أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير حقوقي: تدمير "المعرة" و"سراقب" وتشريد السكان نموذج واضح عن تكتيك النظام

معرة النعمان - جيتي

أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن تدمير مدينتي "معرة النعمان وسراقب" بريف إدلب، وتشريد السكان نموذج واضح عن تكتيك النظام ضمن الحملة العسكرية الأخيرة منذ مطلع كانون الأول/يناير 2019 حتى آذار/مارس 2020.

وشددت الشبكة في تقرير لها أمس الجمعة أن "تدمير المدن وما حولها وتشريد أهلها والسطو على ممتلكاتهم ثلاثية النظام الخبيثة لمعاقبة المطالبين أو الحالمين بالتغيير السياسي".

وقال التقرير إن المنطقة قد شهدت في ظلِّ تلك الحملة 5 اتفاقات لوقف إطلاق النار كان أولها في 1 آب/أغسطس 2019 وآخرها في 6 آذار/مارس 2020، لكنها جميعاً عجزت عن تحقيق أي وقف فعلي للعمليات القتالية، بل على العكس من ذلك فقد كان عقب كل اتفاق تصعيد عسكري أعنف من سابقه أدى إلى إحراز النظام تقدماً على الأرض.

وأضاف التقرير أن النظام وحليفه الروسي كانا يقومان بعمليات قصف مستمرة شبه يومية على مدينة "معرة النعمان"، لم تقتصر مطلقاً على الحملة الأخيرة التي بدأت مع نهاية عام 2019، إلاَّ أنَّها اشتدَّت وكانت أكثر تركيزاً في غضونها، مشيرا إلى أن تشريد أهالي مدينتي "معرة النعمان وسراقب" مرتبط بشكل عضوي بعملية الدمار، لأن عمليات تدمير المدن والبلدات كانت هدفاً مقصوداً من أجل دفع الأهالي نحو الاستسلام والتشرد والذل.

وبحسب التقرير فإن التكتيك الذي يتبعه النظام وحليفه الروسي في كافة المناطق المحاصرة يعتمد على استهداف المراكز الحيوية بداية وتعتمد هذه الاستراتيجية البربرية على دفع الأهالي إلى اليأس والنزوح، معتبراً أن قصف المراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني والأسواق يرسل رسالة عنيفة واضحة بأنه لا يوجد أي خيار سوى الاستسلام أو الرحيل.

وبلغت نسبة الدمار في مدينة "معرة النعمان" على قرابة 770 نقطة، 15 منها كانت لمنبى مدمر بشكل كامل، و716 نقطة لمبنى متضرر بشكل متوسط، و36 نقطة لمبنى متضرر بشكل طفيف، مشيرا إلى أنه تم حساب نسبة نقاط الدمار إلى مساحة المدينة المأهولة بالسكان التي قام فريق العمل بتحليلها والتي تبلغ قرابة 8.5 كم مربع (850 هكتار).

وخلص التقرير إلى أنه في كل 1 كم مربع يوجد 90 نقطة تعرضت للدمار (9 نقاط في كل 10 هكتارات) أي أن ما لا يقل عن 2 % من مساحة المدينة مدمر بشكل كامل، وقرابة 40 % منها مدمر بشكل جزئي.

وقال التقرير إنَّ التدمير الذي أصاب مدينة "معرة النعمان" ليس حالة فردية، بل بالإمكان إلى حدٍّ بعيد تعميمه على مختلف المدن والبلدات التي يرغب النظام بالسيطرة عليها، وفي هذا السياق استعرض مدينة "سراقب" كنموذج إضافي يظهر أن تدمير المدن والبلدات وتشريد أهلها هو هدف بحدِّ ذاته لدى النظام من أجل إيقاع أقسى أنواع العقوبات الممكنة على كل من طالب بالتغيير السياسي.

وسجل التقرير ما لا يقل عن 882 حادثة اعتداء على يد قوات الحلف الروسي السوري في إدلب وما حولها منذ 26 نيسان/أبريل 2019 حتى 29 أيار/مايو 2020، من ضمنها: 220 من أماكن العبادة، 218 من المراكز التعليمية، 93 من المراكز الطبية، 86 من مراكز الدفاع المدني، 52 من الأسواق.

وطبقاً للتقرير فقد تم تسجيل 30 هجوم بالذخائر العنقودية على منطقة إدلب وما حولها في المدة ذاتها، كانت 27 منها على يد قوات النظام، وتسبَّبت في مقتل 38 مدنياً بينهم 18 طفلاً و9 سيدة (أنثى بالغة)، وإصابة 36 شخصاً، في حين نفذت القوات الروسية 3 هجمات.

وأشار التقرير إلى أن النظام ارتكب منذ 26 نيسان/أبريل 2019 حتى 29 أيار/مايو 2020 ما لا يقل عن 21 هجوماً بأسلحة حارقة، وما لا يقل عن 7 هجمات بالصواريخ المسمارية، كما ارتكب هجوماً واحداً بالأسلحة الكيميائية.

ووثَّق التقرير ما لا يقل عن 4849 برميلاً متفجراً ألقاها طيران النظام المروحي وثابت الجناح على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا في المدة ذاتها.

زمان الوصل
(144)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي