لم يكن تناقل العديد من المواقع الإخبارية المحلية والعربية خبر منع لبس "الشورط" في حمص، إلا ترجمة فورية للسان الشارع الحمصي الذي تداول هذا الموضوع بالسخرية الحمصية المعتادة، وبالسرعة الجنونية التي تميز الشائعة بحمص، والانتشار الشاقولي والأفقي لكل ما هو يثير الضحك والاستغراب في المدينة (التي إذا لم يجد سكانها أحد يثيرون حوله النكات، ينكتون على أنفسهم) البعض رد دويّ هذه الشائعة للتشويق الذي تحمله مثل هذه "الخبرية" بين كافة شرائح المجتمع من الجارة التي تشرب القهوة صباحا مع جارتها إلى مكاتب المدراء وكبار الموظفين، والبعض الآخر رده أن لا شيء مستغرب في حمص بعد قرار منع الجلوس أمام المحلات التجارية من قبل مجلس المدينة، والدويّ الهائل لمشروع "حلم حمص" الذي اختلف الكثير من الحماصنة حول فائدته للمدينة، طبعا بعض خروج "المظاهرات" المطالبة بوقف الحلم والالتفات إلى الواقع، من قبل أصحاب المحلات في سوق الناعورة تحديدا، المهددة محلاتهم بالزوال كما تسربت إليهم المعلومات بعد زيارة بعض الاستشاريين القطريين آنذاك لحمص وإجراء دراسات حول الموضوع. واللافت أن الحامصنة يتعاطفون بشكل مباشر مع أي شائعة حول قرار يضر بفئة معينة منهم، مثل خروج العديد ممن ليس لديه محل في سوق الناعورة، وعندما تسأله لماذا أنت محتجّ؟؟ "يقول لك ضد الحلم"، وتقول له ما هو الحلم ؟؟ يقول لك لا أعرف لكنه يضر جاري أبو سمير أو أبو عدنان ....
وفي العودة لشائعة "الشورط" فلم تكتف الشائعة بمنعه لكنها تطرقت أيضا إلى طريقة احتساب مخالفة من يرتديه وتسول له نفسه المرور من أمام الدوريات المختصة وفق قصر الشورط أو طوله.
"أحد المواطنين قال أنه يرتدي الشورط يوميا في الصيف ولو لحقته "الدورية" سيتكلم معهم بالفرنسية التي يتقنها على أساس أنه سائح أجنبي".
الشائعات بحمص لها أكثر من نوع منها ما يطل كبار الشخصيات في المدينة، وفي كافة المفاصل خصوصا عندما يكون هذاالشخص في مهمة خارج حمص أو خارج سورية تبدأ الشائعات تقول أنه استُدعي للتفتيش أو للمحاكمة أو "أخذ المصاري وهرب" أو لمنصب وزاري كبير، ومنها من تتحدث عن قرب إفلاس ذاك الاقتصادي أو استلام نظيره لمشروع ضخم جدا في المدينة وهكذا...
حتى الشائعات الرياضية تجد في حمص ملعبا ممتازا لها، فلحمص على خارطة كرة القدم السورية موقع مهم جدا نتيجة هيمنة نادي الكرامة على الإنجازات الكروية السورية منذ أربع سنوات... حتى الآن، والشائعات لم تترك نجوم هذا الفريق ومدربهم محمد قويض في أكثر من مناسبة "هذا انتقل لفريق آخر وذاك سيأتي من الخصم اللدود نادي الوثبة، وآخر مرة كانت من دمشق بعد خسارة الاتحاد أمام المجد بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ، بحجة أن الكرامة دفع "رشوة مغرية" لنادي المجد، ليبذل كل ما بوسعه ويفوز على الاتحاد ليحرم الأخير من بطولة الدوري.
غالبا لا تجد الشائعة أي جهة رسمية تنفيها أو تؤكدها "فتسرح وتمرح على كيفها"ولا حتى يُعرف مصدرها أو النار التي تسببت بدخانها، كما يحدث حاليا في موضوع "الشورط"، ويقابل هذا التجاهل الرسمي باستمرار الحماصنة بتناقل الشائعة، كالشائعة التي تناولت مصفاة حمص، ففي كل مرة يقال إنها ستنتقل قريبا حتى لو كان الفاصل الزمني عشر سنوات "فإنهم يقولون قريبا جدا"، ورغم أن هذا الموضوع مطروح رسميا إلا أنه لا شيء يلوح في الأفق...،وكذلك بالنسبة لمشروع مطار حمص الذي لا يزال على الورق إلا أن الشائعة في حمص دائما تسبق الطائرات وتحجز مكانها على كافة خطوط الطيران لتصل إلى كافة أنحاء العالم، تماما كالنكتة الحمصية.
سرت شائعات في حمص مفادها أن كل من يحتسي "المتة" معرض للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، بحجة أن الخنازير ترعى في مزارع المتة.
وسرت شائعات أخرى تفيد بأن ماكينات الخياطة المنزلية تحتوي الزئبق الأحمر، وأكد بعض المواطنين أن سعر الماكينة وصل إلى حوالي 10 آلاف ليرة سورية في سوق الحرامية بحمص.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية