حصلت "زمان الوصل" على معلومات موثقة عن أحد أبرز شبيحة ومجرمي نظام الأسد في قرية "جبا" التابعة لبلدة "خان أرنبة" في محافظة القنيطرة في هضبة الجولان جنوب غرب سوريا ويدعى "طارق حسن العر".
المعلومات المتقاطعة كشفت أن "العر" يعتبر أحد أهم منظمي وقادة المسيرات الموالية لنظام الأسد في ألمانيا، في استفزاز علني وصريح لمشاعر مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم هرباً من إجرام هذا النظام وشبيحته.
وبحسب ما توصل إليه فريق تقصي المجرمين في "زمان الوصل" فإن "طارق حسن العر" ينحدر من قرية "جبا" في محافظة القنيطرة، ويقيم في ألمانيا بصفة لاجئ في مدينة "مونشنغلادباخ" Mönchengladbach في مقاطعة شمال الراين ، حيث وصل إلى ألمانيا لاجئاً في عام 2015.
ومن خلال البحث والمتابعة للمدعو "طارق حسن العر"، تبين أنه أكبر إخوته وهو وحيد وليس لديه أشقاء ذكور.

المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية مع تأكيد استعداده للإدلاء بشهادته مستقبلاً بحق "العر" في حال توفرت الظروف الآمنة له أمام أي جهة قضائية، قال (المصدر) إن المذكور انضوى مع بداية الثورة مع والده وأعمامه ضمن الميليشيات التابعة لفرع "سعسع" الفرع 220 (مفرزة الجسر)، وكان له دور كبير في التسبب باعتقال العشرات من شباب محافظة القنيطرة والذين ما يزال الكثير منهم قيد الاختفاء القسري أو قضوا تحت التعذيب في معتقلات الأسد.
وأضاف بأن "العر" كان يرافق ميليشيات الأمن أثناء قيامها بعمليات المداهمة والاعتقال، كما كان يتواجد على حواجز النظام الأمنية والعسكرية في المنطقة وخصوصاً (حاجز خان أرنبة)، (حاجز الصقري)، (حاجز مسحرة)، بالإضافة إلى مشاركته، فيما يعرف بالحواجز الطيارة أي الحواجز غير الدائمة التي كانت بمثابة كمائن تنصبها المخابرات لاعتقال السوريين، مرفق صورة له بالسلاح تعود لعام 2014.
وبحسب مصادرنا كان لوالده قبل الثورة علاقة جيدة مع فروع المخابرات في المنطقة، ويعتبر من كتبة التقارير الأمنية وخصوصاً بحق رجال الدين في المنطقة، ويعمل والد طارق بصفة حارس أمني في مديرية المالية إلا أنه يتمتع بسلطة كبيرة داخل المديرية، بحكم علاقاته مع عدد كبير من الضباط العسكريين والأمنيين في محافظة القنيطرة، كما عمل في مرحلة سابقة كسائق لأحد أعضاء مجلس الشعب يدعى" جهاد محمد إسماعيل" الذي ينحدر من السلمية بسبب صلة قرابة والدة "اسماعيل بآل العر"، لذا يعتقد بأن عمل والده أمني استخباراتي أكثر مما هو عمل عسكري.
وأضاف المصدر السابق نفسه أن عم "طارق العر" المدعو "محمد العر" المكنى "أبو ربيع"، أحد قادة ميليشيات الشبيحة التابعة لفرع "سعسع" في المنطقة، واكتسب رتبة عسكرية فخرية نظراً لولائه الكبير للنظام ولضباط الفرع المذكور.
ويكمل المصدر شهادته": بأن طارق العر يعمل كذلك على استغلال حاجة اللاجئين السوريين في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية لأوراق ثبوتية من سورية وبخاصة جوازات السفر، حيث يقوم باستصدار هذه الوثائق عن طريق والده لمن هم بحاجة لها نظير مبالغ مالية كبيرة، حيث يعاني الكثير من السوريين صعوبة في الحصول على تلك الأوراق كونهم لاجئين وأغلبهم مطلوب لفروع المخابرات التابعة لنظام الأسد، إضافة لعمله بتحويل الأموال بشكل غير شرعي إلى سورية، وجنى من هذه العملية أموالاً طائلة من اشترى بها أراض وعقارات في قريته.

ويضيف المصدر إن لـ"طارق العر" دورا كبيرا في التنسيق والتحضير والقيام بمسيرات موالية لنظام الأسد وحلفائه روسيا وإيران في ألمانيا، كما تظهر الفيديوهات الخاصة التي حصلت عليها "زمان الوصل"، حيث يظهر "العر" متقدماً صفوف الموالين هاتفاً بالولاء للأسد وفدائه بالدم والمال شاتماً المعارضين له، بالإضافة إلى اتهامات وجهت له بالتجسس على اللاجئين المعارضين ونقل أخبارهم ونشاطاتهم لنظام الأسد.
يختم المصدر حديثه بالقول":"على الرغم من أن طارق يتمتع بصفة لاجئ وفق القوانين الألمانية التي تحظر على اللاجئين السوريين زيارة بلدهم الأم أو التعامل مع سلطاتها، فإن طارق العر سبق له وزار سورية وقريته قبل أشهر عن طريق لبنان ودخل سورية بمساعدة والده وعمه أسعد، دون وضع أختام دخول على جواز سفره، حتى لا يسحب منه حق اللجوء بسبب زيارته سوريا".
ومن الجدير بالذكر أنه في ألمانيا يسري قانون الجرائم ضد القانون الدولي في حالات الجرائم الدولية الخطيرة، كجرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، ويسمح هذا القانون المعروف باسم الولاية القضائية العالمية بالتحقيق والمقاضاة في عن هذه الجرائم في ألمانيا بغض النظر عن جنسية المشتبه به، أو الضحية أو مكان ارتكاب الجريمة، وفي حالة "العر" يمكن التحقيق في التهم المنسوبة له كونه يقيم على الأراضي الألمانية، وكونه اشتركا أثناء انتسابه لمليشيات الأسد في جرائم دولية خطيرة مثل الاختفاء القسري واعتقال مدنيين وتعذيبهم واستشهاد عدد منهم في معتقلات الأسد.
وتتقدم إدارة "زمان الوصل" وفريق التقصي عن مجرمي الحرب بالشكر لكافة الشهود الذين تفاعلوا مع مبادرتنا، وقاموا ويقومون بتزويدنا بكافة الأدلة والمعلومات التي تشكل العمود الأساسي الذي يقوم عليه نجاح هذه المبادرة واستمرارها، ونأمل من كل من لديه معلومات وأدلة بهذا الملف تزويدنا بها، ونؤكد لهم سرية هذه البيانات والمعلومات وعدم مشاركتها مع أية جهة كانت الا بموافقة مرسلها.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية