أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رحيل الضابط الذي حاول الانقلاب على نظام الأسد مرتين في أحد مستشفيات النرويج

توفي في أحد مستشفيات العاصمة النرويجية "أوسلو" منذ أيام الضابط السوري السابق "ذياب شتيوي"، وهو أحد الضباط الخمسة من الجولان الذين وضعوا مخططاً للانقلاب حزب البعث مع مجموعة من الضباط الأحرار السوريين قبل أن يشي بهم أحد المجندين من محافظة حلب في تشرين الثاني نوفمبر من عام 1970، حيث تم اعتقال بعضهم في هذا التاريخ وتمكن النقيب "شتيوي" من الفرار إلى الإمارات ثم انتقل إلى العراق وعاش هناك مكرماً معززاً إلى حين سقوط بغداد في يد الاحتلال الأمريكي فغادرها إلى الأردن وعاش فيها حتى بدايات الثورة السورية المباركة، وفق ناشطين.

وروى المهتم بتاريخ الجولان ورجالاتها "محمد زعل السلوم" لـ"زمان الوصل" أن الضابط الراحل "ذياب محمد الذياب الشتيوي" مواليد "عين الحمرا" في الجولان المحتل عام 1940 تخرج من أحد ثانوياتها عام 1959 وعمل مدرساً قبل أن يلتحق بالكلية الحربية عام 1960 في كلية المغاوير (قوات خاصة)، وتخرج منها بعد عامين ليتم تعيينه رئيس دورات المغاوير في سوريا.

وتابع المصدر أن "شتيوي" حاول مع 20 ضابطاً من كافة أنحاء سوريا الانقلاب على "الأتاسي" في أيار مايو/1970، وكان حافظ الأسد حينها وزيراً للدفاع وكان من بينهم خمسة ضباط من الجولان بقيادة الرائد "جلال مرهج" من "جباتا الزيت" ولكن المحاولة لم تنجح بسبب وشاية من أحد العناصر المجندين، فتم سجن "ذياب" مع مجموعته وقتها، وبقي سنتين.


وروى محدثنا أن محكمة أمن الدولة التي كان مقرها في منطقة السبع بحرات كانت علنية وحضرها جمع من الناس فحكمت على "شتيوي" ورفاقه بالسجن لسنتين ليخرج عام 1972.

وتم بعدها تعيين "شتيوي" موظفاً في معهد صناعي في "القابون" على ملاك وزارة الصناعة، وكان إلى جانب ذلك يدرس الحقوق وحصل على درجة الماجستير فيها.

وتابع المصدر أن الضابط "ذياب" حاول مرة أخرى مع مجموعة من الضباط الانقلاب على حافظ الأسد الذي كان قد استلم الحكم حينها لكونه لم يأت بصورة شرعية.

وحاول حافظ الأسد مع بداية وصوله إلى السلطة القيام بعملية ممنهجة لإقصاء القيادات التي تعارض مشروعه الطائفي عن المواقع العسكرية الهامة، فخطط شتيوي للانقلاب الذي لم يُكتب له النجاح، وكان السيناريو المخطط له يقضي بأن تتم السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين من خلال قيادة لواء المدرعات والانحدار فيه إلى دمشق العاصمة.

ويتم بعدها الإعلان عن إنهاء مرحلة حافظ الأسد رسمياً لدى السيطرة عبر الإعلام الرسمي، غير أن وشاية من ضابط يُدعى "أحمد عبد النبي" أفشلت الخطة وأدت إلى اعتقال العشرات منهم وزجهم في سجون النظام وإعدام حوالي 30 من خيرة ضباط الجيش السوري آنذاك أما عبد النبي، فتم ترفيعه إلى رتبة لواء وتسليمه الفرقة الخامسة في "إزرع" بدرعا ثمناً لخيانته بحق زملائه.

وسُجن "شتيوي" بعد القبض عليه في سجن المزة حتى عام 1978 حيث تعرض خلالها للتعذيب وبعد خروجه طلب منه "رفعت الأسد" الانضمام له للانقلاب على حافظ فرفض لكي لا يكون البديل رفعت.

ومضى "السلوم" سارداً جوانب من حياة الضابط الجولاني الشجاع إذ تمكن من الهرب إلى الإمارات بعد أن دفع مبالغ كبيرة وبقي هناك 4 سنوات صدر خلالها حكم بمنعه من دخول سوريا فلجأ إلى العراق حيث عاش في كنف صدام حسين، هو وعائلته وتعلم أولاده هناك حتى عام 2003 وبعد سقوط بغداد خرج إلى الأردن وبقي فيها حتى 2007 حيث قدم طلب لجوء إلى النرويج هو وعائلته إلى أن توفاه الله وكان يعيش على أمل تعود سوريا إلى سابق عهدها بلا آل الأسد ويعود إلى أهله وأحبائه.

ولفت محدثنا إلى أن الضابط الراحل كان ذا شخصية قوية وجدية، كريم النفس محبوباً من الجميع ويحظى بشعبية كبيرة في الجولان يتسم بالنخوة والشهامة، وكانت كرامته أهم من حياته وأنجب ابناً يدعى "عمر" حاصل على شهادة الدكتوراه في الطب البشري وابنتين إحداهما دكتورة طب بشري أيضاً والثانية طب أسنان.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(471)    هل أعجبتك المقالة (395)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي