منعت ظروف الحرب وغلاء الأسعار الناتج عن الانهيار السريع لليرة السورية الكثير من أهالي الحسكة وريفها من تطبيق عاداتهم خلال عيد الفطر المبارك، فاختزلوا الزيارات والحلويات ولباس الأطفال.
تقول سامية (32 عاما) لـ"زمان الوصل": "قضى أولادي يوم العيد دون لباس جديد ومازالوا يرتدون اللباس الشتوي لأننا لم نستطع شراء أي قطعة لباس لهم من أسواق رأس العين أو بلدة تل حلف بسبب الغلاء وضيق الحال الذي يمر به جميع أهالي المنطقة.
وأضافت رغم أن منزلنا لا يبعد سوى 30 مترا عن الطريق العام "رأس العين- تل تمر" عجزت عن اصطحاب أطفالي الستة لزيارة بيت جدهم وأخوالهم الذي لا يبعدون سوى 7 كيلو مترات في القرية المجاورة بسبب عدم القدرة على استئجار سيارة أولا ولضعف حركة السير ثانيا باستثناء الشاحنات والعربات التركية التي تسير باستمرار على الطريق لاستكمال القاعدة العسكرية قرب "أبو رأسين".
وبعد اختصار زيارة أهلي و المقبرة كما هو الحال كل عام - تتابع كلامها - اقتصر عيدنا على شراء 1 كلغ من سكاكر العيد بسعر 2500 ل.س مخصص للأطفال، الذين بدأ توافدهم من منازل الجيران إلى باب منزلنا مع شروق الشمس مهنئين بالعيد، مؤكدة أنهم لم يشتروا ضيافة للرجال مثل كل عيد لأن سعر 1 كلغ منها يساوي أكثر من 3000ل.س من النوع المتوسط والجيد أكثر من 5 آلاف ل.س.
بدوره، يقول أبو عبد الله 40 عاما إنه اشترى فستانا لابنته الصغيرة بعمر 4 أعوام ثوب بـ 8 آلاف ل.س وطقم لشقيقها الذي يصغرها بعامين بسعر 10 آلافل.س أمّا الأخ الأكبر فكانت تكلفة شراء بنطال وكنزة 18 ألف ل.س.
وأوضح الرجل أن أسعار قطع اللباس للأطفال بعمر أطفال أي دون سن العاشرة في أسواق الحسكة تتراوح بين 6-11 آلف ل.س سواء كانت قميصا أو بلوزة أوبنطال، بينما تتراوح أسعار الأحذية بين 5 – 5 آلاف ل.س حتى لو كان "كلاش" ويرتفع سعره إلى ما بين 8 - 10 آلاف للرجال.
ورغم صرفه كامل راتبه الشهري (50 ألف ل.س) يبقى حال "أبو عبد الله" – كما يقول- أفضل من أحوال النازحين في مراكز إيواء الحسكة والمخيمات بريفها، والذين لا حول ولا قوة لهم سوى انتظار من يساعدهم في هذا اليوم الذي مرّ عليهم ثقيلا وحزينا بعيدا عن منازلهم في رأس العين.
وشمل الاختزال صناعة "الكليجة" (كعك العيد الشهير) فهناك من صنع كميات محدودة لتوفير الطحين والسمن والسكر والبهارات فيها، و في حين لم تصنع بعض العائلات الكليجة نهائيا.
اختزال عادات العيد وتجهيزاته بالحسكة

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية