمل ومقاومة التعذيب ولكن "ميزر" لضعف بنيته لم يتحمل واعترف تحت التعذيب بتهم لا أساس لها من الصحة ومنها -للمفارقة- اعترافه بتفجير موكب رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، الذي قتله النظام وحزب الله اللبناني كما تشير كل الدلائل.
وروى محدثنا أنه أثناء تعذيبه في فرع التحقيق الموجود في مطار المزة العسكري على يد عنصرين في السجن على طريقة الشبح كان أحد العنصرين من الساحل أما الثاني فكان من بلدة "الزربة" في ريف حلب وقام بحرق حلمة صدره بالقداحة، وقال له أنا فلان "الجحيشي" من "الزربة"، وهذا الحرق كي تتذكرني إذا خرجت حياً.
وأضاف المصدر أن العميد "عبد السلام المحمود" رئيس فرع التحقيق قال له ولشقيقه: "انتو يا نواصرة جماعة إرهابيين"–نسبة الى عشيرة "الناصر" التي ينتميان إليها في "الطبقة".
وكشف أن "المحمود" دعس على رأسه ببوطه العسكري أثناء التحقيق في مكتبه.
وأشرف (المحمود) الموضوع على قائمة العقوبات الأوروبية على أعمال التعذيب وتصفية المعتقلين الذين كان يتم إرسالهم من كافة المحافظات السورية إلى فرع التحقيق.
وشاركه في ارتكاب الانتهاكات كلٌ من: العميد سالم داغستاني-من قرية دير فول شمال حمص، والرائد سهيل الزمام، والرائد طارق سليمان، والنقيب باسم محمد.
بعد 17 يوماً أي في الشهر السابع 2013 رأى محمد شقيقه من طرف العصابة التي وضعت على عينيه بنفس الصورة التي ظهرت فيها جثته ضمن الصور المسربة لضحايا التعذيب التي رآها فيما بعد، وتم تفريقه عن ميزر -كما يقول- حيث حوّل هو إلى "سجن عدرا المركزي" وتمكن من الخروج بعد أن دفع أهله مبالغ طائلة وبالواسطات.
وكشف المصدر أن والده تحدث مع شقيقه "ميزر" أثناء اعتقاله لمدة دقيقة واحدة دفع مقابلها 80 ألف ليرة سورية لضباط الفرع عام 2013 وقال له: (إنساني يا أبي وانتبه لأولادي) وبعدها تم إعدامه في آب أغسطس/2015 على الأغلب وكان هذا آخر اتصال معه علماً أن زوجته المصابة بالسرطان توفيت بعد ورود خبر وفاته من شدة تأثرها تاركة ولداً وثلاث بنات يتامى الأبوين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية