نشر نظام الأسد، أمس الأربعاء، وحدات عسكرية في منطقتي "طفس" و"الضاحية" غربي درعا، بعد استقدام تعزيزات ضخمة من الفرقتين الرابعة والتاسعة، ما أثار غضب الأهالي ودفعهم إلى الخروج في مظاهرات ليلية في مدينتي "طفس" و"درعا البلد".
التعزيزات التي دفع بها نظام الأسد جاءت بعد يوم من الحديث عن انسحاب القوات وإعادة تمركزها في الخطوط الخلفية، ما ينذر بقرب بدء حملة عسكرية على مدينة "طفس"، متذرعا بحادثة مقتل 9 عناصر من الشرطة في مخفر "المزيريب" والتي يعدها مسؤولو الأسد سببا مباشرا للتحشيد ضد المنطقة. وأكد الإعلامي "باسل الغزاوي" أن التعزيزات التي دفعت بها الفرقتان الرابعة والتاسعة انتشرت في "ضاحية درعا ومساكن الضباط"، كما تمركزت في "تل الخضر" وصولا إلى "تل السمن" شرق "طفس".
وشدد "الغزاوي" لـ"زمان الوصل" أن الحملة تحت قيادة "وسيم خير بيك" اليد اليمنى لـ"غياث دلا"، و"ياسر سلهب" المسؤول في مكتب أمن "المعضمية" التابع للفرقة الرابعة، مشيرا إلى أن الهدف منها هو تأمين السيطرة على الريف الغربي وحماية الطريق الممتد من "معسكر زيزون" إلى مركز مدينة درعا ومن المعسكر باتجاه منطقة "حوض اليرموك".
وأوضح أن الفرقة التاسعة تلقت الأوامر من نظام الأسد بشن عملية عسكرية، لافتا إلى أن ما أشيع عن عملية انسحاب لم يكن بالمعنى العملي، لأن القوات قامت بالتراجع من النقاط المتاخمة للريف الغربي باتجاه القطع العسكرية". وبين "الغزاوي" أن الانسحاب اقتصر على ميليشيا "رواد عذرا"، العاملة بعقود مدنية لحساب الفرقة الرابعة، من حاجز "السرو" الفاصل بين بلدتي "عتمان" و"اليادودة" باتجاه "الملعب البلدي"، والتعزيزات التي كانت تتواجد على حاجز "التابلين" شرقي "طفس" تراجعت باتجاه "تل الخضر".
وقال إن "هذا لا يعتبر انسحابا لأن النظام أساسا تمثلت تعزيزاته من داخل درعا ولم يستدع قوات من على جبهات الشمال السوري"، مضيفا أن "الأمر يوصف على أنه استنفار للثكنات العسكرية في محيط قرى وبلدات الريف الغربي لدرعا".
وأفاد بأن غالبية الميليشيات التي تم الزج بها محسوبة على إيران، معتبرا أن "روسيا راضية على حالة الصراع بهدف ضرب القوة العسكرية الرافضة للتسويات في ريف درعا الغربي خصوصا أن للمنطقة جغرافيه ذات حساسية كبيرة تتمثل بمثلث حدودي مع الأردن والأراضي المحتلة، وليتسنى لها لاحقا لعب دور إبعاد إيران عن الحدود إرضاء لإسرائيل".
وكشف أن تسريبات صادرة عن ممثلي النظام في "اللجنة الأمنية" التي يترأسها اللواء "حسام لوقا"، بعد جلسات مع فعاليات ووجهاء المنطقة، تشي برفضها للعملية العسكرية، حتى أن رئيس فرع الأمن العسكري "لؤي العلي" أكد أنه ضد العمل العسكري بشرط تسليم "محمد الصبيحي" و14 آخرين من المنطقة، متهمين بقتل العناصر التسعة في مخفر (المزيريب)".
ولفت "الغزاوي" إلى أن "أحد عروض النظام كان نشر حواجز بالمنطقة، دون أي عمل عسكري، كما طالبت روسيا بدورها بانضمام مقاتلي الريف الغربي إلى الفيلق الخامس، مؤكدا أن العرض تم رفضه بعد وضع بند الذهاب إلى ليبيا".
وختم بالقول إن "هذه النقاط تدفعنا للقول إن المنطقة مقبلة على عمل عسكري، لكنا لا نستطيع أن نجزم متى، لأن المفاوضات مستمرة رغم عرقلتها مرات عديدة"، مشيرا إلى أن "خط المفاوضات مع (اللجنة الأمنية) التابعة للنظام مع وجهاء الريف الغربي متواصلة وقد تحول دون الخيار العسكري عبر تقديم تنازلات مثل تسليم السلاح وتسهيل ملاحقة المطلوبين ومنهم (محمد الصبيحي - أبو طارق)".
في سياق متصل، جابت مظاهرة ليلية حاشدة شوارع مدينة "طفس"، تزامنت مع أخرى في ساحة "المسجد العمري" بدرعا البلد، نددتا بتعزيزات النظام، وحذرتا من مغبة أي عملية عسكرية قد تجر المنطقة إلى حرب طاحنة.
وردد المتظاهرون شعارات "الموت ولا المذلة، ويا طفس نحنا معاكي للموت، بالروح نفدي وطنا، ياما بترابك دفنا جيش الأسد والإيراني، الله أكبر يا ربّي عليهم.. قتلوا الشهيد يا يُمّا بإيديهم، ماراح نركع ما راح نركع هات الدبابة والمدفع، الله أكبر حرية".
درعا.. تعزيزات جديدة إلى منطقة "طفس" تثير غضب الأهالي وتدفعهم إلى التظاهر

محمد الحمادي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية