على سبيل الدعابة السوداء استقبل سوريون نبأ إقالة محافظ حمص "طلال البرازي" من منصبه بقرار من بشار الأسد، الذي كافأ "البرازي" في الحال بإسناد حقيبة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك إليه، فرقاه من محافظ إلى وزير.
فقد أصدر بشار مرسوما يقضي بإقالة وزير التجارة الحالي "عاطف نداف" من منصبه وإسناده إلى "البرازي" الذي لم يعد منذ اليوم محافظ حمص، بعد 7 سنوات تقريبا على شغله هذا المنصب، رغم مطالبات الموالين المتكررة بإقالته.
وارتبطت فكرة عزل محافظ حمص بالدعابة السوداء، لاسيما عندما حاول النظام تقزيم مطالب المتظاهرين في "عاصمة الثورة" وجعل سقفها الأعلى هو إقالة المحافظ، وليس تغيير البلد بأكلمها وانتشالها من مستنقع الاستبداد والفساد ومنطق المزرعة.. وهكذا عزل بشار صديقه المقرب "إياد غزال" من المنصب، وجاء بغسان عبد العال بديلا عنه، لكن عبد العال لم يمكث طويلا فخلفه منير أحمد المحمد، لكن النظام أيضا أقاله سريعا ليستقر رأيه على "طلال البرازي" صيف 2013.
و"البرازي" هو في الأصل رجل أعمال يعمل في "قطاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني"، فضلا عن نشاطه في مجال المعارض والمؤتمرات، وله شراكات في عدة مؤسسات تعمل في ميادين تجارية.
وجاءت إقالة "نداف" في وقت وصلت فيه الحال المعيشية للسوريين القابعين تحت سيطرة النظام إلى أدنى مستوياتها، حيث بدأت أصوات التذمر تعلو بشكل غير مسبوق حتى ضمن مجتمع الموالين المتشددين.
ولا يعرف بالضبط ما الذي يمكن أن يفعله "البرازي" ولا "المعجزات" التي يفترض أن يجترحها في بلد متهاو من جميع النواحي، امتصت دماءه جيوش من "علقات" الفساد، التي تشكلها كل "شلة" تحت سمع وبصر النظام، وأحيانا كثيرة في ظل رعايته ومباركته.
وعليه فإن تعيين "البرازي" في هذا المنصب وضمن هذه الظروف المزرية، ليس أكثر من وضع رجل جديد في "بوز المدفع" ليتلقى كل الانتقادات من الطبقات المسحوقة، وتعلق على شماعته كل الانهيارات، فيما يظهر بشار كالعادة في موقع الصالح المصلح.
وأخيرا سقط محافظ حمص!.. بشار يضع "البرازي" في بوز المدفع أمام المسحوقين
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية