غيّب الموت الشيخ والعلامة "محمود ميرة الحلبي" في محل إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، صباح أمس السبت عن عمر ناهز 93 عاماً.
ونعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الراحل الذي "يُعد من أبصر أهل الأرض في عصره وأعلمهم بأحاديثه وموارده وأصوله الخطية وطبعاته، وكل ما يتصل به".
ولد الشيخ "محمود بن أحمد بن صالح ميرة" في حي "الكلَاسة"- "زقاق المبلط" في حلب (رمضان 1347هـ/ شُباط فبراير 1929م) حفظ القرآن وهو في سن السابعة من عمره، وكان والده "أحمد" من أتباع الطريقة النقشبندية وتعلم بصغره عند الشيخ "مصطفى عليكاج" –كما يقول قريبه الصحفي "محمد أمين ميرة" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن الشيخ "ميرة" تلقى تعليمه في المدرسة الشعبانية (معهد العلوم الشرعية) وتتلمذ على يد أساتذة كبار من أمثال الشيخ "عبد الله سراج الدين" و"محمد راغب الطباخ" والشيخ "محمد نجيب خياطة" وتخرج فيها عام 1954م، وفي بداية الستينات من القرن المنصرم، كان الشيخ طالباً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ثمّ تخرج فيها عام 1960م وحصل إضافة إلى الإجازة في الشريعة على دبلوم التأهيل التربوي من الجامعة نفسها عام 1961م، فكان يذهب إلى دمشق في بداية الأسبوع، ويعود مساء الخميس ليلة الجمعة، كما درّس في الجامعة الإسلامية:كتب (مقدمة ابن الصلاح) و(سبُل السلام) للصنعاني، و(فتح المغيث) للسَّخاوي، واعتنى عناية خاصة بتدريس مادة (دراسة الأسانيد)، ومن قبل درّس في المعهد الثانوي بالمدينة: التفسير، واللغة العربية النحو والإنشاء، والتاريخ والجغرافيا، ونظراً لأن وضع عائلته المادي كان متواضعاً اضطر للتدريس والعمل في مهن بعيدة عن اهتمامه ومنها البناء والتجارة والعقارات وتولى حينها إمامة جامع (الرحيمية)، وعمل رحمه الله في الخطابة في جامع "سكر" بحي "الكلَاسة" من نحو عام 1950 إلى 1965م، وعقب ذلك ارتحل إلى المملكة العربية السعودية عام 1385هـ/ 1965م، وأقام في المدينة المنوَّرة مدرساً في المعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية من عام 1965 إلى 1973م. - ثم عيِّن مدرِسًا في الجامعة الإسلامية كليتي الدعوة والشريعة، وحصل الشيخ الراحل هناك على درجة (الماجستير) في الحديث الشريف من جامعة الأزهر بالقاهرة، عام:1969م، ودرجة (الدكتوراه) في الحديث الشريف من جامعة الأزهر في القاهرة عام 1972م.
وأشار محدثنا إلى أن العلامة ميرة كان يعارض النظام وحكم البعث بالسر وعاد إلى حلب عام 1990 في زيارة لأهله، ووقع في بداية الثورة مع مجموعة من العلماء على بيان يدين فيه جرائم النظام في سوريا بعد عام 2011 ومن حينها لم يعد إلى سوريا ومكث في العاصمة الرياض 34 عامًا إلى أن توفاه الله.
وختم المصدر أن قريبه الشيخ كان رجلاً محباً للعلم وإكمال دراسته رغم كل الصعوبات، وكان صاحب همة كبيرة، بين عمل ودراسة وخطابة وإمامة، وكانت همته للعلم والاجتهاد نادرة في زمانه رغم بساطة الوسائل والأدوات في ذلك الوقت وانتشر له مقطع فيديو -كما يقول- يظهر همته وهو في عمر الـ 93 يعمل على الحاسب وفي تحقيق الحديث بآن معاً، علماً أنه كان أول من أدخل علم الحديث إلى الحاسب وظل إلى لحظاته الأخيرة متمتعاً بذاكرة حاضرة، وحافظة مسعفة واعية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية