أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرائق تقترب من آثار تدمر وتلتهم نصف غوطتها

رجح ناشطون أن تكون هذه الحرائق مفتعلة من قبل نظام الأسد

أفاد ناشطون بأن حرائق بساتين غوطة تدمر تجددت يوم الخميس من الجهة الجنوبية الشرقية لتمتد من جهة فندق الشام حتى وادي عيد الذي يقسم البساتين إلى شمالية وجنوبية وصولاً إلى المدافن الأثرية الجنوبية ومعبد بل سيد الآلهة التدمرية.

وأظهرت صور التقطتها عدسات مدنيين متواجدين في المدينة الأثرية الواقعة في ريف حمص الشرقي نسبة الدمار الهائل الذي لحق ببعض بساتين المدينة وتفحم الأرض والأشجار نتيجة الحرائق التي اندلعت فيها منذ أيام، وكانت النيران التي اندلعت مساء 25/5/2020 قد التهمت نحو 200 هكتار من مساحة بساتين غوطة تدمر التي تقدر بنحو 400 هكتار، علماً أن البساتين التي طالتها النيران واقعة ضمن منطقة الحرم الأثري وملاصقة تماما لكل ما تبقى من أوابد أثرية.

ورجح ناشطون أن تكون هذه الحرائق مفتعلة من قبل نظام الأسد وما يسمى بـ"الدفاع الوطني" لاستقطاب الرأي العام الغربي حول أهمية حماية غوطة تدمر الواقعة ضمن الحرم الأثري وبالتالي توفير أموال للنظام بالعملة الصعبة، وكذلك لشق طريق ضمن المنطقة الأثرية والاستيلاء على أملاك الأهالي جانبي الطريق بحجة المصلحة العامة –كما يقول الناشط "أحمد الخلف" لـ"زمان الوصل"موضحاً أن "الهدف القريب استقطاب تعاطف الرأي العام الغربي ببيان أهمية حماية منطقة الحرم الأثري خصوصا أن البساتين ضمن منطقة الحرم الأثري وبالتالي توفير أموال للنظام بالعملة الصعبة، أما الهدف البعيد فهو استملاك هذه الأراضي وحرمان أهلها منها وبيعها لشخصيات خارجية أو إقامة مشاريع عليها.

وعبّر المصدر عن اعتقاده بأن النظام ينوي الإجهاز على كل البساتين على غرار ما فعل في الغوطة الشرقية لمنع أي وسائل حياة في المنطقة وخصوصاً أن واحة تدمر تُعد متنفساً لأهل المدينة ومصدر رزق لأهلها، ويقدر عدد أشجار النخيل في تدمر بـ 600 ألف شجرة مثمرة تعود لمئات السنين وعدد أشجار الزيتون أكثر من 400 ألف شجرة.

وتعاني تدمر المدينة الواقعة تحت سيطرة النظام والميليشيات المقاتلة معه من تهميش وإهمال على كافة الأصعدة مع أنها مسجلة على لائحة التراث العالمي، وكانت يوما ما قبلة للزائرين من كافة دول العالم قبل أن يدخلها تنظيم "الدولة" ويدمر معظم أوابدها الأثرية ويكمل نظام الأسد تخريب البنية التحتية فيها وتهجير أهلها بشكل كامل بعد خروج تنظيم "الدولة".

وتشير الكتابات القديمة إلى أن مدينة تدمر كانت واحة نخيل تقع على حدود مملكتين عظيمتين في القرن التاسع عشر ق-م هما "ماري" و"قطنا" الأثرية، وبقيت الواحة تتجدد مع مرور الزمن واعتناء الأجيال خصوصا مع وجود نبع "أفقا" الكبريتي الذي كان يسقي كل أشجار غوطة تدمر.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(167)    هل أعجبتك المقالة (150)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي